يستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء في البيت الأبيض نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي لم يغادر بلاده منذ الغزو الروسي في 24 شباط/فبراير قبل أن يلقي كلمة أمام الكونغرس الأميركي في زيارة تعد تاريخية.
وأعلنت الناطقة الرئاسية الأميركية كارين جان-بيار في بيان أن هذه الزيارة تؤكد أن الولايات المتحدة ستدعم أوكرانيا “طالما اقتضت الضرورة”.
وتعتبر هذه الزيارة التي سيعلن خلالها عن مساعدة أميركية جديدة لاوكرانيا وصفت بأنها “كبيرة” تشمل خصوصا نظام باتريوت للدفاعات الجوية المتطورة، تحديا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتدخل الحرب الأربعاء يومها ال300، وقد دعا الرئيس الروسي الى اجتماع عسكري كبير.
يريد بوتين الذي أقر الثلاثاء بان الوضع “صعب جدا” في المناطق الأربع في جنوب وشرق أوكرانيا التي اعلنت روسيا ضمها، استخلاص العبر من السنة المنصرمة وتحديد أهداف جيشه للعام 2023.
في الأول أيلول/سبتمبر 2021، استقبل الرئيس جو بايدن في المكتب البيضوي زيلينسكي ووعده بدعمه في مواجهة روسيا.
الأربعاء سيلتقي الرجلان في المكان نفسه لكن في اجتماع يأخذ بعدا تاريخيا مختلفا كونه أول لقاء حضوري منذ اجتاحت روسيا أوكرانيا ما جعل زيلينسكي قائد الحرب المعروف في كل أنحاء العالم وجو بايدن القائد الأعلى للرد الغربي على روسيا.
خلال هذه الزيارة التي تحيط بها اجراءات أمنية مشددة جدا ولن تستغرق سوى “ساعات قصيرة”، سيعقد الرئيس الأوكراني أولا اجتماعا مع الرئيس الأميركي وأجهزته في البيت الأبيض، قبل عقد مؤتمر صحافي كما أوضح مسؤول أميركي كبير خلال لقاء مع الصحافيين.
بحسب هذا المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، فان الرئيس الأميركي سيكشف في هذه المناسبة عن حزمة جديد ةمن المساعدة “بقيمة ملياري دولار” لأوكرانيا تشمل نظام صواريخ أرض-جو باتريوت.
ولا بد أن يستدعي الإعلان عن إرسال هذه التكنولوجيا العسكرية الأميركية المهمة التي تطالب بها كييف منذ فترة طويلة، ردة فعل من روسيا.
ثم يلقي الرئيس الأوكراني كلمة أمام الكونغرس بمجلسيه النواب والشيوخ.
يستعد البرلمانيون الأميركيون للتصويت على حزمة جديدة من المساعدات لأوكرانيا بقيمة حوالى 45 مليار دولار.
سيستمعون الى خطاب زيلينسكي فيما سيتغير الكونغرس جزئيا لينقلب الى ضفة المعارضة الجمهورية في كانون الثاني/يناير ما يثير بعض التساؤلات حول السياسة المستقبلية للولايات المتحدة بشأن أوكرانيا.
وأشار المسؤول الأميركي الكبير إلى أنه تم الاتفاق في 11 كانون الأول/ديسمبر على الزيارة خلال اتصال بين الرئيسين ثم تأكدت الاحد.
خلال زيارة الى الجبهة الثلاثاء، في مدينة باخموت (شرق) أعطى الرئيس الأوكراني إشارة عند تسلمه العلم من المقاتلين قائلا “سنعطيه للكونغرس الأميركي، للرئيس الأميركي. نحن ممتنون لدعمهم لكن هذا ليس كافيا”.
الولايات المتحدة هي المانح الأكبر لكييف بفارق كبير، وقدمت بحسب تقديرات الخبراء حوالى 50 مليار دولار من المساعدات لأوكرانيا بينها 20 مليارا كأسلحة ومساعدة عسكرية.
يأتي ذلك فيما أعلن الكرملين أنّ الرئيس الروسي “سيعقد اجتماعاً موسّعاً لوزارة الدفاع (…) سيتمّ خلاله عرض نتائج أنشطة القوات المسلّحة الروسية في العام 2022 وسيتم تحديد المهمّات للعام المقبل”.
سيضم الاجتماع حوالى 15 ألف مسؤول عسكري وسيعرض وزير الدفاع سيرغي شويغو خصوصا “وضع تقدم العملية العسكرية الخاصة”.
بعد سلسلة نكسات عسكرية روسية في شمال شرق أوكرانيا وجنوبها، تتركز المعارك حاليا في الشرق.
تقصف روسيا بشكل مكثف أيضا منذ تشرين الاول/اكتوبر البنى التحتية الاوكرانية ما يتسبب بانقطاع الكهرباء والمياه.
وقال المسؤول في البيت الابيض إن تسليم أنظمة باتريوت هدفه الرد على “هذه الهجمات الهمجية”.
لكنه أوضح أنه يجب تدريب الجيش الأوكراني على تشغيل هذا النظام المتطور وهو ما سيحصل “في بلد آخر” و”سيستغرق وقتا”.