حديث القدس
تواصل سلطات الاحتلال عمليات الضم اليومية لكثير من مناطق الضفة الغربية والقدس بصورة خاصة، لقد صادروا مئات الدونمات في منطقة بيت لحم وبدأوا بزراعة الاشجار في منطقة الاغوار ومنعوا المواطنين من الوصول الى اراضيهم، بالاضافة طبعا لما يقومون به في القدس عاصمتنا الموعودة ومحيطها، وكانت الحكومة الاسرائيلية قد صادقت في اجتماعها يوم الاحد الماضي على بناء الف وحدة استيطانية في قرى عناتا وابو ديس والعيزرية والطور وهي كلها من القدس او محيطها وذلك في سياق مخطط ما يسمونه مشروع «القدس الكبرى» كما انهم يعملون على ربط المستوطنات من خلال الطرق التي يقيمونها من جهة، وتقطيع اوصال الضفة من جهة اخرى.
هذه الممارسات ليست سرا ابدا وهي مكشوفة ومعروفة للجميع، كما ان قادة اسرائيل من نتانياهو الى اصغر مسؤول، يتسابقون للحديث عن الاستيطان واسرائيل الكبرى، ورغم ان العالم كله، تقريبا يقف ضد هذه الممارسات الا انهم يعتبرون النقد مجرد كلام بلا اي تأثير او فعالية ولا سيما انهم يلقون التأييد والتشجيع من الادارات الاميركية المختلفة واخرها ادارة الرئيس ترامب التي تعلن انها تقبل بان يضم نتنياهو كل المستوطنات ولا ترى في ذلك تناقضا عما يسمونه «صفقة القرن» التي ماتت منذ زمن.
من الواضح ان هذه الممارسات التي لا تتوقف ولا حتى تضعف تشكل ضربة قاتلة لكل احتمالات السلام وآمال اقامة الدولة الفلسطينية، ولكن ما يظل شوكة قوية وكبيرة في حلق الاحتلال واطماعه التوسعية هو وجودنا البشري وتكاثرنا وصلابة مواقفنا الرافضة لكل تطلعاتهم اللاانسانية ، ان ملايين الفلسطينيين بالضفة والقدس وغزة والداخل الاسرائيلي هي اقوى اسلحتنا وهي التي تؤكد ان المستقبل لنا والارض لنا، مهما كانت احلامهم وغطرستهم وعمى العيون الذي يتحكم في سياساتهم بحيث يختارون طريق اللاسلم والغد المظلم بدل العيش وفق الحقوق والقوانين والانسانية، اننا نعاني كثيرا ولكننا صابرون والتحديات كبيرة ولكننا سنظل صامدين وكلنا ثقة بان المستقبل لنا طال الزمان او قصر….!!!