.. من أجل أن يستمر السماح للقطاعات بالعمل

22 أبريل 2020آخر تحديث :
.. من أجل أن يستمر السماح للقطاعات بالعمل
.. من أجل أن يستمر السماح للقطاعات بالعمل

بقلم: الدكتور محمد حسين المومني

بعد مناشدات اقتصادية كثيفة ومنطقية، وتحذيرات من تداعيات الحظر على الاوضاع الاقتصادية وتأثير ذلك على قطاعات اجتماعية عانت كثيرا من جراء الحظر، استجابت الجهات الرسمية بالسماح للعمل لعديد من النشاطات الاقتصادية.

هذه استجابة تُثَمن أتت بعد تردد لكنها وصلت بالنهاية، ولقيت ارتياحا كثيرا من قبل الناس خاصة المشتغلين في هذه القطاعات. الآمال ما تزال بالسماح لمزيد من القطاعات حتى تتكامل الدورة الاقتصادية وننقذ ما استطعنا من الاقتصاد، ونشغل فئات عديدة من الاردنيين سواء من يعملون بنظام المياومة او غيرهم.
الغلق والحظر بحد ذاتهما شيئان فاعلان جدا في مجابهة وباء كورونا، لكن لا يعقل ان تكون تكلفته بهذا الحجم الهائل على الاقتصاد.

تميزنا يكون ليس فقط بالسيطرة على أرقام الوباء ومنحنى الاصابات كما هو الحال للآن، التميز يجب ان يكون ايضا بفعل ذلك وتحقيقه في ظل حد أدنى من الخسائر الاقتصادية والمالية. جميع الدول بالعالم كانت مسكونة بهاجس الاقتصاد والانتاج بنفس الدرجة التي كانت منشغلة فيها بمكافحة الوباء، وكافة الاغلاقات والحظر كانت مؤقتة حتى في الدول التي استباح سكانها الوباء. هذا التوازن مهم وضروري حتى لو اضطررنا لمعادلة فتح الاقتصاد اسبوعين ومن ثم غلقه اسبوعين، لكن الغلق والحظر المستمرين الى ان نقضي على الوباء فهذه معادلة صعبة وقاسية وتكلفتها المالية والاقتصادية لا تقل خطورة عن الوباء.
الخطوات الرسمية بالفتح الجزئي لبعض القطاعات الاقتصادية لا بد ان تنجح، وهنا يأتي دور المجتمع والناس بممارسة العادات الصحية السليمة والتباعد الاجتماعي بأقصاه. وثمة دور مهم ومفصلي للاعلام في هذه المرحلة ان يكون إعلاما توعويا بالمطلوب صحيا وتحذيريا من الممارسات الصحية السيئة التي قد تعيدنا لمربع الغلق والحظر من جديد.

لا بد ان ننشر ونؤكد مرارا وتكرارا على العادات الصحية التي ستقربنا من التغلب على وباء كورونا، ولا بد من ان يعي الكافة ان سلوكهم الصحي الفردي لا بد ان ينضبط ويستقيم لأنه يؤثر على كل واحد فينا. الواجب الوطني يحتم على الاعلام التوعية بضرورة التراص والتعاضد من خلال ممارسة التباعد الاجتماعي والانماط الصحية الفضلى، ولا بد لكل مواطن ان يعلم ان واجبه الوطني يكون بالالتزام بالتوصيات الصحية الرسمية.

هذا ما سيجعلنا بلدا مختلفا نضرب درساً جديدا من دروس النجاح تماما كما ضربنا درسا بالسيطرة على كورونا للآن من خلال الحظر المحكم. الدرس الجديد اننا كبلد ومجتمع فتحنا الاقتصاد وايضا تغلبنا على الوباء وسيطرنا عليه في آن معا، هذه هي قصة النجاح التي علينا كتابتها ولكل واحد فينا دور في احقاق هذا النجاح. السلطات الرسمية قامت بدورها واستجابت لنداءات فتح الاقتصاد، والكرة الآن في ملعب كل واحد فينا ان نجعل من ذلك قصة نجاح وطنية جديدة تضاف لسجلنا المحترم جدا في مواجهة وباء كورونا.

عن “الغد” الأردنية