ايران: لا حل في سوريا بدوني

4 يناير 2014آخر تحديث :
ايران: لا حل في سوريا بدوني

بدأت ايران تتحدث في الفترة الاخيرة بثقة اكبر في ما يتعلق بسوريا، وتؤكد على لسان مسؤوليها ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد يحقق انتصارات بل انتصر فعلا على “الارهاب”.

يأتي هذا في ظل معطيات توحي بأن النظام السوري قد تجاوز مرحلة الخطر. فبعد ان كانت قوات المعارضة السورية على ابواب دمشق وعلى بعد كيلومترات من القصر الجمهوري قبل عام او اكثر، مشكلةً خطرا جديا على النظام ومهددة مصالح حلفائه الرئيسيين، ايران وحزب الله، ترى ايران اليوم ان النظام استعاد قواه وسيطرته بل و”تجاوز الازمة” وانه يتحدث من موقع قوة.

قال مساعد رئيس اركان الجيش الايراني العميد مسعود جزائري امس في تصريح لوكالة فارس الايرانية ان الحكومة السورية لن تقدم اي تنازلات وانها “حققت النصر في حربها ضد الارهاب”.

وفي اشارة الى مؤتمر جنيف 2 حول سوريا قال جزائري ان “الحكومة والشعب في سوريا لن تنطلي عليهم الاعيب القوى السياسية (الغرب واميركا والسعودية) ولن يقدموا ادنى تنازلات لاعداء هذا البلد”.

لكن ايران تعلم ان الاوضاع الميدانية هشة و”مائعة” وان ميزان القوى قابل للتغيير في اي وقت، وان الحسم العسكري في هذه المرحلة بات صعبا على الجانبين، وهو ما اعترف به بعض مسؤوليها، وخاصة ان القوى الفاعلة في الساحة السورية غير متجانسة بل متناقضة في رؤيتها وتوجهاتها واهدافها، ما يعني ان الوضع العسكري على الارض كما المشهد السياسي ايضا سيتغير وفقا لهذه الشروط والمعطيات.

ما حدث خلال الايام الاخيرة في سوريا من صدامات مسلحة ومعارك بين قوى المعارضة المسلحة وما يسمى بدولة العراق والشام الاسلامية (داعش) قد يفرز نتائج تؤدي الى خلق اوضاع جديدة تقوي موقع المعارضة وتضعف الموقف السياسي للنظام السوري وايران.

طالما اعلن النظام السوري وحزب الله مدعومين من ايران انهم يحاربون الارهابيين والتكفيريين في الاراضي السورية ويدافعون عن “محور المقاومة”. لكن القضاء على هذه الجماعات امثال “داعش” الموالية لـ”القاعدة” او طردها من سوريا سيفقد النظام وحلفاءه ورقة “محاربة الارهاب” وقد يلين من موقف روسيا، التي تحذر دوما من “خطر الارهابيين” في سوريا، تجاه “المعارضة المعتدلة”، ويشجع الغرب على استئناف تقديم دعمه للمعارضة الذي توقف اوتراجع بسبب هيمنة الاسلاميين المتشددين على مقدرات الثورة السورية.

ولو سلمنا بما يتردد من “نظرية المؤامرة” عن ان حرب المعارضة السورية ضد المتشددين و”داعش” هو محاولة لتعزيز موقف الائتلاف الوطني وقوى المعارضة السورية في مؤتمر جنيف 2 المفترض، فذلك يعني انه سيكون من الصعب على الحكومة السورية ومعها روسيا، التي اعلن وزير خارجبتها قبل وقت قريب ان موضوع “الارهاب” يجب ان يكون على رأس جدول اعمال المؤتمر، وكذلك ايران في حال مشاركتها “على الهامش”، اقناع المشاركين بان الخطر الاكبر الذي يهدد سوريا هو الارهاب والقضية الاساسية يجب ان تكون “محاربة الارهاب” وليس النظام ومطالب المعارضة بالتغيير.

تعارض الولايات المتحدة مشاركة ايران في مؤتمر جنيف2 وان كانت كما اقترح وزير خارجيتها لا تعارض مشاركتها بصورة غير رسمية “من على الهامش”، فيما ترى روسيا ان ايران لها دور مهم في حل قضايا المنطقة ولابد من مشاركتها لتحقيق اي نجاح في حل الازمة السورية.

ورفضت ايران الاقتراح الاميركي معتبرة أن ذلك لا يحترم كرامتها. وقالت الناطقة باسم الخارجية الايرانية إن طهران “توافق علي الاقتراحات التي تنطبق مع عزة وکرامة الجمهورية الاسلامية الايرانية فقط”.

في هذا السياق حذر رئيس قوات التعبئة (البسيج) في ايران العميد محمد رضا نقدي امس الاربعاء الدول الغربية من غياب ايران في مؤتمر جنيف-2 حول سوريا، وأكد ان اتخاذ اي قرار حول سوريا بدون مشاركة ايران، سيكون ناقصا وبلا نتائج، على حد قوله.

تسعى ايران دوما الى الاعتراف بدورها كدولة محورية ومؤثرة في المنطقة. وبعد الاتفاق المرحلي الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بين القوى الدولية وايران بشأن برنامجها النووي جرى الحديث في الدوائر السياسية عن بدء مرحلة جديدة من العلاقات والتفاهم بين الجمهورية الاسلامية والغرب وعن منح ايران دوراً اكبر للمساعدة في حل ملفات عالقة اخرى كالازمة السورية.

canadian pharmacy viagra takes paypal. لكن مشاركة ايران في مؤتمر جنيف 2 تواجه معارضة من قبل السعودية والمعارضة السورية باعتبار ان النظام الايراني “شريك في حربه على الشعب السوري” وليس طرفا محايدا.

من جانب آخر، برغم التفاهم الذي حصل في قضية النووي الايراني، لا زال افق التوصل الى اتفاق نهائي، باعتراف الرئيسين الاميركي والايراني، ليس جليا.

يصرح المسؤولون الايرانيون بانهم يريدون حلا سياسيا للازمة السورية. لكن طهران ستعارض اي اتفاق يتمخض عن مؤتمر جنيف 2 لا يضمن مصالحها ومصالح حليفها حزب الله والنظام في دمشق.

وفي ظل المتغيرات المتسارعة التي تشهدها المنطقة قد تصبح حسابات الاطراف المعنية في مهب الريح في منطقة لا يمكن لاحد التنبؤ بما تخبئه الايام لها من مفاجآت. ولا غرابة في ان نرى الامور تعود الى المربع الاول.