قال خبراء عرب إن مرض كوفيد-19 أظهر بوضوح مدى أهمية الدفع المشترك لمبادرة الحزام والطريق بين الدول العربية والصين.
وتعد الدول العربية الواقعة على طول “الحزام والطريق” شريك تعاون رئيسي للصين في شتى المجالات. ومنذ تفشي الجائحة العالمية، برزت الصداقة التاريخية ومتانة العلاقات وروح التعاون المتبادل بين الدول العربية والصين في مكافحة كوفيد-19 وإنعاش الاقتصاد.
وقال عبد العزيز الشعباني، الكاتب السعودي والخبير في الشؤون الصينية إن جذور الصداقة بين الدول العربية والصين تضرب في أعماق التاريخ، مشيراً إلى أن تاريخ العلاقة بين العرب والصين قديم قدم التاريخ، ومبادرة الحزام والطريق جاءت لتحيي هذه العلاقة من جديد وبطريقة أكثر قوة وبشكل عصري، وخصوصا أن الصين أصبحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وبينما تكافح الدول العربية كوفيد-19، رأى الشعباني أن الشركات الصينية المشاركة في مشروعات الحزام والطريق تتعاون في مكافحة كوفيد-19 بشكل نشيط.
وقال لوكالة أنباء (شينخوا): “لا شك أن قيام الشركات الصينية المستثمرة في بعض الدول العربية بالمساعدة في مكافحة كوفيد-19 يأتي من باب التعاون في كل ما من شأنه تجاوز هذه المحنة للاستمرار في كل الخطط المرسومة مسبقا للنهوض بالمشروعات الجبارة التي ستخلق مستقبلا جيدا لكل الأطراف في كل القطاعات التي يُستثمر فيها وتكون في صالح شعوب الدول المتعاونة”.
وحول ما قدمته الشركات الصينية من دعم للدول العربية في مكافحة الجائحة، قدم الخبير الاقتصادي الجزائري عبد القادر بريش وجهة نظره.
وقال بريش”نجد الشركات الصينية العاملة في الدول العربية في إطار مشاريع مبادرة الحزام والطريق تقوم بمجهودات في مساعدة الدول على مواجهة فيروس كورونا الجديد من خلال تقديم المساعدات من تجهيزات ومستلزمات طبية، وتجلى هذا أكثر من خلال ما قدمته هيئة تنسيق اتحاد الشركات الصينية بالجزائر بالتنسيق مع سفارة الصين بالجزائر حيث قدمت عدة شحنات من العتاد والتجهيزات الطبية للهلال الأحمر الجزائري”.
وفقا لبريش، أظهرت هذه الأزمة مدى متانة وعمق العلاقات بين الدول وظهرت الصين كدولة وفية لمبادئها الدبلوماسية خاصة في علاقاتها مع الدول العربية من خلال الدعم والمساعدات التي قدمتها الصين للدول العربية. ونفس الحال مع الدول العربية التي لم تتوانى عن دعم الصين في بداية تفشي المرض.
وقد أشاد الدكتور الصحبي البصلي، سفير تونس الأسبق لدى الصين، بالتجربة الصينية ضد كوفيد-19، مشيرا إلى أن الصين قامت بإجراءات عملاقة منذ البداية لحماية مواطنيها من هذه العدوى والحد من انتشار المرض خارج الصين.
وقال البصلي “في اعتقادي أن العالم بأسره أخذ من التجربة الصينية لمواجهة هذا المرض، فتحية إلى كل العاملين في القطاع الصحي في كل أنحاء العالم على المجهودات المبذولة في هذا الإطار”.
وتابع البصلي أن “مبادرة الحزام والطريق تعتبر الإجابة المثالية للتصدي لهذه الجائحة وتنادي ببناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية وتعمل من أجل تضامن أشمل بين الدول المتقدمة والسارية في طريق النمو”.
والآن تشهد بعض دول العالم انخفاضا في حدة جائحة كوفيد-19، وبات لديها حاجة كبيرة إلى إعادة تدوير عجلة الاقتصاد. وحول ذلك، قال الباحث والمحلل الاقتصادي الأردني خالد الزبيدي إن الأردن يعي تماما أهمية التعاون مع الصين، وهناك مشاريع صينية في الأردن، توفر الكثير من الفرص والإيرادات للأردنيين وللدولة الأردنية.
ورغم تعثر هذه المشاريع على مدى شهرين بسبب الإغلاقات الناتجة عن مكافحة فيروس كورونا الجديد، قال الزبيدي إن “الاقتصاد بدأ يعود تدريجيا، وأعتقد أنه خلال الشهور القادمة ستتضح الصورة أكثر وهنا يأتي الدور الصيني في التقدم أكثر في هذا المجال وتوطيد العلاقات الاستثمارية والتجارية مع الجانب الأردني.”
وأضاف “نرى تقدما إضافيا، خاصة أن الأردن مهتم بالمشاريع الصينية الكثيرة، ونأمل أن نرى مشاريع بنوع مختلف في الاقتصاد الأردني في مجالات السكك الحديدية والنقل والبنى التحتية”.
وعبر نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق الدكتور جواد العناني عن أمله بتعزيز التبادلات الصينية- العربية من خلال تعزيز التفاهم المشترك، قائلا لوكالة ((شينخوا)): “نأمل أن نتجاوز فارق اللغة كي يتفاهم الإنسان الصيني والعربي أكثر”.