أكد أن بنوده «تتفق تماماً» مع مصالح أوكرانيا
عبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن ارتياحه للاتفاق الموقع مع روسيا أمس (الجمعة)، بما يسمح بتصدير ملايين الأطنان من الحبوب من موانئ بلاده على البحر الأسود.
وقال في كلمة عبر الفيديو مساء أمس (الجمعة) إن النقاط الفردية للوثيقة الموقعة في إسطنبول «تتفق تماماً مع مصالح أوكرانيا».
وأكد زيلينسكي: «لا نستطيع الآن فحسب استئناف عمل موانئنا بالبحر الأسود، بل وتوفير الحماية الضرورية لها أيضاً»، مضيفاً أن أوكرانيا يمكنها الآن البدء في تصدير نحو 20 مليون طن من الحبوب من محصول العام الماضي.
وقّعت أوكرانيا وروسيا أمس (الجمعة) في إسطنبول اتفاقاً مع تركيا والأمم المتحدة بشأن تصدير الحبوب الأوكرانية العالقة في موانئ البحر الأسود، في مواجهة مخاطر المجاعة التي تهدد عدداً كبيراً من دول العالم، بينما تَواصَل القصف في شرق أوكرانيا وجنوبها.
ووقّع طرفا النزاع بالأحرف الأولى نصّين متطابقين لكن منفصلين، بناء على طلب الأوكرانيين الذين رفضوا توقيع أي مستند مع الروس.
وجرى توقيع هذا الاتفاق المهمّ الذي تمّ التفاوض بشأنه بصعوبة برعاية الأمم المتحدة وأنقرة، في قصر دولما بهجة في إسطنبول، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
ورأى زيلينسكي الجمعة أن الأمم المتحدة مسؤولة عن احترام الاتفاق حول تصدير الحبوب الأوكرانية. وقال في كلمته المصورة اليومية: «الجميع يعلم أن روسيا يمكن أن تمارس استفزازات وتحاول تشويه صدقية الجهود الأوكرانية والدولية. لكننا نثق بالأمم المتحدة. مسؤوليتهم الآن أن يضمنوا احترام الاتفاق».
بُعيد التوقيع، أعلن وزير الخارجية الأوكراني ديمتري كوليبا أن بلاده تثق بالأمم المتحدة وليس بروسيا، بينما أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن الظروف متوفرة لتنفيذ الاتفاق «في الأيام المقبلة».
شكر غوتيريش من جانبه، روسيا وأوكرانيا اللتين «تجاوزتا انقساماتهما لإفساح المجال لمبادرة في خدمة الجميع»، مضيفاً أن هذا الاتفاق «غير المسبوق» ينبغي الآن أن «يُطبّق بالكامل».
ودعت الولايات المتحدة الجمعة روسيا إلى تنفيذ «سريع» للاتفاق حول تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي: «ننتظر أن يبدأ تنفيذ اتفاق اليوم سريعاً للحيلولة دون غرق الأشخاص الأكثر هشاشة في العالم، في انعدام أمن وسوء تغذية أكبر».
وكتب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من جهته على «تويتر» أن «اتفاق إسطنبول خطوة في الاتجاه السليم. ندعو إلى تنفيذه سريعاً».
واعتبرت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس أنه «للسماح بعودة مستدامة للأمن في العالم والاستقرار الاقتصادي، ينبغي على (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين وضع حد للحرب والانسحاب من أوكرانيا».
وكانت الولايات المتحدة رحّبت الخميس بالتقدم المحرز في إسطنبول، مندّدة باستخدام روسيا «المواد الغذائية سلاحاً».
وأبرز بند ينصّ عليه الاتفاق هو إقامة «ممرات آمنة» من شأنها السماح بعبور السفن التجارية في البحر الأسود، وقد تعهدت موسكو وكييف «عدم مهاجمتها»، وفق قول مسؤول أممي.
سيكون الاتفاق صالحاً لمدة «120 يوماً»، أي أربعة أشهر، وهي المدة اللازمة لإخراج نحو 25 مليون طن من الحبوب المكدّسة في الصوامع الأوكرانية في حين يقترب موعد موسم حصاد جديد.
وستُجرى في إسطنبول عمليات تفتيش للسفن المغادرة والمتجهة إلى أوكرانيا، بهدف تبديد مخاوف روسيا التي تريد ضمانات بأن سفن الشحن لن تجلب أسلحة إلى الأوكرانيين.
قبل ساعات من توقيعه، اعتبر الكرملين أن هذا الاتفاق «مهمّ جداً».
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن «الأمر يتعلق بكمية قليلة نسبياً من الحبوب الأوكرانية، لكن من المهم جداً أن تصل هذه الحبوب إلى الأسواق الدولية».
واعتبر أيضاً أنه ينبغي «السماح للأسواق بتلقي كميات إضافية من الأسمدة والحبوب» الروسية التي تعرقل العقوبات الغربية تصديرها.
وقال الناطق باسم الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو لوكالة الصحافة الفرنسية مساء الخميس إن «الوفد الأوكراني لن يدعم سوى الحلول التي تضمن أمن المناطق الجنوبية من أوكرانيا، وموقفاً قوياً للقوات المسلحة الأوكرانية في البحر الأسود والتصدير الآمن للمنتجات الزراعية الأوكرانية».
لكن في الجنوب الأوكراني، لا يزال المزارعون يشككون. واعتبر ميكولا زافيروخا وهو مزارع في المنطقة ينتظر إمكان تصدير نحو 13 ألف طنّ من الحبوب، أن اتفاق إسطنبول «يعطي قليلاً من الأمل»، لكنه أضاف أنه «لا يمكن الوثوق بروسيا، هذا ما أثبتته سنة بعد سنة».