بيروت – NTV ـ من سعد الياس: دمشق ـ القاهرة ـ بغداد ـ وكالات: تصاعدت الاحداث في سورية الخميس على اكثر من جبهة حيث قال نشطاء ومقاتلون ان القوات الموالية للرئيس السوري بشار الاسد استعادت السيطرة على حي بوسط مدينة حمص الخميس وفصلت بين جيبين منعزلين للمعارضة المسلحة في ثالث كبرى المدن السورية. وقالت جماعة مراقبة ان قوات الاسد قتلت 50 على الاقل في بلدة البيضا السورية ومن المتوقع ان يزيد عدد القتلى على 100، فيما قال وزير الدفاع الامريكي ان ادارة اوباما تعيد النظر في معارضتها لتسليح مقاتلي المعارضة السورية.
واعلن وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل الخميس ان الولايات المتحدة تعيد التفكير في امكان تسليح مقاتلي المعارضة في سورية، بعد رفضها هذه الفكرة سابقا.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان القوات السورية وميليشيات موالية للرئيس بشار الأسد ارتكبت ‘مجزرة’ عندما اقتحمت قرية البيضا الساحلية امس الخميس وقتلت 50 على الأقل بينهم نساء واطفال، وقال المرصد ان البيضا تشهد عملية نزوح كبيرة.
وتابع المرصد ان من المتوقع ان يتجاوز العدد النهائي للقتلى مئة شخص. واضاف ان كثيرين ممن قتلوا أعدموا فيما يبدو بالرصاص او بالسكاكين وعثر على جثث اخرى محترقة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس ان الجيش السوري يسانده ضباط ايرانيون ومن حزب الله يحكم الحصار على مقاتلي المعارضة في مدينة حمص وسط سورية.
وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويؤكد انه يعتمد على شبكة واسعة من الناشطين والمصادر الطبية على الارض ان ‘القوات النظامية السورية مدعمة بعناصر من ما يسمى قوات الدفاع الوطني وادارة ايرانية وحزب الله اللبناني سيطرت على اجزاء كبيرة من حي وادي السايح’.
وبعد المكاسب الاخيرة التي حققتها في المناطق المحيطة بحمص قال نشطاء ان قوات الاسد حاصرت بلدتي البيضا والمقرب على الطريق إلى مدينة بانياس الساحلية الخميس في احدث مرحلة في حملة لتأمين الطريق.
وسيطرت قوات الاسد ايضا على بلدة القيسا شرقي دمشق في اطار زحفها نحو الشمال من المطار على الطرف الجنوبي الشرقي وهو ما يخلق محورا للسيطرة يقطع محاولات الدخول إلى المدينة من الشرق كما يقطع خطوط الامداد بالسلاح عبر الحدود الاردنية.
ووجه عدد من النشطاء في المنطقة نداء الى قوات المعارضة اليائسة للعمل معا والا واجهت الهزيمة.
ومن لبنان اشارت قناة ‘المستقبل’ الى ان عدداً من سكان بلدة الجورة بدأوا بالنزوح عنها تخوفاً من اعمال عسكرية كبيرة قد تشهدها المنطقة بعد اجتياز وحدات من الجيش السوري النظامي الحدود اللبنانية، كما أحصت محطة ‘أم تي في’ دخول نحو 70 عسكرياً من الجيش السوري الى البلدة حيث طلبوا من الاهالي مغادرة المنازل التي لا يزيد عددها على عشرة منازل مهددين بتفجيرها منعاً لاستخدامها لاغراض عسكرية من قبل جبهة النصرة وفق ما نقل الاهالي.
وترافقت هذه الأنباء، مع بث وسائل اعلام قوى 8 آذار معلومات عن أن المعركة التي فتحها الجيش السوري على المسلحين في جوسية وتل الحنش والجبل الشرقي أدت الى سيطرة الجيش النظامي بالكامل على هذه المنطقة التي تعتبر منطقة إستراتيجية للجيش الحر .
وفي وقت لاحق، نفى مصدر عسكري أن يكون الجيش السوري النظامي دخل الى منطقة الجورة في البقاع.
من جهة اخرى استنكر رجال دين مسلمون من مختلف المذاهب الخميس قيام مجموعات مسلحة في سورية بهدم ونبش قبر الصحابي حجر بن عدي.
وفي بغداد اعتبر نائب الرئيس العراقي الخميس ان ‘الارهابيين’ في سورية ‘كشروا عن انيابهم’ بعد التقارير التي تداولتها مواقع عدة على الانترنت حول نبش قبر الصحابي حجر بن عدي في ريف دمشق ونقل رفاته الى مكان مجهول.
وقال خضير الخزاعي في تصريح نقلته قناة ‘العراقية’ الحكومية ضمن خبر عاجل ‘لقد كشر الارهابيون في سورية عن انياب حقدهم على صحابة رسول الله باستهدافهم مرقد الصحابي حجر بن عدي’.
ونشرت مواقع عدة على الانترنت وبينها ‘فيسبوك’ تقارير عن قيام مجموعة بنبش قبر الصحابي حجر بن عدي، احد ابرز قادة المسلمين في زمن النبي محمد والموالين للامام علي بن ابي طالب، ونقل رفاته الى مكان مجهول.
ونشرت على صفحة ‘تنسيقية عدرا البلد و ما حولها – الثورة السورية في ريف دمشق’ على فيسبوك صورتان للقبر بعد نبشه، وكتب تحت احدى الصورتين ‘هذا مقام حجر بن عدي الكندي: احد مزارات الشيعة في عدرا البلد، قام ابطال الجيش الحر بنبش القبر ودفنه بمكان غير معروف بعد ان اصبح القبر مركزا للشرك بالله’.
واستنكر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بحسب ما نقلت عنه قناة ‘العراقية’ ايضا ‘العمل الاجرامي الذي استهدف ضريح الصحابي الجليل حجر بن عدي ويعده استهدافا لوحدة المسلمين’.
وطالب من جهته الشيخ سامي المسعودي وكيل رئيس الوقف الشيعي فيالعراق في تصريح لوكالة فرانس برس ‘الامم المتحدة بالتدخل لحماية المراقد المقدسة في سورية’، مضيفا ‘نحتج على نبش قبر الصحابي حجر بن عدي ونقله الى مكان مجهول’.
وردت المعارضة السورية في بيان لها نشر على الانترنت أن الجيش النظامي السوري، وميليشيات حزب الله هم من قاموا بنبش القبر، ثم اتهموا المعارضة بذلك لتشويه صورتها في العالم.
واكد البيان أن النظام السوري يسعى بشتى الوسائل لتشويه صورة المجاهدين في سورية، مؤكدين براءتهم التامة من الاعتداء على قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي.
المصدر : القدس العربي