لا يعقل البقاء متفرجين على جرائم الاحتلال ومستعمريه

9 يناير 2021آخر تحديث :
لا يعقل البقاء متفرجين على جرائم الاحتلال ومستعمريه
لا يعقل البقاء متفرجين على جرائم الاحتلال ومستعمريه

حديث القدس

قبل تسعة ايام ارتكب الاحتلال جريمة اطلاق النار على الشاب هارون ابو عرام في قرية التوانة جنوب الخليل ما ادى لاصابته بشلل في اطرافه الاربعة، ولم يكن ذنب هذا الشاب سوى انه فلسطيني حاول منع جنود الاحتلال من الاستيلاء على مولد كهربائي صغير واصراره وابناء عائلته على البقاء في ارض وطنهم التي يحاول الاحتلال ومستعمروه السيطرة عليها بعد ان كان الاحتلال قد هدم منزل عائلته المبني من الطوب والصفيح في خربة الركيز الملاصقة للتوانة مما اضطر العائلة للجوء الى كهف للعيش فيه.

هذه الواقعة الاجرامية تشكل حلقة من سلسلة العدوان الشامل الذي يشنه الاحتلال ومستعمروه للاستيلاء على كامل اراضي المنطقة (ج) وبناء المزيد من المستعمرات عليها، وما القمع الوحشي للمسيرات السلمية الاسبوعية التي ينظمها ابناء شعبنا في مختلف انحاء الضفة دفاعا عن اراضيهم وضد الاستيطان سوى دليل واضح على نوايا هذا الاحتلال. بالامس اصيب العشرات بنيران وغازات قوات الاحتلال في بيت دجن ومسافر يطا وكفر قدوم ودير جرير خلال مسيرات مشابهة وهو ما يكرر الاحتلال الاقدام عليه اسبوعيا في العديد من المناطق، عدا عن هدم الآبار ومصادرة الجرارات الزراعية وتدمير المزروعات لابعاد المواطنين عن اراضيهم.

هذه الممارسات تشكل جزءا من حملات التنكيل بالفلسطينيين في الاراضي المحتلة سواء جرائم القتل والاعتقالات او هدم المنازل او مصادرات الاراضي او تقييد حرية الحركة اضافة لحصار غزة الظالم والاستمرار في تنفيذ مخططات تهويد القدس العربية المحتلة، ما يعني ان الاحتلال يشن عدوانا شاملا وسافرا على ابناء شعبنا.

ان ما يجب ان يقال هنا اولا ان من غير المقبول ان تبقى المناطق المهددة بالاستيلاء عليها والبؤر النضالية التي تتصدى للاحتلال في عدة مناطق بالضفة الغربية وحيدة في الميدان في مواجهة كل هذه الوحشية الاحتلالية وكل جرائم المستعمرين. ولا يعقل ان تبقى الفصائل الفلسطينية بكل مسمياتها وغالبية الجماهير متفرجة على ما يجري او ان تكتفي بعض الفصائل باصدار بيانات الشجب والاستنكار لممارسات الاحتلال فيما تتسابق العديد من المؤسسات ووسائل الاعلام على مجرد توثيق هذه الممارسات والجرائم.

فمن الواضح للقاصي والداني اننا نتعرض لعدوان شامل يستهدف وجودنا وحقوقنا ومستقبلنا، فأين هي الفصائل الوطنية والاسلامية التي اعلنت قبل شهور عن توحيد الجهود لمواجهة هذا الاحتلال؟ واين هي هذه الفصائل التي اعلنت عن تبنيها المقاومة الشعبية فيما يستفرد الاحتلال بكل منطقة على حدة دون ان نرى تحركا شعبيا تقوده او تشارك فيه هذه الفصائل؟.

صحيح ان هناك جهود سياسية ودبلوماسية لتعرية الاحتلال وصحيح ان هناك مشاركة محدودة من بعض الفصائل في بعض بؤر المواجهة، وصحيح ان الفضائيات ووسائل الاعلام تمتلئ ببيانات الشجب والاستنكار، الا ان كل ذلك لا يرتقي الى الرد الجدي والحقيقي المطلوب من هذه الفصائل على ما يتعرض له اهلنا يوميا من تنكيل وحملات تعسفية وجرائم للمستعمرين في الاراضي المحتلة.

في المحصلة، حان الوقت كي يقف الكل الوطني وقفة جادة وحقيقية وحشد هذه الجماهير الصابرة المناضلة بجهد موحد ومنظم تقوده كافة فصائل العمل الوطني التي ترفع شعار فلسطين وشعارات الحرية والتحرير. حان الوقت لوحدة الصف والجهد في مواجهة التحديات الرئيسية الماثلة امام شعبنا وقضيته.