جويد التميمي / (وفا) – أثار الانتشار السريع لفيروس كورونا في محافظة الخليل وتحديدا في بلدة تفوح عدة تساؤلات لدى المواطنين، في ظل حالة قائمة من الخوف والترقب بعد الهدوء الحذر الذي عاشته فلسطين بعد عيد الفطر.
وتسبب اختلاط المواطنين الواسع في الافراح والاتراح، ودخول وخروج العمال وأهالي 1948، وعدم الأخذ بإرشادات وزارة الصحة والجهات المختصة وعدم الالتزام بسبل الوقاية العامة والتدابير الحكومية، في سرعة تفشي الفايروس بالمحافظة بشكل عام، وفي تفوح التي يزيد عدد العاملين منها في أراضي48 عن 1000 مواطن.
وتواصل طواقم وزارة الصحة وفي مقدمتهم العاملون بالطب الوقائي، بالشراكة مع كافة الوزارات والاجهزة الامنية والمؤسسات الاهلية والرسمية ولجان الطوارئ، العمل بشكل حثيث لوقف تفشي كورونا.
وتجاوز عدد الاصابات في صفوف الفلسطينيين منذ بدء تفشي كورونا الـ 1568، تعافى منها 616 وتوفي 5، وما زالت 947 حالة نشطة، منها 792 بمحافظة الخليل وحدها وفي تفوح 205.
وزيرة الصحة مي الكيلة، وفي اشارة الى الاختلاط الواسع في الخليل قالت: “كرم اهل الخليل هو سبب تفشي الوباء بشكل سريع في المحافظة” فالتجمعات الكبيرة، والاختلاط الواسع في المناسبات الاجتماعية، وعدم الالتزام بإتباع طرق الوقاية وسبل السلامة العامة هي التي تسببت بمضاعفة اعداد المصابين حتى وصلت الى ما وصلت اليه، وحثت المواطنين في تفوح خاصة والخليل وكافة محافظات الوطن، على التعاون مع الجهات المختصة والالتزام بالتعليمات الوقائية للتخلص من هذا الوباء.
المريض الذي اصيب بفايروس كورونا، رئيس اللجنة الصحية في بلدة تفوح غرب الخليل، المختص بالسمع والنطق يونس الطردة (46 عاما) قال لــ “وفا”، عقب فك الاغلاق الذي فرضته الحكومة بادئ الامر لمنع انتشار الجائحة، تفاجأت بإصابة امام مسجد الهدى الناشط الاجتماعي في تفوح الشيخ نادي محمد حسن ارزيقات بالفايروس، عقب اصابته بالسعال والحرارة والاعياء لعدة ايام.
وتابع، عقب اصابة ارزيقات اغلقت وسط البلدة حيث يقع المسجد، وتابع الطب الوقائي عمله بتتبع المخالطين واجراء الفحوصات الطبية لمخالطيهم، ليتضح ويتبين اصابة 12 مواطنا اخر في ذات المنطقة، وفي غضون ذلك ذكرت لزملائي واصدقائي من الاطباء انني صليت بالناس إماما في ذات المسجد قبل عدة ايام، فأصروا علي بوجوب اجراء الفحص لي، ليتبين عند صدور النتيجة انني مصاب ايضا بالكورونا، رغم انه لم يظهر على أية أعراض، وعلى الفور حجرت نفسي بمنزلي.
وتعيش تفوح حالة خاصة كأكبر بلدة تسجل هذا العدد من الإصابات في فلسطين، حيث تشهد حركة نشطة لفرق الطب الوقائي والجهات المساندة، وتحركات مدروسة من حي إلى آخر، لتتبع الوباء للوصول إلى المصابين الذين باتوا يعدون بالعشرات يوميا نظرا لكثرة الاختلاط وعدم الالتزام بالحجر المنزلي.
وبين رئيس بلدية تفوح محمود ارزيقات لــ “وفا”، ان ما يزيد عن 1000 مسحة، استخدمت لفحص المخالطين بالبلدة المغلقة منذ عدة ايام بسبب تفشي الوباء، وأن الاطباء يمارسون عملهم وفق خططهم لتتبع كافة المصابين من ابناء البلدة التي يزيد عدد سكانها عن 18 الف نسمة.
ونوه إلى ان الفايروس انتشر في أحياء “القرنة والحورة والظهر وكروم الغرابة” لعدم التزام الأهالي هناك بسبل الوقاية العامة، حيث فاق عدد المصابين فيها 205، منهم 10 حالات نقلوا لمراكز الحجر التابعة لوزارة الصحة، و3 حالات أدخلت العناية المكثفة بالمستشفيات ويتجاوبون حسب الأطباء مع العلاج بالشكل الامثل، والباقي في الحجر المنزلي.
وأضاف، شكلت البلدية لجنة طبية تعمل بشكل مباشر مع وزارة الصحة، وقدمت ما بوسعها من امكانيات لعمل الفحوصات للمخالطين ومخالطيهم، ووفرت الطرود الغذائية والوقائية للمواطنين، وأمنت الدواء لأصحاب الامراض المزمنة، وهي تعمل على تعقيم الشوارع والأحياء عدة مرات يوميا.
وفي ظل الانتشار السريع للفيروس وخاصة في الخليل ومن أجل التصدي لهذا الوباء، أوعز رئيس دولة فلسطين محمود عباس، إلى الحكومة وأجهزتها المختلفة، وإلى الأجهزة الأمنية والصحية بالذات، بفرض كل الإجراءات الوقائية، حفاظاً على سلامة المواطنين وصحتهم، بما يشمل منع التجمعات بأشكالها كافة، ومراقبة الالتزام بالإجراءات الوقائية تحت طائلة المسؤولية القانونية، والقيام بكل ما هو ضروري لهذه الغاية الوطنية النبيلة، وقال سيادته “إننا اليوم بحاجة لمزيد من اليقظة والحذر والاحتراز لكي نحد من مخاطر هذه الموجة الجديدة من وباء “كورونا”، والتي حذرت منها منظمة الصحة العالمية، كونها أشد خطورة بأضعاف من الموجة السابقة”.