وصل أكثر من 250 من عناصر الإطفاء مكافحة حريق كبير الأحد في جزيرة رودوس السياحية تسبّب بـ “أكبر عملية إجلاء شهدتها اليونان على الإطلاق”، وشملت نحو 30 ألف شخص، على خلفية موجة حر أدّت إلى تأجيج الحرائق.
وانتظر مئات السياح الأحد في مطار رودوس الدولي الواقع في شمال غرب الجزيرة بحثاً عن رحلة للعودة، بينما علّقت شركات طيران عدة رحلاتها إلى الجزيرة.
منذ بداية الصيف، طال ارتفاع درجات الحرارة عشرات الملايين من الأشخاص حول العالم. وقد يُعتبر شهر تموز/يوليو الحالي أكثر الأشهر سخونة على وجه الأرض، وفقًا لخبراء، على خلفية الاحترار المناخي.
واستمر الحريق الأحد لليوم السادس على التوالي في جنوب شرق الجزيرة.
وحذر المتحدث باسم عناصر الإطفاء فاسيليس فاتراكوغيانيس، خلال مؤتمر صحافي في نهاية اليوم، من أنّ “الظروف (الجوية) تبقى قاسية (…)”، بينما سجّلت الحرارة 46 درجة مئوية في جنوب غرب البلاد.
وأضاف أنّ “جميع قوات الحماية المدنية لا تزال في حالة تأهّب قصوى”.
وتابع المتحدث “اليوم (الأحد) اندلع 64 حريقاً جديداً” في جميع أنحاء البلاد.
في جزيرة إيفيا الواقعة على بعد مئة كيلومتر فقط من أثينا والتي اجتاحتها حرائق مدمّرة خلال صيف العام 2021، كان لا بدّ من إخلاء الكثير من المناطق السكنية بسبب الحرائق.
وأوضح المتحدث أنّ الحريق الذي حُشد أكبر عدد من عناصر الإطفاء من أجل اخماده، ما زال حريق جزيرة رودوس.
وتُعد جزيرة رودوس التي تضم أكثر من 100 ألف نسمة إحدى أكثر الوجهات السياحية شعبية في اليونان، حيث يقصدها سياح من بريطانيا وألمانيا وفرنسا خصوصا.
وعملت في المنطقة عشر طائرات “كانادير” و8 مروحيات، ونحو 50 سيارة إطفاء لمكافحة الحريق الذي ما زالت رياح قوية تصل سرعتها إلى 50 كيلومترا في الساعة تؤججه على الجزيرة.
ورداً على سؤال لوكالة فرانس برس، تعذر على متحدث باسم فرق الإطفاء تحديد ما إذا كان الحريق ازداد تمدّداً خلال النهار في رودوس.
وقالت المتحدثة باسم إدارة الإطفاء كونستانتيا ديموغليدو “إنها أكبر عملية إجلاء شهدتها اليونان على الإطلاق”، واستمرت خلال ليل السبت الأحد.
وأجلي نحو 30 ألف شخص من منازلهم أو من الفنادق بينهم 19 ألف شخص تقريبا من باب الاحتياط، ونقل 16 ألفاً برا وثلاثة آلاف بحرا.
وأخليت 12 بلدة من بينها ليندوس، إحدى القبلات السياحية الرئيسية في الجزيرة.
وخلال الليل، تمدّد الحريق إلى قرية لايرما وإلى بلدتي كيوتاري وجينادي لاردوس الساحليتين.
وقال الألماني بول ف. (23 عاماً)، لصحيفة بيلد اليومية إنه “نجا من الحريق” مع صديقته لارا “في اللحظة الأخيرة” السبت.
وأكد أنهما بعدما ناما على الشاطئ استيقظا ليكتشفا أن الشاطئ وحوض السباحة في الفندق باتا خاليين من الناس. وقال إنهما فرا باتجاه الفندق حيث حزما أمتعتهما وانتظرا المساعدة عند مكتب الاستقبال، ووُزعت عليهما مناشف مبللة لحمايتهما من الدخان.
وأضاف “كان الجمر يتطاير فوق رؤوسنا من دون وصول أي مساعدة. شعرت وكأنني كنت بمفردي، وكان الجو حارًا جداً والدخان كثيف لدرجة أننا ما كنا لنتحمّل البقاء هناك لعشر دقائق إضافية”.
وأضاف “أصيب البعض بالهلع وحاولوا إيجاد قوارب للفرار”، لكن الحافلات وصلت في النهاية.
وانتظر مئات السياح الأحد في مطار رودوس الدولي الواقع في شمال غرب الجزيرة رحلات العودة.
وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس بعضهم مستلقيًا في صالة المغادرة أو حتى نائمًا على الأرض بين الأمتعة، بينما تجمّع آخرون أمام لوحة عرض الرحلات.
وعلقت كل من شركة “توي” العملاقة للسفر، وشركة “جيت2” البريطانية كل رحلاتهما المتجهة إلى الجزيرة اليونانية. ولن ينقلا أي سياح جدد إلى الجزيرة، لكنهما سيرسلان طائرات فارغة إلى هناك للمساعدة في إجلاء آلاف السياح. كذلك، أعلنت شركة الطيران الهولندية “كوريندون” إيقاف رحلاتها إلى رودوس، بحسب وسائل إعلام محلية.
وفاقت الحرارة في اليونان الأحد 40 درجة مئوية في أماكن عدة. وفي وسط البلاد وفي شبه جزيرة بيلوبونيز بلغت الحرارة 45 إلى 46,4 درجة مئوية في فترة ما بعد الظهر، وفقًا لمرصد أثينا الوطني.
وفقاً لمصلحة الأرصاد الجوية الوطنية، من المتوقّع أن تظل درجات الحرارة فوق 40 درجة مئوية مع توقّع 41 إلى 42 درجة مئوية في بيلوبونيز وفي وسط البلاد الاثنين.
ومن المتوقع أن تبدأ موجة حر جديدة الثلاثاء وتستمر حتى الجمعة على الأقل، وفقًا لخبراء الأرصاد الجوية.