آلاف السائقين الأوروبيين يمضون ليلة الميلاد على الحدود وآلاف الأميركيين تلقوا اللقاح

24 ديسمبر 2020آخر تحديث :
آلاف السائقين الأوروبيين يمضون ليلة الميلاد على الحدود وآلاف الأميركيين تلقوا اللقاح

يستعدّ آلاف السائقين الأوروبيين الخميس، لأن يمضوا عشية عيد الميلاد في ظروف سيئة، عالقين حول ميناء دوفر في بريطانيا التي تخرج ببطء من العزل الذي فرضته عليها دول عدة بسبب ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا المستجدّ على أراضيها.

ويثير فيروس متغيّر آخر رُصد في جنوب إفريقيا، قلق الباحثين، بالتزامن مع تلقي أكثر من مليون أميركي الأربعاء الجرعة الأولى من اللقاح.

وأعيد الأربعاء، فتح دوفر أهمّ مرفأ بريطاني على بحر المانش، بعد يومين من الإغلاق إلا أن الحركة في فرنسا تُستأنف ببطء شديد. وأكدت لندن أن الأمر سيستغرق “بضعة أيام” لتخفيف الاكتظاظ في المنطقة حيث تتشكل طوابير طويلة من الشاحنات العالقة.

وبحسب السلطات البريطانية، كان هناك الأربعاء 2800 شاحنة عالقة في مانستون قرب دوفر وقرابة 1250 شاحنة في منطقة المرفأ.

ويشعر سائقو الشاحنات الثقيلة المتشوقون للعودة إلى منازلهم للاحتفال بعيد الميلاد مع عائلاتهم، بالإرهاق إذ إنهم مُرغمون على الانتظار في ظروف قاسية. فالحمامات غير متوفرة وهم يأكلون ما لديهم على متن الشاحنات ولا يعرفون موعد عودتهم وينبغي عليهم إبراز فحص الكشف عن كوفيد-19 يثبت عدم إصابتهم بالمرض، قبل الانطلاق نحو القارة.

وقال السائق البولندي إزدراش شفايا الأربعاء من أمام مطار مانستون القديم حيث ستُخضع الحكومة البريطانية آلاف السائقين إلى فحص كوفيد-19، “الجميع يقول لنا إنه ينبغي القدوم إلى هنا والانتظار فقط لكننا لا نريد الانتظار!”.

وأضاف، “يقولون إننا سنخضع لفحص كوفيد” لكن “لا شيء” يحدث، مؤكدا أنه “ليس لدينا أي معلومات، لا شيء”. وتابع “لدي طفلان صغيران وزوجة، لا أريد سوى الذهاب” إلى بولندا.

من الجانب الفرنسي، بدأت سيارات على متنها ركاب النزول ببطء من على متن عبارات في مرفأ كاليه قادمة من دوفر الأربعاء، إلا أن حركة العبارات لم تكن منتظمة.

بعد استئناف خجول صباح الأربعاء ثمّ توقف الحركة بعد الظهر، أبحرت العبارات مجدداً من وإلى كاليه مساءً، وفق ما أفاد فريق وكالة فرانس برس، لكن عدداً قليلاً من السيارات كان ينزل من السفن غير الممتلئة أصلاً.

وقالت المفوضة الأوروبية المكلفة مسائل النقل إن هناك عشرة آلاف سائق يواجهون صعوبات في العودة من بريطانيا، وانتقدت الخميس فرنسا بسبب فرضها قيوداً عليهم.

وأكد المفوضة أدينا فالين “أننا وجهنا نداءً لفرض قيود متناسبة وغير تمييزية ولرفع القيود المفروضة على سائقي الشاحنات”. وكانت كتبت في تغريدة في وقت سابق “أندّد بواقع أن فرنسا لم تتبع توصياتنا”.

من جهته، رفض وزير الدول للشؤون الأوروبي كليمان بون وجهة النظر هذه.

