سجل التاريخ الفلسطيني في الشجاعية مجازر اقترفها جيش الاحتلال الاسرائيلى بحق المدنيين والأبرياء والنازحين في هذه المنطقة ، والتي بدأ فيها أول دخول برى للقطاع والذي سرعان ما انسحب فيه من المنطقة بعدة قتلى في صفوفه ومئات الشهداء من سكان المنطقة .
سميت مجزرة الشجاعية باسم صبرا وشاتيلا الثانية بعد تمثيل نفس المشهد من نفس القتلة ولكن بمكان أخر داخل فلسطين ، جثث وأشلاء ملقاة في الشوارع لأطفال ونساء ورجال ومسنين وساحات من الدماء هنا وهناك، وبيوت دمرت على رؤوس قاطنيها، سيارات محترقة بينها مركبات إسعاف، أشجار اقتلعت وحجارة أعمدة من الخرسانة والباطون تملأ الشوارع ، ولشدة الدمار لم يعد يميز المواطن بيته عن بيت جاره إلا بعلامات بسيطة دون الحاجة للبحث تحت الركام لان الدمار شامل هناك .
الظاظا سكن هذه المنطقة قبل عشرة سنوات ، وعايش لحظات مجزرة الشجاعية بأم عينه كما أفاد ، وقال لدنيا الوطن ” رفضت الخروج من المنزل ليكتب الله السلامة لي وعمر جديد بعدما شاهدت المجزرة بأم عيني ، ففي تاريخ 14 من الشهر الماضي جلست في منزلي وحيدا وتشاهدي ألاف المرات عندما شاهدت الموت بعيني ،حيث القصف العشوائي والطائرات والدبابات والاستطلاع وإطلاق النار باتجاه منازلنا ، واضطررت للنزول من منزلي والاحتماء بالبلكونة الغربية من المنزل على الأرض ، وخلال تواجدي كنت أشاهد الصواريخ التي تنطلق نحو منازلنا ومنازل الجيران ويتساقط الركام على راسي “.
يوم كامل عاشه الظاظا تحت نيران القصف الاسرائيلى فشاهد كل المنازل التي دمرت بالقرب من منزله ، وهاجر أبنائه من المنزل أربع مرات ، حيث أصيب كل مرة منزله بإصابة جزئية إلى أن وصل للإصابة القاضية له في الحرب على الشجاعية وأصيب المنزل بشكل كامل أدى لتدميره وعدم صلاحيته للسكن بعد ذلك .
رحمة الله كانت تحيط بالمسن الظاظا ، حيث نجا بأعجوبة من هدم المنزل على رأسه كباقي المنازل ، وأصيب منزله بشكل كامل في الطوابق العلوية ، وبدأ الأمل يدق إلى قلبه بعد أذان الفجر بعدما سمع صوت منادى ينادى عليه في الشارع أمام منزله ، ولم يجيب تخوفا من أن يكون المنادى هم جنود الاحتلال .
وبعدما دقق السمع في صوت المنادى ليكتشف أن المنادى هو ابنه جاء باحثا عن أبيه ، والذي فقد الأمل أن يكون على قيد الحياة بعد هذا الدمار والقصف ، وبعدما اطمئن إلى صوت ابنه أجابه بصوت عالي ” تعال أبوك عايش ” ، لتبدأ الأحضان بينهم بسلامة الوالد وبعد أن كتب الله له حياة جديدة ليخرج من بين الركام ليروى تفاصيل هذه المجزرة إلى العالم ليكون شاهدا على الاحتلال الاسرائيلى .
ونظرا لعدم قدرة الظاظا على المشي ويعانى من عدة أمراض ومصاب بجلطة تعكز على ابنه ليساعده رجال الدفاع المدني وصولا لسيارات الإسعاف التي نقلته لمنزل ابنته في منطقة البلتاجي .
ولم ينسى الظاظا حتى ألان المشاهد التي شاهدها بعد خرج من منزله وصولا للشوارع الآمنة في شرقي حي الشجاعية ، حيث قال لمراسل دنيا الوطن ” لم أشاهد مثل هذا الدمار في حياتي ، خرجت من منزلي متخطيا ركام عدة منازل من الجيران لاتفأجأ بان الشارع كله مدمر وليس بامكانى المشي على قدماي لكثرة الركام المتواجد في الشارع وإعدام المنازل والأحياء كاملة ”