أكّد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الثلاثاء، أنّ المملكة تطمح لأن تقيم علاقات “مميزة” مع إيران، في تصريحات تأتي بعدما أعلنت مصادر عن لقاء في بغداد بين وفدين من الخصمين اللدودين.
والعلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين الجمهورية الاسلامية والمملكة منذ 2016، وهما تتبادلان باستمرار التهم بزعزعة استقرار الشرق الأوسط.
وقال ولي العهد في مقابلة مع قناة “السعودية”، “في الأخير إيران دولة جارة وكل ما نطمح أن يكون لدينا علاقة طيبة ومميزة مع ايران”.
وأضاف “لا نريد أن يكون وضع ايران صعبا، بالعكس، نريد لايران أن تنمو وأن يكون لدينا مصالح فيها ولديها مصالح في المملكة العربية السعودية لدفع المنطقة والعالم للنمو والازدهار”.
وتابع “إشكاليتنا هي في التصرفات السلبية التي تقوم بها ايران سواء من برنامجها النووي او دعمها لميليشيات خارجية عن القانون في بعض دول المنطقة او برنامج صواريخها البالستية”.
ولم يتطرق المسؤول السعودي إلى اللقاء مع إيران في بغداد، لكنّه قال إن بلاده تعمل “مع شركائنا في المنطقة والعالم لايجاد حلول لهذه الاشكاليات ونتمنى ان نتجاوزها وأن تكون علاقة طيبة وايجابية للجميع”.
وتتناقض تصريحات ولي العهد مع تصريحات سابقة هاجم فيها إيران وبينها مقابلة قال فيها “كيف يمكن أن اتفاهم مع شخص أو نظام (…) قائم على ايديولوجية متطرفة”، مضيفا “سوف نعمل لكي تكون المعركة لديهم في إيران”.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، قال مصدر حكومي عراقي وآخر دبلوماسي غربي لوكالة فرانس برس إن لقاء جمع مطلع نيسان/أبريل ببغداد وفدين رفيعي المستوى من السعودية وإيران.
وبقيت هذه المناقشات سرية إلى أن كشفت عنها صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية.
وفيما نفت الرياض ذلك عبر صحافتها الرسمية، لم تعلق طهران على الأمر واكتفت بالتأكيد أن الحوار مع السعودية كان “دائما موضع ترحيب”.
وتدعم كل من المملكة العربية السعودية وهي حليفة لواشنطن، وطهران التي تعادي الولايات المتحدة، أطرافاً متعارضة في النزاعات الرئيسية في الشرق الأوسط، خصوصا في اليمن وسوريا والعراق.
وتتهم السعودية إيران بشكل خاص بدعم المتمردين اليمنيين الذين يهاجمون المملكة بطائرات مسيّرة وصواريخ باليستية ردا على قيادتها لتحالف عسكري ضدهم في البلد المجاور الغارق في الحرب.
وفي هذا السياق، دعا الأمير محمد المتمردين إلى الجلوس على طاولة المفاوضات “للوصول الى حلول تكفل حقوق الجميع في اليمن وتضمن ايضا مصالح دول المنطقة”.
وأضاف “العرض المقدم من السعودية هو وقف اطلاق النار والدعم الاقتصادي وكل ما يريدونه مقابل وقف اطلاق النار من قبل الحوثي والجلوس على طاولة المفاوضات”.
وتابع “لا شك ان الحوثي له علاقة قوية بالنظام الايراني لكن ايضا الحوثي في الاخير يمني ولديه نزعة العروبية واليمنية الذي اتمنى أن تحيا فيه بشكل أكبر ليراعي مصالحه ومصالح وطنه قبل أي شيء آخر”.