مؤسسة إحياء التراث تدشن برنامجاً مُتخصصاً بالأرشفة الإلكترونية

21 فبراير 2020آخر تحديث :
مؤسسة إحياء التراث تدشن برنامجاً مُتخصصاً بالأرشفة الإلكترونية

دشنت مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية “ميثاق”، اليوم الخميس، برعاية د. محمد اشتية رئيس الوزراء، وبحضور وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إسحق سدر نيابةً عنه، وعدد من الشخصيات العامة، برنامجاً متخصصاً بالأرشفة الإلكترونية، بهدف توفير أرشيف إلكتروني للوثائق العربية والعثمانية والسجلات والمخطوطات المحفوظة في المؤسسة.

وقال عميد مؤسسة إحياء التراث خليل قراجة الرفاعي: إن الأرشيف الإلكتروني الجديد يضم الصحف التاريخية التي وجدت في فلسطين إبان الحكم العثماني والانتداب البريطاني، والحكم الأردني، وفترة الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف: “بدأنا حالياً في الانتقال من مرحلة ترميم المخطوطات وحفظها يدوياً إلى مرحلة حفظ المخطوطات إلكترونياً، ما يسهل وصول الباحثين إليها والحصول على معلومات منها، وتبادلها مع المؤسسات الدولية والعربية والمحلية العاملة في هذا المجال”.

وتابع: إن الأرشيف يضم مليوناً وربع المليون وثيقة عربية وعثمانية، بينها 950 ألف عربية والباقي عثمانية، وستجري أرشفتها إلكترونياً، كما يضم أرشيفنا 6 آلاف مخطوطة منها 700 أصلية، إضافة إلى سجلات المحاكم الشرعية التي تضم 2500 سجل، موزعة على القدس 574 سجلاً، والخليل 180 سجلاً، ونابلس 170 سجلاً، ويافا 80 سجلاً، وحيفا 65 سجلاً، وغزة سجل واحد فقط، و250 سجلاً من فترة الانتداب فصاعداً، وكذلك يوجد نحو 3 آلاف دفتر أوقاف من الفترة العثمانية دُوّنت فيها معاملات الأوقاف الإسلامية جميعاً؛ من إجارة وحكر ومزارعة وخلو واستبدال ومحاسبة ومساقاة.

وأشار قراجه إلى أن هذه المؤسسة كانت حلماً لمفتي القدس أمين الحسيني لحفظ التراث والمخطوطات الموجودة في فلسطين، إضافة إلى رعيل من الزملاء السابقين للمؤسسة الذين قاموا بإنشائها لحفظ التراث المكتوب الذي يشكل إحدى ركائز مواجهة الاحتلال في روايته المزيفة.

وأوضح أن المؤسسة تحتاج إلى كثير من العناية من المستوى السياسي ومن دوائر الاختصاص، لتكون على طريق النور لإضاءة الطريق أمام الباحثين والعلماء في مجال التاريخ والتأريخ والمجال ذي الصلة بالسجلات والحياة الفلسطينية التي كانت تسجلها سجلات المحاكم وغيرها.

من جانبه، قال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إسحق سدر، الذي مثل الحكومة في حفل التدشين: “نبارك هذا العمل الهام لتاريخ شعبنا الفلسطيني وروايته، هذا المجهود الذي امتد على مدار سنوات له أهمية كبيرة في توثيق الرواية الفلسطينية وتثبيتها في وجه عمليات التزوير من قبل الاحتلال”.

وأضاف: إن المؤسسة هي مركز هام للبحث العلمي على مستوى فلسطين، وما تم جمعه من مخطوطات سيساهم في القيام بالأبحاث اللازمة للباحثين والارشفة الالكترونية، ولهذه الوثائق أهمية كبيرة وتتيح لأي إنسان في أي بقعة في العالم الاطلاع على الرواية والتاريخ الفلسطينيين.

وأوضح أن تدشين البرنامج يتقاطع مع ما تقوم به وزارة الاتصالات، وسيجري ربط هذه الارشفة مع مركز البيانات الحكومي لحماية الوثائق الموجودة في المؤسسة وحفظها وصونها.

بدوره، قال مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين: “إنه لشرف عظيم لفلسطين ما تقوم به مؤسسة ميثاق لإحياء التراث للدور الذي تقوم به في حفظ تراثنا العلمي والحضاري والتاريخي الذي يحكي قصة وجودنا فوق الأرض الفلسطينية”.

وأضاف: إن صفقة القرن الخاسرة الفاشلة، التي هي بحكم الدين يحرُم التعاطي معها، لما تحويه من الظلم والآثام لفلسطين وأرضها، وعلى أُمتينا العربية والإسلامية رفض هذه الصفقة.

وتابع: “إن المؤسسة نجحت في الاستفادة من التكنولوجيا لإيصال المعلومات التي لديها لكل باحث ومن يرغب في معرفة التاريخ”.

من جانبه، قال وكيل وزارة الأوقاف حسام أبو الرب: إن وزارة الأوقاف تمتلك كنزا من الوثائق والمخطوطات التي تمثل الرواية الفلسطينية، وجزءاً من الحقيقة التي يتمتع بها هذا الشعب في أرضه وهويته.

وأكد أن “الوزارة ستبقى عند مسؤوليتنا لتقديم الأفضل لشعبنا ووطنا، وهذا الجهد يقدم الرواية الفلسطينية بطريقة سهلة وسلسلة للباحثين عن الحقيقة”.

من جهته، قال راعي الكنيسة الأرثوكسية في رام الله الأب إلياس عواد: “وجودنا هنا يدل على أننا شعب واحد نحافظ على تاريخنا وتراثنا، والقدس أهم ما في تاريخنا ونحن ندافع عنها في كنيسة القيامة والمسجد الأقصى المبارك، ويجب أن نتعاون للحفاظ على الموروث التراثي والثقافية والديني”.

إلى ذلك، قال المتحدث باسم الحكومة إبراهيم ملحم: إن هذه المؤسسة هي بمثابة قبلة الباحثين عن الحقيقة، واستعنت شخصياً بهذه المؤسسة في تأليف كتاب لي.

وأضاف: “نحن اليوم في حرب الرواية، وهذه المؤسسة هي سنان الرمح في حرب الرواية، فهي تقدم الذاكرة الأرشيفية والوطنية التي تحفظ الحق”.

من جانبه، قال الشيخ ربحي التميمي ممثلاً لديوان قاضي القضاة: إن الديوان قدم سجلات محكمتي الخليل ونابلس لإعادة ترميمها وأرشفتها لما تحويه من أمور لا بد من الحفاظ عليها، إضافة للسجلات التي نقلت من مسجد إبراهيم الخليل، والتي هي محفوظة في هذه الدائرة.

وعلى هامش التدشين، افتتح معرض وثائق ومخطوطات في المؤسسة ضمن وثائق عثمانية أصلية ومخطوطات ومصاحف قرآن كريم، كما تم عرض نبذة عن الوثائق الموجودة في المؤسسة، وأعمال ترميم المخطوطات وحفظها، إضافة لعرض بعض الوثائق العربية.

وجرى توقيع اتفاقية تعاون بين ميثاق وقعها الرفاعي ومؤسسة ياسر عرفات وقعها مدير عام المؤسسة الدكتور أحمد صبح، الذي بيّن أهمية العلاقة بين المؤسستين لتقديم الرواية الفلسطينية، واستحضر روح الشهيد ياسر عرفات وما تمثله المؤسسة وسعيها في خدمة المجتمع الفلسطيني.