والدة ميس أبو غوش: رغم كل ما تعرضت له ابنتي لا تزال قوية

16 مارس 2020آخر تحديث :
والدة ميس أبو غوش: رغم كل ما تعرضت له ابنتي لا تزال قوية

لا تفارق مشاهد اعتقال ميس أبو غوش مخيلة أمها نجوى (أم حسين) وكذلك أثار الضرب على وجهها عندما استدعاها الاحتلال وزوجها للتحقيق والضغط على ميس، للإدلاء باعترافات مفبركة، بهدف انتزاع حريتها وزجها خلف القضبان.

تقول أم حسين، “فور اعتقال ابنتي، تم نقلها إلى زنازين التحقيق في مركز المسكوبية، واحتجزت هناك 33 يومًا، حيث تعرضت لتحقيق قاس من قوات الاحتلال”.

وتضيف، “مارست مخابرات الاحتلال، كل أشكال التحقيق مع ميس، وتناوبت السجانات على ضربها خاصةً على الرأس وتمزيق شعرها، كما كانت المحققة تمددها على الأرض مقيدة اليدين والقدمين وتجلس عى بطنها”.

وكانت أصعب اللحظات وأقساها على والدة ميس، عندما استدعاها الاحتلال هي ووالدها للتحقيق في المسكوبية، حيث شاهدت آثار الضرب على وجه ميس، وتم تهديدهما بالاعتقال للضغط عليها بتهمة نشاطها في جامعة بيرزيت، والحديث عن شقيقها الشهيد حسين، الذي اعتبروه عمل تحريضي ويمس أمن الاحتلال، لذلك اعتبروا ميس مخربة، وهذه تم باطلة وليس لها أساس قانوني، وفق والدة ميس أبو غوش.

حياة ميس

تعيش الأسيرة ميس في مخيم قلنديا، وأبصرت النور قبل 22 عامًا في الأردن، لتكون باكورة أبناء عائلتها المكونة من خمسة أفراد. تقول والدتها، “نشأت ميس وتربت في المخيم، وتتميز بأخلاقها العالية وروحها الجميلة وبر الوالدين، طيبة القلب ومعطاءة، وصاحبة إحساس كبير، كما كانت رياضية ولاعبة كرة السلة “،

وتضيف ” تمتعت ميس بحب المطالعة والكتابة والرسم، وبرزت موهبتها في فن الرسم كثيرًا، خاصة عن فلسطين والوطن والأسرى وشاركت في معارض عدة متخصصة بالأسرى”،

وأوضحت أن ميس تلقت تعليمها في مدارس وكالة الغوث الدولية في المخيم حتى أنهت الثانوية العامة بنجاح، وحققت حلم عمرها بدراسة الصحافة والإعلام في جامعة بيرزيت، لكن الاحتلال أوقف هذا الحلم باعتقالها خلال عامها الدراسي الثالث.

الاعتقال

تروي الوالدة أم حسين، أن قوات الاحتلال حاصرت منزل العائلة في مخيم قلنديا فجر تاريخ 29/8/2019 ، وانتزعت ميس من بين أسرتها. وتقول، “لم نتنبه لوجود الاحتلال وحصاره لمنزلنا حتى داهموه بعد تكسير البوابة الرئيسية، وتوزع العشرات من الجنود ترافقهم المجندات والكلاب البوليسية في كل ركن وزاوية بعدما جمعونا وعزلونا في غرفة واحدة “.

وتضيف، “عاث الجنود فسادًا وخرابًا في أرجاء المنزل، ثم داهموا غرفة ميس، ومزقوا كتبها ورواياتها ولوحاتها التي رسمتها عن الأسرى، كما صادرو أجهزة لاب توب وأيباد والهواتف الخلوية ولم يعيدوها حتى اليوم”.

وتكمل، “لم يكتفي الجنود بذلك، فقاموا بتكسير صور ابني الشهيد حسين أبو غوش (17عامًا) والذي استشهد مع زميلة الشهيد ابراهيم علام في عملية فدائية بتاريخ 25/1/2016 بمستوطنة “بيت حورون” القريبة من بيت عور، ثم اعتقلوها”.

هدم المنزل

في منزل مستأجر تعيش عائلة أبو غوش، بعد قيام الاحتلال بهدم منزلها عقب شهرين على استشهاد ابنها حسين. وتقول الوالدة، “منذ استشهاد ابني لم يتوقف الاحتلال عن عقابنا والانتقام منا، وبتاريخ 21/4/2016، حاصروا منزلنا المكون من طابق واحد ومساحته 120 مترًا ودمروه”.

وتضيف، “صبرنا وتحملنا والحمد لله على كل شيء ، وما زلنا نسكن في منزل تتزين جدرانه بصور شهيدنا حسين واسيرتنا ميس التي نتمنى لها الحرية قريبًا وخلاصها من الاحتلال وسجونه”.

خلف القضبان

بعد رحلة التحقيق والعزل، مددت محكمة الاحتلال توقيف الطالبة ميس التي نقلت لقسم الأسيرات الامنيات في سجن “الدامون”.

وأوضحت أم الشهيد حسين أبو غوش، أن ميس لا تزال تعاني من آلام وأوجاع التحقيق، وترفض إدارة السجون علاجها، لكنها تتمتع بإرادة وعزيمة قوية، وتعيش حياتها الطبيعية خلف القضبان لكسر شوكة الاحتلال من خلال ثباتها وصمودها”.

وتضيف، “عرضها الاحتلال على المحاكم العسكرية مرات عدة، وما زالوا يمددون توقيفها، ومن المقرر عقد جلسة جديدة في 22/3/2020، ونتمنى أن تكون الأخيرة.

وتكمل، “ميس، تحرص على استثمار كل لحظة في الدراسة والمشاركة في الدورات الثقافية والفكرية والسياسية وغيرها، فرغم كل ما تعرضت له إلا أنها لا تزال مثابرة ومبادرة وتتمسك بطموحها واحلامها”.