دخلت الاحتجاجات في العراق يومها الـ17 مع احتشاد الآلاف في بغداد ومحافظات جنوبية، وتشهد ساحة التحرير بالعاصمة هدوءا نسبيا بعدما سقط أمس السبت أربعة قتلى، مع تجدد وعود الحكومة بالتحقيق.
وقال شهود عيان في بغداد إن ساحة التحرير تشهد هدوءا نسبيا بعد المصادمات التي حصلت أمس بين المتظاهرين والقوات الأمنية خلال محاولتها إخلاء ساحة الخلاني القريبة من ساحة التحرير، والتي أسفرت عن مقتل أربعة متظاهرين وجرح نحو مئة آخرين.
وفرضت القوات الأمنية اليوم الأحد طوقا أمنيا حول ساحة الخلاني لمنع المتظاهرين من الوصول إلى ساحة التحرير.
ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر طبية أن سبعة قتلوا أمس في بغداد، وتوفي آخر في محافظة البصرة (جنوب) متأثرا بإصابة تعرض لها قبل أيام أثناء اعتصام أمام ميناء أم قصر.
واستعادت قوات الأمن أمس السيطرة على ثلاثة جسور رئيسية في بغداد، عدا جسر يربط المنطقة الشرقية من العاصمة التي تضم أحياء سكنية وتجارية بمقر الحكومة عبر نهر دجلة.
وقالت مصادر في محافظة النجف بالجنوب إن المتظاهرين أغلقوا اليوم جسر مستشفى الصدر الرابط بين قضاء الكوفة ومركز المدينة، مضيفة أن أغلب المدارس استقبلت طلابها بعد أسبوعين من الإضراب الذي أعلنت عنه نقابة المعلمين العراقيين.
وقال شهود عيان في محافظة كربلاء جنوب بغداد إن الليلة الماضية شهدت مصادمات بين القوات الأمنية والمتظاهرين خلال محاولتهم الوصول إلى مبنى المحافظة المحصنة بالحواجز، مؤكدة حصول حالات اختناق بين المتظاهرين بسبب القنابل المدمعة.
من جانب آخر، وعد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي في خطاب له أمس السبت بالتحقيق في سقوط قتلى من المتظاهرين، وبالإفراج عن المعتقلين منهم، ما عدا أولئك المحتجزين بسبب جرائم جنائية.
وقال عبد المهدي في بيان إن الضغط الجماهيري أحد أهم العوامل لدفع القوى السياسية إلى القبول بالإصلاحات المطلوبة، مؤكدا أنه سيجري تغييرات وزارية شاملة أو جزئية للخروج من نظام المحاصصة، ودعا إلى إعادة الحياة إلى طبيعتها بعد أسابيع من الاضطرابات.
وقالت منظمة العفو الدولية إن على السلطات العراقية وقف استخدام القوة المفرطة وغير القانونية ضد المتظاهرين، مضيفة أنه يتوجب على السلطات العراقية حماية حق الشعب في الحياة والتجمع والتعبير عن الرأي، وتقديم المسؤولين عن العنف إلى العدالة.
وأحصت المنظمة مقتل 264 متظاهرا في أنحاء العراق منذ أكثر من شهر، مشيرة إلى أن جميع وعود الحكومة بالإصلاح أو التحقيق ليس لها معنى مع استمرار قتل قوات الأمن للمتظاهرين.