تواصل دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) الأربعاء في بروكسل مفاوضاتها لتسريع تسليم الأسلحة والذخائر لأوكرانيا التي تطالب بالحصول على مقاتلات من أجل مقاومة الغزو الروسي بشكل أفضل.
الثلاثاء، قال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ قبل اجتماع لـ”مجموعة رامشتاين” الذي يستمر يومين إنّ “تزويد الأوكرانيين بالأسلحة التي وُعدوا بها للحفاظ على قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم يشكّل أولوية”.
وتُتّخذ كل القرارات الخاصة بتوريد الأسلحة إلى أوكرانيا ضمن هذه المجموعة التي شكّلتها وترأسها الولايات المتحدة وتشارك فيها حوالى خمسين دولة. وتعقد معظم اجتماعاتها في القاعدة الأميركية في رامشتاين بألمانيا.
والأربعاء، يستمرّ الاجتماع الذي بدأ الثلاثاء في بروكسل.
وكتب وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف على فيسبوك مساء الثلاثاء “برنامج الغد مزدحم بنفس القدر. سنخصص المزيد من الوقت للدبابات”.
وأكّد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن “سنوفر للأوكرانيين وسائل تمكّنهم من الصمود والتقدم خلال الهجوم المضاد في الربيع”. وفيما تحدّث عن المدفعية ومنظومات الدفاع المضاد للطائرات والدبابات، لم يذكر المسؤول الأميركي المقاتلات في شحنات الأسلحة المقبلة.
أكد ستولتنبرغ من جهته أنّ “المقاتلات ليست القضية الأكثر إلحاحاً، لكن النقاش جار” بشأنها.
في بروكسل، أصر وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف بطريقته الخاصة على هذا الطلب من خلال الإشارة أمام الكاميرات إلى منديل يوضع في الجيب رسمت عليه طائرة مقاتلة.
وقال أحد المشاركين في الاجتماع “يبدو واثقا من نفسه، لكنّ الأوكرانيين يعلمون تماما أنهم لن يحصلوا على مقاتلات قبل سنة”.
وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس على هذا الصعيد إنّ “الكلّ يدرك أنّ مسألتَي الدفاع الجوي وإعادة تزويد (أوكرانيا) الذخيرة أكثر أهمية في الوقت الحالي من مناقشة إرسال مقاتلات”.
وأعلن بيستوريوس أنّ الصناعة الألمانية ستعيد إطلاق خط إنتاج ذخيرة لدبابات الدفاع المضادة للطائرات من طراز غيبارد.
وأشار إلى أنه “جرى توقيع العقود مع الشركات المصنعة وسنستأنف فورا إنتاجنا في راينميتل ذخيرة غيبارد”.
وعقب الاجتماع، أعلنت دول عدة مساهمات من بينها تقديم فرنسا وإيطاليا منظومة الدفاع الجوي مامبا (سام-تي) المماثلة لمنظومة باتريوت بقيمة 500 مليون يورو.
كذلك، ستنتج فرنسا قذائف عيارها 155 مليمترا بالتعاون مع أستراليا، وستسلّم دبابات “اي ام اكس-10” الموعودة لأوكرانيا في الأيام المقبلة.
قال ستولتنبرغ “إنها حرب استنزاف ومعركة لوجستية”، معتبرًا أن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين لا يستعدّ للسلام بل يستعد لهجوم جديد وهجمات جديدة”.
وحذّر من أنّ “المعدّل الحالي لاستخدام أوكرانيا للذخيرة أعلى بكثير من معدّل إنتاجنا”. وأضاف “هذا يستنزف مخزوننا ويضع صناعاتنا الدفاعية تحت الضغط”، داعياً إلى زيادة معدّلات الإنتاج من جهة والاستثمار في الطاقات الإنتاجية من جهة أخرى.
ومساء الثلاثاء، شدّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على ضرورة إيصال إمدادات الأسلحة إلى بلاده سريعا، مع اشتداد الضغوط العسكرية الروسية في شرق أوكرانيا.
وقال زيلينسكي إنّ “أوكرانيا وشركاءها يبذلون معا كل الجهود لإلحاق الهزيمة بالدولة الإرهابية، ولكي يحدث ذلك في أسرع وقت”، مشيرا إلى اتفاقات تشمل “مزيدا من منظومات الدفاع الجوي ومزيدا من الدبابات والمدافع والقذائف”.
هذه المطالب الأوكرانية المتكررة باتت أكثر إلحاحا مع تحقيق القوات الروسية مكاسب ميدانية في شرق أوكرانيا وخصوصا شمال باخموت، محور الاشتباكات منذ أشهر عدة.
والثلاثاء رصد مراسلو وكالة فرانس برس معارك عنيفة في محيط هذه المدينة.
وقال رئيس مجموعة فاغنر المسلّحة يفغيني بريغوجين الثلاثاء “لن يتم الاستيلاء على باخموت غدا لأن هناك مقاومة قوية، وقصفا مستمرا”.
وفي مداخلته المسائية اليومية عبر الفيديو، قال الرئيس الأوكراني إن “الوضع على خط الجبهة، خصوصا في منطقتي دونيتسك ولوغانسك، لا يزال صعبا للغاية. إنها حرفيا معركة على كل متر من الأراضي الأوكرانية”.