كانت تحب أن تنادى بـ”لينه” وعمرها يقارب الـ15 ربيعا عندما قادت مسيرة لطالبات مدرسة العائشية في مدينة نابلس احياء لذكرى نكبة عام 1948.
قبل 41 عاما كما اليوم استشهدت “لينا حسن النابلسي” بعد أن لاحقها جندي اسرائيلي الى أحد البيوت وأطلق نحو وريدها الأيمن وصدرها عدة رصاصات أدت الى استشهادها في 16- 5- 1976. لينا من مواليد 23-1-1959
تقول شقيقة لينا الصيدلانية مها : كنا نعلم ان لينا ملاحقة من سلطات الاحتلال وقبل استشهادها بفترة كانت تخضع للتحقيق في السجون، في يوم استشهادها وقبل ان تخرج لينا الى امتحانها النهائي في المدرسة حينها كانت بالصف الحادي عشر، حذرتها والدتي وطلبت منها العودة بسرعة الى البيت، ووعدتها لينا بذلك.. لكن لينا عادت شهيدة تقولها مها بفخر يصاحبه حزن”.
تضيف مها:” تبع الجندي لينا بعد ان كانت برفقة صديقتها شروق جعارة الى بيت احتمين فيه.. كسر بابه واطلق على لينا الرصاص وسقطت نظارتها”.
صديقة لينا التي كانت الشاهد الاول على استشهادها اصيبت بعدة امراض من تأثير صورة لينا غارقة بدمائها، وبقيت كذلك الى ان تبعتها بعد 40 يوما من استشهادها”
“كانت لينا الأذكى بيننا نحن الاربعة اخوتها.. تميزت في الكتابة والتطريز والتمثيل المسرحي باللغة الانجليزية حيث كانت والدتي مدرسة لغة انجليزية… كانت تلعب كرة السلة ساعدها في ذلك طول قامتها” تقول شقيقتها
“لينا مزروعة في ذاكرة فلسطين أحسها متميزة جدا حتى ان أطباء من دولة مصر استذكروا لينا بقصيدة هذا العام بعثوها لي… فدوى طوقان ايضا كتبت عن لينا..كانت حديث فلسطين في تلك الفترة”. تتحدث شقيقتها
كانت من أوائل طالبات الصف وابنة عائلة مرفهة… لازلت اذكر مشهد وجهها تسيل منه الدماء، عندما حملوها على الأكتاف مشينا جميعا في جنازتها، نابلس جميعها خرجت لوداع لينا، ونحن زميلاتها في الصف مشينا والصدمة والحزن يسيطران على مشاعرنا، سيصبح احد المقاعد فارغا. كانت تلك الكلمات نبش في التاريخ الغابر لاحدى زميلات لينا في الصف وتدعى سمر الوزني لــ”رايــة”.
خلدها الرسام المقدسي سليمان منصور بلوحة بعد أن صادرت السلطات الإسرائيلية الصورة الأصلية التي تظهرها مضرجة بدمائها.
ولا زال اسم “لينا ” في أغنية “نبض الضفة” التي غناها الفنان أحمد قعبور وكتبها حسن ضاهر عالقاً في روح اجيالنا الى الآن.
كانت لينا شهيدة نابلس الأولى بعد احتلال عام 1967، بعد شادية أبو غزالة، التي سقطت أثناء إعداد عبوة ناسفة عام 1968، تبعتها منتهى الحوراني التي دعسها جيب اسرائيلي في تظاهرة بمدينة جنين.
يقول أحد المعاصرين لاستشهاد لينا لـ”رايــة”:” بعد استشهاد لينا عمت التظاهرات جميع مدن الضفة كانت التظاهرات مختلفة عن اليوم، كانت صادقة وقوية.. خرج الجميع فيها واعتقلت سلطات الاحتلال معظم المتظاهرين.. وكنت انا بينهم”.
كانت تطمح لينا بأن تصبح جراحة اعصاب وكان بإمكانها تحقيق ذلك لنباهتها الفائقة على اربع شعب من اقرانها، ولكن حسها الوطني العالي أمشاها في مسيرة كانت الاخيرة لها على الأرض والنهج الاول لنضال المرأة الفلسطينية القادم.
لينا كانت طفلة تصنع غدها…
لينا سقطت، لكن دمها كان يغني… كان يغني… كان يغني.
للجسد المصلوب الغاضب…للقدس ويافا وأريحا.
للشجر الواقف في غزة … للنهر الهادر في الأردن.
للجسد الغاضب في الضفة.
المصدر : راية rx online canadian pharmacies to buy cialis buy domperidone online.