ودفع الانتشار القوي في بريطانيا لسلالة جديدة من الفيروس قالت لندن إنها أكثر ضراوة، فرنسا وحوالى خمسين دولة أخرى إلى تعليق الرحلات مع بريطانيا لمدة 48 ساعة.

وبعد رصدها إصابتين بسلالة أخرى من الفيروس “مقلقة للغاية” قادمتين من جنوب إفريقيا، فرضت لندن الأربعاء قيوداً على السفر مع الدول الإفريقية الأكثر تضرراً من كوفيد-19 مع 950 ألف إصابة و25657 وفاة.

ويبدو أن هذا الفيروس المتغيّر ينتقل بشكل أسرع من السلاسل الأقدم، بحسب الباحثين الذين اكتشفوها في جنوب إفريقيا. ويقول توليو دو أوليفيرا مدير معهد “كريسب” للأبحاث المدعوم من جامعة كوازولو-ناتال، إن “كافة العناصر تذهب في هذا الاتجاه.

على صعيد التلقيح، تلقى أكثر من مليون أميركي الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لكوفيد-19 منذ بدء حملة التلقيح منذ عشرة أيام، وفق ما أعلن مدير الوكالة الفدرالية الرئيسيّة للصحّة العامّة في الولايات المتّحدة روبرت ريدفيلد. وقال، إنّ “الولايات المتّحدة تجاوزت اليوم مرحلة أولى لكنّها حاسمة.

إلا أن مستشار البرنامج الذي أطلقته الحكومة الأميركيّة لتطوير لقاحات ضدّ فيروس كورونا المستجدّ منصف السلاوي، قال من جهته إنّ هدف تلقيح 20 مليون شخص في البلاد بحلول نهاية العام “لن يتحقّق على الأرجح”.

في الاتحاد الأوروبي، من المقرر أن تبدأ حملة التلقيح الأحد.

وأعلن “معهد بوتانتان” البرازيلي الأربعاء أنّ التجارب السريرية للقاح “كورونافاك” الذي يُنتجه مختبر “سينوفاك” الصيني “استوفت شروط الفعالية” التي حدّدتها منظمة الصحة العالمية، بدون أن ينشر نتائج التجارب. وهذا المعهد البرازيلي مسؤول عن انتاج اللقاح وتوزيعه في البلاد.

تسبب فيروس كورونا المستجد بوفاة مليون و718 ألاف و209 اشخاص في العالم منذ نهاية كانون الأول/ديسمبر 2019، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس الأربعاء. وأصيب أكثر من 77 مليونا و992 ألفا و300 شخص في العالم بالفيروس.

في إيرلندا التي تواجه ارتفاعاً “غير اعتيادي” لعدد الإصابات لفيروس كورونا المستجدّ، يدخل حيّز التنفيذ الخميس عزل ثالث.

وقررت الحكومة العودة إلى أعلى مستوى تأهب اعتباراً من 24 كانون الأول/ديسمبر وحتى 12 كانون الثاني/يناير، ما يعني فرض على السكان ملازمة المنازل. وأدخلت بعض “التعديلات المعينة” فسمحت لبعض المتاجر غير الضرورية بإبقاء أبوابها مفتوحةً.

في مواجهة ارتفاع عدد الإصابات في البرازيل، ستمنع بلدية ريو دو جانيرو مساء 31 كانون الأول/ديسمبر، الوصول إلى حيّ شاطئ كوباكابانا الشهير، لتجنّب التجمعات ليلة رأس السنة.

وعادةً، يحتشد ملايين الأشخاص في هذا الحيّ لمشاهدة الألعاب النارية بمناسبة عيد رأس السنة، وقد أُلغيت في تموز/يوليو.

في المقابل، سيتمكن النمساويون من ممارسة رياضة التزلج في عيد الميلاد. ففي حين تبقي فرنسا وإيطاليا وألمانيا منتجعاتها الشتوية مغلقة، ستستأنف مصاعد التزلج في النمسا نشاطها الخميس.