القصة الحقيقية لوفاة الاربعينية بسمة الأطرش في عيادة للتجميل بالخليل

1 ديسمبر 2018آخر تحديث :
القصة الحقيقية لوفاة الاربعينية بسمة الأطرش في عيادة للتجميل بالخليل

كان قد نشر خبر بتاريخ 15-11 -2018 عن سيدة توفت في الخليل داخل عيادة تجميلية ، وكان قد ذاع مع القصة أن الوفاة جاءت بسبب عملية تجميلية أجرتها المريضة قبل أيام من الوفاة .

بسمة عبد الرؤوف الأطرش، عزباء وعمرها 42 عاما ، تعاني من السمنة المفرطة ، تعمل في مجال التجميل بالأعشاب والخلطات الطبيعية كمزودة عبر صفحة فيسبوكية، توفيت داخل عيادة تجميل بالخليل حال وصولها العيادة.

وقد صرّحت شقيقة المتوفاة ” أم محمد ” أن ” شقيقتها توفيت نتيجة خطأ طبي تحت يد الطبيب إبراهيم الطميزي الذي أجرى لها عملية إزالة دهون من منطقة البطن ، لكن الجرح بقي مفتوحًا حتى يوم وفاتها نتيجة تعفن منطقة العملية مما أدى إلى انخفاض نسبة الدم لديها حتى وصل إلى 6 ، وقد قامت الفقيدة بزيارة عيادة الطبيب لاستكمال توابع عملية تخفيف السمنة، وقام الطبيب بإجراء عملية شفط لها ودمها كان في ذلك الإنخفاض مما أدى إلى وفاتها في العيادة دون علمنا ”

وأضافت ” أختي تعاني من البدانة، ولم تعد تتحمل وزنها بعد الآن، والعملية علاجية وليست تجميلة ، فلا داعي للتقول بما لا تعلم ، والأفضل الترحم على الأموات وترك الناس لهمومها ”

فيما صرّح د.إبراهيم الطميزي في حديث خاص لـ ” القدس ” دوت كوم حول الحادثة ” لم يكن هناك أي خطأ طبي، ولم يكن هناك عملية بالأصل ”

ويصف الطبيب الطميزي ما حدث بالتفصيل قائلًا “اتصلت بي المريضة قبل أيام مصرة على إجراء عملية تفتيت دهون من منطقة الظهر عن طريق الليزر ، وهي عملية لا تحتاج لتخدير ولا لجراحة ولا يعطى المريض قبلها أي شيء.

دخلت المريضة العيادة وكان كل شيء على ما يرام ، قبل أن أبدأ بتحديد المنطقة التي سأعمل عليها بجهاز الليزر، وما أن طلبت من المريضة الاستلقاء على السرير، حتى وجدتها وقد أغشي عليها، حيث تبين أنها أصيبت بنوبة قلبية وتشنجت، قمت والسكرتيرة برفعها على السرير، وإجراء تنفس صناعي لها وطلبنا الإسعاف فورًا، وقد استكملوا إجراء التنفس الصناعي لها حتى بعد وصولها للمشفى، وكل ذلك كان موثقًا ”

وحول ما إذا اجري عمليات سابقة للمريضة ، وإن كانت هي سبب الوفاة بحسب ما ذكرت ” أم محمد ” شقيقة المتوفاة، فقد أوضح الدكتور الطميزي أنه أجرى للمريضة عملية ” شد بطن ” في مستشفى الميزان ولكنّ ذلك كان قبل 6 أشهر من الحادثة، ويبين الطميزي أنه فيما يتعلق بالجرح المفتوح الذي ذكرته عائلة المتوفاة ، فقد كان جرحا شبه ملتئم تركه الطبيب ليشفى بشكل طبيعي تجنبّا لحدوث أي التهاب، وهي حالة معروفة في الطب التجميلي ،لكن لم يكن هناك أي نزيف يذكر، موضحًا أن ” هناك مغالطات كثيرة حول هذا الأمر، فلو كانت المريضة تنزف بالفعل كما صورت عائلتها، لكانت ماتت بعد أسبوع واحد من العملية وليس شهورًا ”

ويضيف ” الطبيب يكون مسؤوًلا عن أي مضاعفات تلي العملية في غضون ثلاثين يومًا بعد إجراء العملية، ولكن ليس 5 أو 6 أشهر ، كما أن المريضة لها سوابق عديدة في مجال التجميل فقبل أن تأتي لعيادتي بمدة زمنية قامت بعملية قص معدة عند زميل في رام الله ”

وحول السبب المباشر للوفاة قال الناطق باسم الشرطة لؤي ارزيقات أنه وبعد عملية تشريح الجثة تبين أن الوفاة جاءت نتيجة جلطة قلبية .

ويرى د. عمار عمرو المختص في أمراض القلب والشرايين وفي جراحة التجميل والترميم أن ظاهرة التجميل في المجتمع الفلسطيني باتت منتشرة بشكل غير صحي ومبالغ فيه ، كما عبّر عمرو عن استيائه من التجاوزات الطبية التي تحدث في هذا المجال وعدم وجود الرقابة الكافية على ما يحدث من قبل وزارة الصحة، فيقول ” أصبح كل من هب ودب يفتح مستشفىً خاصًا ويقوم بإجراء عمليات جراحية دون اختصاصه، ولا يوجد رقيب ولا حسيب على كل ما يجري، المهم أن المريض لديه الميزانية التي ترضي طمع الطبيب ولا يهم بعد ذلك إن كانت حالته الصحية موائمة لهكذا عمليات أم لا ”

ويرى عمرو أنه ” لا بد من التشديد على مسألة التخصص ، ولا بد على المرضى والراغبين بهكذا عمليات ، طلب رؤية شهادة ، أو بورد الاختصاص الذي يمكن الطبيب بالفعل من إجراء العملية، حتى لا تحدث مثل هذه الكوارث التي نراها ”

فيما يرى د. سليم الزرو أخصائي الجراحة العامة والتجميل وجراحة السمنة أن وعي المجتمع الفلسطيني للمسائل التجميلية وإدراكه لتطورات مقاييس الجمال العالمية يعد أمرًا ايجابيّا، وهو في ارتفاع ، في المقابل يوضح الزرو و على مستواه الشخصي أنه لا يقبل إجراء عملية تجميلية دون رؤيته لحاجة المريض الفعلية لها .