حذر برنامج الغذاء العالمي الوكالة التابعة للأمم المتحدة من أن وباء كوفيد-19 يمكن أن يؤدي بسبب انعكاساته الاقتصادية المدمرة، إلى تضاعف عدد المهددين بالمجاعة وإلى “كارثة إنسانية” على مستوى العالم.
وجاء تحذير برنامج الغذاء العالمي بشأن عواقب الوباء في قطاع الأغذية، بينما ارتفعت حصيلة الوفيات بالفيروس في العالم إلى 174 ألفا منذ ظهوره في الصين في نهاية كانون الأول الماضي، حسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس الثلاثاء.
وقالت الوكالة الدولية إن “عدد الأشخاص الذين يعانون بشدة من الجوع يمكن أن يتضاعف بسبب وباء كوفيد-19 ليبلغ أكثر من 250 مليونا في نهاية 2020″، مشيرة غلى خطر حدوث “كارثة إنسانية عالمية”.
وتعبيرا لهذا التغيير الاقتصادي الهائل الذي نجم عن الوباء، خسر سعر برميل برنت نفط بحر الشمال الأربعاء 8,79 في المئة من قيمته ليتراجع سعره 17,63 دولارا للبرميل الواحد.
من جهته، يبذل قطاع النفط الأميركي جهودا شاقة للحفاظ على المكاسب التي حققها في وقت مبكر. وقد ارتفع سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط المرجعي بنسبة نحو ثلاثة بالمئة، بعد زيادة بلغت 20 بالمئة خلال الجلسة.
وفي مستهل الجلسة ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط تسليم حزيران/يونيو بنسبة 18,93% ليصل إلى 13,76 دولاراً للبرميل، لكنه تراجع مجددا لتقتصر مكاسبه على ثلاثة بالمئة فقط.
وأدى التباطؤ العام في اقتصادات العالم بسبب الوباء، مع توقف حركة السيارات والمصانع، إلى فائض في النفط أجبر وسطاء الذهب الأسود على دفع أموال للتخلص من البراميل التي تعهدوا بشرائها.
وفي الولايات المتحدة، التي أصبحت أول دولة منتجة للنفط في العالم، لكن كلفة استخراج الذهب الأسود باهظة، يهدد هذا الانهيار التاريخي مجمل القطاع. وقد دفع ذلك الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الطلب من إدارته وضع خطة إنقاذ في هذا المجال.
من جهتها، حذرت منظمة العمل الدولية الثلاثاء من أن “لأزمة كوفيد-19 أثر مدمر على العمال والموظفين” بسبب “الخسائر الكبرة في الإنتاج والوظائف في كل القطاعات”.
وأكدت أرليت فان لور مدير السياسات القطاعية في المنظمة إن “عالم العمل يمر بأسوأ أزمة دولية منذ الحرب العالمية الثانية”. واضافت أن “التأثير الاقتصادي للوباء سيكون خطيرا وطويل الأمد”.
وفي أوروبا، حذر مكتب الدراسات الاستشاري الأميركي “ماكينسي” من أن التباطؤ الاقتصادي الذي نجم عن الوباء يمكن أن يؤثر على ستين مليون عامل معرضين لخفض أجورهم أو تسريحهم.
قال المكتب نفسه إن الوباء “يمكن أن يضاعف نسبة البطالة في ا,روبا في الشهر المقبلة”.
من جهتها، قالت وكالة تابعة للأمم المتحدة تتخذ من تشيلي مقرا لها الثلاثاء إن أميركا اللاتينية يمكن أن تشهد هذه السنة أسوأ ركود في تاريخها مع انخفاض متوقع نسبته 5,3 بالمئة في إجمالي الناتج الداخلي بسبب انعكاسات الوباء على اقتصادات المنطقة.
وفي مواجهة ما وصفه ب”العدو غير المرئي”، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب نيته أن “يعلق موقتا” الهجرة إلى الولايات المتحدة “لحماية وظائف” الأميركيين.
وأوضح ترامب الثلاثاء أنه سيوقع مرسوما ينص على “توقف” لمدة ستين يوما في منح تصاريح الإقامة الدائمة (البطاقات الخضراء). ولن يطبق هذا الإجراء على تأشيرات العمل الموقتة.
وبات عدد العاطلين الجدد عن العمل بسبب الأزمة 22 مليونا في أول اقتصاد في العالم بات الدولة الأكثر تضررا بالوباء وسجل الثلاثاء أسوأ حصيلة يومية بلغت أكثر من 2700 وفاة خلال 24 ساعة.
تبنى مجلس الشيوخ الأميركي بالإجماع الثلاثاء خطة مساعدة بقيمة 500 مليار دولار بينها 320 مليارا مخصصة لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة التي ضربتها الأزمة بقوة. وستخصص ستون مليارا أخرى لقطاعات متضررة أخرى وخصوصا الزراعة. ويفترض أن يناقش مجلس النواب الآن هذه الإجراءات.
ويعيش 4,5 مليارات شخص على ألقل في 110 بلدان أو مناطق اليوم تحت إجراءات عزل أو قيود تجبرهم على الحد من تنقلاتهم لمحاولة الحد من انتشار الفيروس. وهم يشكلون نحو 58 بالمئة من العالم.
في أوروبا، بدأت دول عدة على رأسها ألمانيا ومعها النمسا والنروج والدنمارك، تخفيف إجراءات العزل مع إبقاء إجراءات “التباعد الاجتماعي”.
وقررت برلين و16 ولاية في الاتحاد الفدرالي الألماني فرض ارتداء القناع الواقي في وسائل النقل العام. وستبقى الحانات والمطاعم والأماكن الثقافية والنوادي الرياضة مغلقة. أما المدارس الابتدائية والثانوية فستفتح أبوابها تدريجيا.
وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن “التسرع سيكون خطأ”.
وقد ألغي العيد الألماني التقليدي للبيرة الذي كان مقررا أن ينظم هذا العام بين 14 أيلول/سبتمبر والرابع من تشرين الأول في ميونيخ، كما أعلنت السلطات المحلية الثلاثاء. وقالت إن “المخاطر كبيرة جدا” بينما كان من المتوقع أن يحضر ستة ملايين زائر المهرجان يأتي ثلثهم من الخارج وخصوصا من آسيا.
في اسبانيا، أعلنت مدينة بنبلونا الثلاثاء إلغاء احتفالاتها الشهيرة لإطلاق الثيران التي تجذب في بداية تموز/يوليو آلاف السياح. وقالت بلدية المدينة في بيان “ليس هناك خيار آخر ممكن لاحتفالات بهذا الحجم ودولية”.
في القارة الأوروبية، تبقى إيطاليا البلد الأكير تضررا إذ سجلت فيها 24 ألفا و648 وفاة، تليها اسبانبا (21 ألفا و282) وفرنسا (20 ألفا و796) وبريطانيا (17 ألفا و337) حسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية.
تعد إيطاليا وكذلك فرنسا تخفيفا بطيئا لإجراءات العزل اعتبارا من 03 و11 أيار على التوالي. في اسبانيا، أصبح يمكن للأطفال الذين كانوا ممنوعين من مغادرة بيوتهم، أن يخرجوا برفقة بالغين لشراء المواد الأساسية.
في المقابل، تم تمديد إجراءات العزل في بريطانيا حيث سجلت 828 وفاة إضافية الثلاثاء وما زالت “في حالة الخطر”، في 23 آذار لثلاثة أسابيع على الأقل.