الصين: الاعتراض على وقف إطلاق النار في غزة لا يختلف عن إعطاء رخصة للقتل

21 فبراير 2024آخر تحديث :
الصين: الاعتراض على وقف إطلاق النار في غزة لا يختلف عن إعطاء رخصة للقتل

في أعقاب استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي كان قد طالب بوقف إطلاق نار فوري إنساني في غزة، قال مبعوث صيني إن الاعتراض على وقف إطلاق النار في غزة لا يختلف عن إعطاء الضوء الأخضر لاستمرار المذبحة.


وحصل مشروع القرار على 13 صوتا مؤيدا من بين أعضاء المجلس الـ15. وامتنعت بريطانيا عن التصويت.


وقال تشانغ جيون، مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، إن الصين تعرب عن خيبة أملها الشديدة وعدم رضاها عن “الفيتو” الأمريكي.


وأوضح في تعليل للتصويت بعد التصويت أن الجزائر، بالنيابة عن مجموعة الدول العربية، قدمت مشروع القرار الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، والإفراج الفوري عن جميع الرهائن، وضمان وصول الإمدادات الإنسانية، ورفض التهجير القسري، مضيفا أن مثل هذا القرار، الذي يستند إلى الحد الأدنى من المتطلبات الإنسانية، مطلوب بشكل عاجل بسبب الوضع على الأرض ويستحق دعم جميع أعضاء مجلس الأمن.


وذكر أن الجزائر، التي أظهرت الرجاحة والإخلاص والموقف المنفتح، أجرت مشاورات مطولة ومستفيضة مع جميع الأطراف بشأن مشروع القرار وأخذت في الاعتبار العديد من الأفكار البناءة، ما جعل مشروع القرار أكثر توازنا، مضيفا أن “نتيجة تصويت اليوم تظهر بوضوح أنه فيما يتعلق بمسألة وقف إطلاق النار لوقف القتال في غزة، ليس الأمر أن مجلس الأمن ليس لديه إجماع ساحق في الآراء، بل إن ممارسة حق النقض من قبل الولايات المتحدة هي التي تضيق الخناق على توافق آراء المجلس”.


وأشار تشانغ إلى أن “الفيتو” الأمريكي يبعث برسالة خاطئة، مما يدفع الوضع في غزة إلى وضع أكثر خطورة.


وأفاد أن ادعاء الولايات المتحدة بأن القرار من شأنه أن يتعارض مع الجهود الدبلوماسية الجارية أمر لا يمكن الدفاع عنه على الإطلاق، مبينا أنه بالنظر إلى الوضع على الأرض، فإن التجنب السلبي المستمر لوقف فوري لإطلاق النار لا يختلف عن إعطاء الضوء الأخضر لاستمرار المذبحة.


وأشار تشانغ إلى أنه مع استخدام حق النقض ضد مشروع القرار، فإن تداعيات الصراع تزعزع استقرار منطقة الشرق الأوسط بأسرها، مما يؤدي إلى زيادة مخاطر نشوب حرب أوسع نطاقا. ولا يمكن للعالم أن يمنع نيران الجحيم من اجتياح المنطقة بأسرها إلا بإطفاء حريق الحرب في غزة، موضحا أنه يتوجب على مجلس الأمن التحرك بسرعة لوقف هذه المذبحة.


وأكد أنه يجب على مجلس الأمن اتخاذ إجراءات للضغط من أجل وقف إطلاق النار، ولا ينبغي أن يكون هذا موضوعا للنقاش، بل يعتبر التزاما أخلاقيا لا يمكن للمجلس أن يتغاضى عنه. إنها مسؤولية قانونية يجب أن يضطلع بها المجلس. بل والأكثر من ذلك، فإن هذا مطلب سياسي يجب على المجلس الوفاء به وفقا لميثاق الأمم المتحدة.


وقال إن “حق النقض لا يمكن أن يكتم الدعوة القوية لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب. لا يمكن لمجلس الأمن أن يوقف عمله لدعم العدالة والوفاء بمسؤولياته لمجرد استخدام حق النقض”.


وأفاد تشانغ أن الصين تحث إسرائيل على الاستجابة لنداء المجتمع الدولي، والتخلي عن خططها لشن هجوم على مدينة رفح، ووقف العقاب الجماعي لشعب فلسطين، وتتوقع الصين من الدول ذات النفوذ الكبير أن يكون لديها حسابات سياسية أقل، بل أن تكون محايدة ومسؤولة حقا، وأن تتخذ الخيار الصحيح للدفع من أجل وقف إطلاق النار في غزة، مضيفا أن الصين تدعو المجتمع الدولي إلى حشد كل الجهود الدبلوماسية لمنح أهالي غزة فرصة للنجاة، ومنح شعوب منطقة الشرق الأوسط بأسرها فرصة ليحظوا بالسلام، ومنحها فرصة للحصول على العدالة.