قال الموقع الالكتروني لصحيفة هموديع العبرية المحسوب على تيار المتدينين “الحرديم” إن اليونان بصقت في وجه اسرائيل وتختار انصار فلسطين في اشارة الى فوز حزب سيريزا فوزا بالانتخابات علماً أن هذا الحزب معادي للاحتلال ويندد بشكل دائم بجرائم اسرائيل بحق الفلسطينين.
وفقا للنتائج الرسمية للانتخابات التشريعية في اليونان وبعد فرز40 في المائة من الأصوات، فقد حقق حزب سيريزا فوزا تاريخيا بالمركز الأول بنسبة 35.74 في المائة وحاز 148 مقعد، فيما فاز حزب الديمقراطية الجديدة حزب رئيس الوزراء ساماراس بالمركز الثاني بنسبة 28.47 في المائة، وعلى 78 مقعدا، فيما حصل حزب الفجر الذهبي اليمين المتطرف على 17 مقعدا، وحزب النهر 16 مقعدا، والحزب الشيوعي على 15 مقعدا، وحزب الباسوك الاشتراكي على 13 مقعدا، وحزب اليونانيين المستقلين على 13 مقعدا.
وكان رئيس الوزراء اليوناني أنتونيس ساماراس أعرب في وقت سابق عن أمله في أن يؤيد المقترعون توجه البلاد الأوروبي. وقال ساماراس الذي يتزعم حزب الديمقراطية الجديدة أثناء قيامه بالتصويت في أحد مراكز الاقتراع في مدينة بيلوس بشبه جزيرة بيلوبونيس: «كلي تفاؤل في أنه لا أحد يستطيع تعريض توجه البلاد الأوروبي للخطر. نحن سننتصر».
وأشار رئيس الحكومة اليونانية إلى أن الانتخابات المبكرة التي جرت أمس في اليونان يحددها «عدد كبير لا سابق له من المواطنين، الذين حتى آخر لحظة لا يعلمون لصالح من سيصوتون»، مضيفا أن هذه الانتخابات حاسمة بالنسبة لمستقبل البلاد.
ومن جانبه، قال زعيم حزب «سيريزا» اليساري المعارض أليكسيس تسيبراس إن «مستقبل اليونان في أوروبا يعتمد على إلغاء سياسة التقشف التي فرضت على اليونان».
وفي صوت حزين مختلط بالألم والقلق على مستقبل بلدها اليونان، ونبرة مرتفعة غاضبة قبل اعلان النتائج أمس، تساءلت صوفيا باباثناسيو (46 سنة) على شاشة إحدى القنوات التلفزيونية اليونانية الخاصة، موجهة حديثها إلى رجال السياسة، ورؤساء الأحزاب الذين يبذلون جهدا غير مسبوق خلال الأيام الأخيرة لكسب أصوات الناخبين: «أين أنتم عندما غادر أولادنا إلى الخارج كمهاجرين يبحثون عن حياة أفضل كريمة وتركوا البلاد؟!». وتضيف في تساؤلاتها: «أين أنتم من المؤسسات الخيرية التي ازدحمت على آخرها من أبناء الشعب اليوناني ليحصلوا على وجبة طعام؟! أين أنتم من الأسر والعائلات اليونانية التي تفترش الأرض وتلتحف السماء في الشوارع بعد أن أخذت البنوك بيوتهم؟!»، وتقول: «أين أنتم حينما تم قطع الكهرباء عن الأسر والعائلات التي لم تستطِع سداد فاتورة الكهرباء ولم يتمكن أبناؤهم من متابعة دروسهم التعليمية؟ أين أنتم من هؤلاء الذين انتحروا وأنهوا حياتهم لأنهم لم يستطيعوا سداد ديونهم؟». ولم تستطع صوفيا الحديث بعد أن انخرطت في بكاء هستيري، كما صمت مقدمو البرنامج التلفزيوني عن الحديث عندما تساقطت دموعهم، مؤكدين على صدق حديثها من دون أن يتحدثوا».
وأمثال صوفيا، الكثير والكثير من أبناء الشعب اليوناني، الذين خرجوا أمس (الأحد) إلى صناديق الاقتراع، للتصويت في انتخابات حاسمة ربما تسطر الخارطة السياسية الجديدة في البلاد، ومعاقبة الحزبين الكبيرين؛ الديمقراطية الجديدة المحافظ والباسوك الاشتراكي، اللذين تعاقبا حكم البلاد طيلة الـ40 سنة الماضية، وتسببا في توصيل البلاد إلى أزمتها المالية الخانقة.
ولذلك يسعى كثير من أبناء الشعب اليوناني الالتفاف وراء الشاب ألكسيس تسيبراس زعيم اليسار المتطرف سيريزا، الذي يمكن وصفة بالشاب السياسي المتمرد ومثل الملايين، الذين يؤمنون بأن ليس لديهم أي ذنب فيما اقترفه رجال السياسة المشار إليهم (المحافظين والاشتراكيين) من ملفات فساد وسياسات خاطئة، وربما جاء دور هؤلاء الشباب من أبناء الشعب اليوناني من الجيل الجديد برفض سياسات التقشف والمعاناة التي يعيشونها، حيث يتطلعون على العيش بكرامة مثل بقية نظرائهم من شعوب الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو، ويتعجبون: لماذا ندفع نحن ثمن أخطاء الآخرين، ولا بد من فتح صفحة جديدة تعتمد على ديمقراطية الدولة لإعادة كرامتها وإبعاد الخوف من داخلهم، ورفض الخضوع للدائنين الأجانب.
و قد بدأ الناخبون اليونانيون أمس الإدلاء بأصواتهم في انتخابات عامة مبكرة يتوقع أن تكون لها تداعيات عميقة على الدولة المثقلة بالديون السيادية قيمتها 315 مليار يورو، وكذلك تداعيات على بقية أوروبا، مع توقع فوز حزب «سيريزا» اليساري المعارض لاستمرار التدابير التقشفية. وتسبب تنامي شعبية سيريزا الذي فاز في الانتخابات البرلمانية الأوروبية في مايو (أيار) الماضي مقابل حزب الديمقراطية الجديدة الحاكم، في تجدد مخاوف المستثمرين إزاء مستقبل اليونان في منطقة اليورو.
واكتسب زعيم سيريزا، ألكسيس تسيبراس (40 سنة)، الذي كان يعد ذات يوم شخصية سياسية مهمشة، شعبية بين اليونانيين عبر تعهده بإنهاء «الهوان» الذي تتعرض له الدولة، عبر تخليصها من اقتصاديات تقشف دامت لست سنوات وصفها بأنها «محاكاة غرق مالية».
وقال تسيبراس بعد إدلائه بصوته بمنطقة كيبسيلي في أثينا حيث تزاحمت عليه كاميرات المصورين من مختلف دول العالم، وغطوا على ظهوره في شاشة التلفزيون اليوناني: «انتظرت هذه اللحظة منذ 5 أعوام، فكيف لا أنتظر 5 دقائق»، وصرح مجددا أنه يرغب في أن تبقى اليونان في منطقة اليورو، ولكنه وعد بإعادة مناقشة بنود اتفاق حزمة الإنقاذ التي تبلغ قيمتها 240 مليار يورو مع المقرضين الدوليين، وشطب كثير من الديون. levitra for premature ejaculation.