تحقيق يكشف شبكة استغلت أطفال مرضى بالسرطان لجمع ملايين الدولارات

17 ديسمبر 2025آخر تحديث :
تحقيق يكشف شبكة استغلت أطفال مرضى بالسرطان لجمع ملايين الدولارات

كشف تحقيق موسع عن شبكة عابرة للحدود استغلت معاناة أطفال مصابين بالسرطان وعائلاتهم، عبر إنتاج مقاطع فيديو عاطفية مفبركة، استخدمت في حملات تبرع إلكترونية جمعت ملايين الدولارات، من دون أن تصل الأموال إلى الأطفال أو ذويهم.

التحقيق اعتمد على تتبع عشرات الحملات المنشورة على منصات التمويل الجماعي و”يوتيوب”، وبين نمطا متكررا: أطفال برؤوس حليقة داخل مستشفيات، رسائل استغاثة قصيرة بلغة إنجليزية مؤثرة، وأرقام تبرعات مرتفعة توحي بسباق مع الزمن لإنقاذ حياة طفل، غير أن الواقع، بحسب شهادات العائلات، كان مختلفا تماما.

وثق التحقيق شهادات 15 عائلة في دول عدة، من بينها الفلبين وكولومبيا وأوكرانيا، أكدت أنها لم تتلق سوى مبالغ رمزية، أو لم تحصل على أي أموال مطلقا، رغم أن الحملات التي استخدمت صور أطفالهم فيها أظهرت جمع مئات الآلاف، بل ملايين الدولارات، وتسع عائلات قالت إن حملات مرتبطة بالشبكة نفسها جمعت وحدها ما يقارب أربعة ملايين دولار من دون أن يصلها شيء.

وسلط التحقيق الضوء على حالة الطفل الفلبيني خليل، الذي خضع لتصوير استمر ساعات طويلة، طلب خلالها من عائلته تمثيل مشاهد مؤلمة لاستدرار التعاطف، ورغم أن حملة باسمه جمعت عشرات الآلاف من الدولارات وفق ما ظهر على الإنترنت، فإن والدته لم تحصل إلا على أجر يوم تصوير، قبل أن يتوفى خليل لاحقا من دون أن يستفيد من تلك التبرعات.

وثق التحقيق شهادات 15 عائلة أكدت أنها لم تتلق سوى مبالغ رمزية، أو لم تحصل على أي أموال مطلقا، رغم أن الحملات التي استخدمت صور أطفالهم فيها أظهرت جمع مئات الآلاف، بل ملايين الدولارات.

وبينت التحقيقات أن الحملات كانت تدار غالبا تحت أسماء منظمات خيرية مسجلة في أكثر من دولة، أبرزها كيان يحمل اسم “تشانس لتيكفا”، إلى جانب منظمات أخرى مرتبطة بها، كما توصلت إلى شخصية محورية يشتبه في إدارتها لهذا النشاط، هو رجل إسرائيلي مقيم في كندا، ظهر اسمه في وثائق تسجيل عدة منظمات، وربطته شهادات العائلات بعمليات التصوير والتنسيق.

مصادر من داخل الشبكة أكدت أن اختيار الأطفال لم يكن عشوائيا، بل وفق معايير محددة، تتعلق بالعمر والمظهر والقدرة على إثارة التعاطف، فيما أشار خبراء في العمل الخيري إلى أن تبرير اختفاء الأموال بحجة “تكاليف الإعلانات” غير منطقي، إذ لا يفترض أن تتجاوز هذه النفقات نسبة محدودة من إجمالي التبرعات.

التحقيق أثار تحركات رقابية محتملة، إذ أكدت جهات رسمية مختصة بالإشراف على الجمعيات الخيرية أن استخدام العمل الإنساني كغطاء للاحتيال قد يؤدي إلى سحب التراخيص ومنع القائمين عليه من العمل في هذا المجال. كما دعت هيئات خيرية المتبرعين إلى التحقق بدقة من الجهات التي تجمع الأموال، قبل تقديم أي دعم مالي.