رحيل نور الشريف … انتصر للقضية الفلسطينية وكانت أمنيته تجسيد شخصية الإمام الحسين

12 أغسطس 2015آخر تحديث :
رحيل نور الشريف … انتصر للقضية الفلسطينية وكانت أمنيته تجسيد شخصية الإمام الحسين

فقدت السينما والدراما العربية، أمس، نور الشريف نجما ملأ الشاشات سعادة وألقا وحزنا وتحديا وأملا. تربع مع محمود ياسين ويحيى الفخراني وأحمد زكي وآخرين على عرش «الدراما الواقعية»، وكان محياه، الذي منّ عليه الخالق به مطواعا قادرا على لبس أعقد الأدوار والأعمال المركبة والسباحة في بحور الأنفس التي تقمصها، بحيث يستحيل فكاكها منه.
نور الشريف الفتى الحالم وقع أول عقد في حياته بقيمة 150 جنيها مصريا.
وبعد فيلمه الأول «قصر الشوق»، لم يعجب به النقاد، بل رأوا أن أسوأ ما قدمه المخرج حسن الإمام في الفيلم هو الوجه الجديد.
ظل عاطلا عن العمل لمدة 9 أشهر بعد الفيلم، ثم اشترك في بطولة فيلم «بنت من البنات»، الذي ندم عليه، ولكنه قدمه وقتها كرغبة في الوجود.
إلا أن الممثل الموهوب بدأ يفرض تواجده كأحد نجوم جيله، بدءا من منتصف السبعينيات بأدواره في أفلام مثل «الكرنك» و»أبناء الصمت» وغيرهما.
وعلى مدار عقد الثمانينيات خرج إلى الشاشات كعملاق كان ساكنا في قمقم فتألق في فيلم «سواق الأوتوبيس» و»الغيرة القاتلة»، و»حدوتة مصرية»، و»المصير»، الذي جسد فيه دور العالم العربي ابن رشد.
وتميز باهتمامه بالقضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث جسد دور الفنان الفلسطيني ناجي العلي في فيلم حمل الاسم نفسه، ليلقب بعده بـ»حنظلة المصري».
كما جسد دور الكاتب توفيق الحكيم في فيلم «عصفور من الشرق». وعلى الشاشة الصغيرة قدم الشريف مجموعة متنوعة من الأعمال، فقدم الدراما التاريخية في «عمر بن عبد العزيز» و»هارون الرشيد»، والكوميديا الاجتماعية في كل من «لن أعيش في جلباب أبي»، و»عائلة الحاج متولي»، كما قدم ثلاثية «الدالي».
وكان آخر أعماله الفيلم السينمائي «بتوقيت القاهرة»، الذي نال جائزة «مهرجان قرطاج السينمائي» في تونس.
وكشف الكاتب وحيد حامد عن أن بطولة فيلم «البريء»، كادت أن تذهب للفنان نور الشريف، ولكنه بعدما قرأ السيناريو اعترض على بطولة الفيلم ولم يجد نفسه في ذلك الترشيح، وخاطب حامد قائلًا: «هذا الدور لأحمد زكي وليس لي»، وبالفعل قام الفتى الأسمر ببطولة الفيلم، والذي أصبح فيما بعد علامة على نبوغه التمثيلي.
وكان الشريف كشف أن الرئيس المصري الراحل أنور السادات كان وراء الموافقة على عرض فيلم «أهل القمة»؛ حيث اتصل به طالبا منه إجازة الفيلم، فقرر مشاهدته أولا، وبالفعل بعد أن شاهده لم يحذف إلا مشهدا واحدا فقط يحصل فيه ضابط شرطة على رشوة.
وقال الراحل في إحدى الحوارات عن علاقته مع أبناء جيله: «لا أشعر بالغيرة من أحد، فالإبداع الحقيقي ليس في عدد الأعمال وإنما في الأعمال التي يتذكرها الجميع، وعلى سبيل المثال الفنان الكبير نجيب الريحاني عمل 9 أفلام، لكننا نتذكر 7 أفلام فقط». وأضاف: «لم أشعر بغيرة على الإطلاق من الفنان الكبير الراحل أحمد زكي، فما قدمه أقل بكثير من موهبته، أما عادل إمام فيمتاز عني في الكوميديا وإضحاك الناس».
وكانت أمنية الفنان الراحل والذي أعلن أنه سيعتزل الفن في حال موافقة الأزهر عليها هي تجسيده لشخصية الإمام الحسين حفيد الرسول في عمل فني، لإعجابه الشديد به.
وفي حفل تكريمه في مهرجان دبي، تمنى ألا يعيش حتى اليوم الذي تنهار فيه السينما. وعن سبب خوفه من ذلك قال: للأسف، السينما تنهار في العالم، القاعات مساحتها قلت، الآن الفيلم يجيئك على شاشة الإنترنت وبطرق كثيرة، كل دور العرض الشعبية في مصر أغلقت وهذا يخيفني، حتى اختيار الموضوعات يقلق، عندما أشاهد الأفلام المصرية الآن أشعر بأنها أعمال أمريكية ناطقة بالمصري.
ترجل نور الشريف إذا بعد أن ملأ الشاشات فنا وسيبقى شاغلا منصبه الشاغر في سماء الفن العربية كأحد وأهم أعمدته الحية. canada viagra safety.