“كورونا” يربك الشعب الفلسطيني في تفاصيل الحياة اليومية

26 يونيو 2020آخر تحديث :
“كورونا” يربك الشعب الفلسطيني في تفاصيل الحياة اليومية

أربكت جائحة كورونا في الأونة الأخيرة، تفاصيل الحياة اليومية للفلسطينيين الخاضعين تحت الاحتلال، فجاء الوباء ليضيف معاناة إضافية، عدا عن معاناتهم من إجراءات الاحتلال العنصرية من اقتحامات واعتقالات وحواجز عسكرية وإعدامات ميدانية كما حدث على حاجز الكونتينر.

إلغاء حجوزات الأفراح ومنع بيوت العزاء وإغلاق الصالات، أربك أصحاب المناسبات الاجتماعية، ما دفعهم للاحتجاج أمام مقرات المحافظين لإيصال صوتهم لأصحاب القرار في الحكومة الفلسطينية ضد القرارات الصادمة لهم.

يقول العريس عماد جعيدي لـ “القدس”: ” انتظر هذه الموعد منذ قرابة العام والحجز محدد مسبقاً، وعندما سمعت بالقرار فقدت صوابي، فأنا أهيأ نفسي ليومي هذا منذ أشهر عدة”، ويضيف، محافظة قلقيلية تقريباً خالية من الإصابات، بعد تعافي كافة الحالات، والإجراء الصواب أن يكون هناك إجراءات السلامة العامة، بدون توقف الحياة ومناسباتها، فنحن لا نستطيع تحمل مثل هذه النكسات، فهذا اليوم من الفرح له رمزيته ولا يمكن لفيروس مثل كورونا أن يلغِ حياتنا.

أما عماد حوتري صاحب صالة السلطان في قلقيلية يقول :” نواجه صعوبات لا يمكن وصفها منذ بداية جائحة كورونا، وبعد الإغلاق الطويل وقرار إعادة فتح الصالات استبشرنا خيراً به، وبعد صدور قرار الإغلاق المفاجيء شعرنا بنكسة حلت علينا، فاستمرار عمل صالات الأفراح يعني استمرار الحركة العامة، فالعريس عندما يحدد موعد زفافه يتم تشغيل عدة مرافق مهمة، أما إغلاق الصالة يعني إغلاق محلات أطقم وأثواب الزفاف لكلٍ من العروس والعريس، بالإضافة لإغلاق الصالونات وإغلاق ستوديوهات التصوير ومحلات الأثاث ومحلات الأدوات الكهربائية.

ويتابع: “في مدينة قلقيلية في كل عام يتم فتح 500 بيت جديد من خلال الأفراح التي يتم عقدها في الصالات، أن هذه القرارات غير مدروسة ويجب أن يُعاد النظر فيها، فلا يعقل أن يتم تعميم قرارات على كل المحافظات من خلال اصابات هنا وهناك، وأصحاب الصالات يلتزمون بالاجراءات الصحية بشكل حديدي، فنحن التزمنا بالأعداد وتوفير وسائل التعقيم، بينما الأسواق والتجمعات لا تلتزم بأدنى الشروط الصحية والكثير من التجمعات “.

وأضاف الحوتري:” نحن كأصحاب صالات، نطالب من خلال جريدة “القدس” فوراً بوقف تنفيذ القرار ودراسة بدائل أخرى، فنحن منكوبين وهناك مشاكل مع أصحاب الأفراح الذين حجزوا مسبقاً “.

والد عريس رفض ذكر اسمه، قال :” أنا أريد توجيه كلمة قاسية للحكومة التي تتخبط بقراراتها، ولا تترك مسافة زمنية بين القرار والقرار، فلا يعقل أن تسمح لتجمع بالأغوار بالآلاف، ولا تسمح لعرس ملتزم بكل الإجراءات المطلوبة، فإلغاء الحفلات ليس هو الحل، وقد سمعنا من المسؤولين أنهم لن يعودوا إلى الإجراءات السابقة وبعد فترة قصيرة فوجئنا بعودة سريعة، وهذا التخبط ليس هو الحل، فحياتنا لم تعد تسير بهذه القرارات التي تصدر بشكل فوري وبدون دراسة “.

اما المواطن عزام عيسى (56 عاما) من مدينة نابلس قال :” نلاحظ دول الجوار كيف تتصرف، ونجد أن قراراتهم متزنة وتراعي الوضع الاقتصادي والاجتماعي، فالعودة للمربع الأول منذ بداية جائحة كورونا لم يعد قائماً، وهناك بدائل على الحكومة أن تطبقها، فهي دول قائمة وتراعي ظروف شعبها، وإنني أطالب بتقييم كل القرارات التي صدرت وإعادة صياغتها من جديد، فهذا الأمر له آثار اجتماعية خطيرة، فهناك تحدٍ للقرارات، ما يجعل الحكومة في وضع صعب، فالحل أن يكون هناك مراعاة للوضع الميداني قبل إصدار القرارات، فالمعابر مفتوحة مع الاحتلال وآلاف العمال يتنقلون، والطرق مفتوحة بين المحافظات، ولا يقتصر الأمر على صالات الأفراح والدواوين وبيوت العزاء وصلاة الجمعة “.