استشهدت المواطنة نها محمد قطامش 40 عاما اختناقاً بالغاز المسيل للدموع الذي ألقاه جنود الاحتلال قرب منزلها في مخيم عايدة شمال بيت لحم .
وافاد سمير عطا ناشط باللجان الشعبية بالمخيم في حديث ان المواطنة قطامش تعاني من ازمة في الجهاز التنفسي واستشهدت نتيجة استمرار القاء جنود الاحتلال قنابل الغاز في محيط منزلها والذي يشهد مواجهات مستمرة مع الاحتلال منذ ايام.
واضاف عطا ان قوات الاحتلال تستهدف المنطقة التي تسكن بها الشهيدة بعشرات قنابل الغاز، ما ادى لاصابتها بالاختناق الشديد.
هذا و تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلي استهدافها لمخيم عايدة منذ شهرين تقريبا حيث تتعمد اقتحامه واستهداف اهالي المخيم واستفزاز المواطنين خصوصا الفتية والشبان الصغار الذين لا يكاد يمر يوم دون اصابة واحد او اثنين منهم اما بالرصاص الحي او المعدني اما حالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع فحدث ولا حرج.
ومنذ اكثر من شهرين تتعمد قوات الاحتلال الاسرائيلي اقتحام المخيم عند ساعات الظهر اي في فترة خروج طلبة المدارس وتقوم باطلاق قنابل الغاز والصوت باتجاه المنازل فلا تكاد تمر عدة دقائق من اقتحام المخيم حتى تبدا حالة مواجهة تستمر حتى ساعات المساء ومن ثم تنسحب قوات الاحتلال لتعود بعد منتصف الليل لتعتقل ليلا تقريبا شبانا فلسطينين من المخيم ومحيطه.
اهالي المخيم عبروا عن استياءهم الكبير من حجم الاستهداف الاسرائيلي لهم ولابناءهم مطالبين مختلف الجهات العمل على وقف هذه الجرائم الاسرائيلية المتواصلة بحق المخيم وسكانه خصوصا وان سلطات الاحتلال بدات منذ اسبوع باستخدام ادوات تعذيب وعقاب جماعي لسكان المخيم والتي تتمثل بضخ كميات كبيرة من المياه العادمة ذات الرائحة الكريهة جدا جدا والتي تستمر في الشوارع والمنازل التي تصيبها لاكثر من اسبوع حيث تعمدت قوات الاحتلال رش العشرات من المنازل وسط المخيم وعلى اطرافه الغربية بهذه المياه في محاولة منها لتعذيب المواطنين .
اخر تقليعات وفنون التعذيب التي تنتهجها قوات الاحتلال بالمخيم هو جلب الة صغيرة بحجم ماتور الكهرباء الصغير لكنها تصدر صوت صفير مزعج للغاية حيث وضعها جنود الاحتلال امام المسجد و وجهوها باتجاه وسط المخيم حيث استمرت باصدار هذه الاصوات لساعات مما تسبب بحالة ازعاج كبيرة للمواطنين.
وقامت قوات الاحتلال بعد ظهر اليوم الاثنين برش منزل الشيخ داوود الخطيب بالمياه العادمة كما رشت منزل ابو صالح رمضان وتعمد اغراقه بهذه المياه بشكل مقصود كما يقول احد ابناء العائلة مشيرا الى انه لن يستطيع البقاء في المنزل لان رائحته اصبحت لا تطاق ولا يمكن للكبار او الصغار البقاء فيه .
كما تقوم قوات الاحتلال بتعمد اطلاق عشرات قنابل الغاز باتجاه المنازل مما ادى في اكثر من مرة لاصابة عدد من الاطفال الصغار لحالات اختناق كانت قد تؤدي الى استشهاد هؤلاء الاطفال لولا لطف الله .
منظمات دولية ومؤسسات حقوقية قانونية زارت المخيم في الايام الاخيرة وصفت حال المخيم بتعرضه لكارثة انسانية جراء استهداف جنود الاحتلال لابناء المخيم بهذه الطريقة حيث قال حقوقيون دوليين ان الاوضاع في المخيم اصبحت اوضاع لا تحتمل وانه بالامكان الاعلان عن المخيم كمنطقة منكوبة جراء سياسات الاحتلال لاستهداف المدنيين.
مصادر محلية في المخيم قالت ان جنود الاحتلال يجرون تدريبات على احداث المخيم حيث يتعمد جنود الاحتلال مطاردة الفتية والاطفال ثم الانسحاب والعودة مجددا كما يتم تغيير مجموعات الجنود بين وقت واخر وشوهد العديد من الضباط الذين يجرون تدريبات لجنود الاحتلال على كيفية التعامل مع الاحداث الى جانب تعليمهم كيفية اطلاق قنابل الغاز والصوت والتمركز بين ازقة واسطح المخيم.
واشارت الجهات المحلية الى انها تطالب الهيئات الدولية ومنظمات حقوق الانسان الانتباه الكافي لاوضاع المخيم المتدهورة حيث يعاني السكان ظروفا حياتية غاية في القهر والاضطهاد مما اثر على نفسيات الاطفال وحياتهم جراء الغازات السامة وقنابل الغاز والمياه العادمة المخلوطة من مواد كيماوية لتسميم الاجواء مشيرين الى ان قوات الاحتلال حولت وتحول المخيم في كل يوم الى ساحة حرب جراء ممارساتها هذه .
كما طالبت المؤسسات الحقوقية والجهات المحلية بالمخيم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين الانروا وهيئة الامم المتحدة بمختلف اقسامها الى العمل على حماية السكان كما وجهوا رسائل الى قيادة السلطة الوطنية الفلسطينية بضرورة العمل على تخليص المخيم من اعتداءات الاحتلال الاسرائيلي المتواصلة والمتكررة يوميا .
واكدت هذه الجهات في المخيم انها ستبدا برفع شكاوي على اسرائيل لدى جهات دولية ومؤسسات حقوقية عالمية ومنظمات الامم المتحدة من اجل اجبار اسرائيل على وقف جرائمها هذه الى جانب وقف تدريباتها العنصرية لقواتها في داخل المخيم.
pnn