واشنطن – NTV – تقول صحيفة “لوس انجيليس تايمز” الاميركية في عددها الصادر اليوم ان الفلسطينيين في تلك المنطقة اصبحوا منقطعين عن السلطة الفلسطينية ويقولون ان اسرائيل تحاول دفعهم للخروج من اراضيهم ومساكنهم بتدمير منازلهم وحجب الخدمات عنهم. وفيما يلي نص المقال:
يطالع الاطفال دروسهم في القرى الفلسطينية النائية في شمال غور الاردن على ضوء مصابيح الغاز، ولكن على عائلاتهم ان تشتري الماء من اماكن تبعد اميالا، فيما تصل اسلاك الطاقة الكهربائية وانابيب المياه الى المستوطنات الاسرائيلية مباشرة متخطية مساكنهم.
ويقول مزارع فلسطيني قرب نابلس تحيط مستوطنات اسرائيلية بمنزله ان المستوطنين لا يفتأون يقومون بتدمير محصوله، وفي احدى المرات بتسميم بقرته.
وهذه عينة من المشاكل المتزايدة التي يعاني منها عشرات الالاف من الفلسطينيين الذين يعيشون في جزء من الضفة الغربية الذي بقي تحت السيطرة الاسرائيلية التامة.
ورغم ان الجيش الاسرائيلي يحتل الضفة الغربية باكملها، فان كلا الجانبين كانا يتوقعان ان تسلم المنطقة “ج” الى السلطة الفلسطينية بنهاية التسعينات من القرن الماضي، الا انه بعد ان فشلت محادثات قيام الدولة الفلسطينية واعمال العنف التي صاحبت الاتتفاضة الفلسطينية، فان عملية التسليم لم تكتمل على الاطلاق.
وهذا الوضع ترك حوالي 150 ألف فلسطيني– تقول اسرائيل ان عددهم يبلغ 90 الفا فقط- يعيشون في غياهب النسيان في ظل المستوطنات اليهودية المتمددة.
وتُقطع عن سكان المنطقة “ج” الى حد كبير الخدمات والحقوق التي يحصل عليها اخوتهم الفلسطينيون الذين يعيشون تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، ويقولون ان اسرائيل تحاول بخطوات بطيئة دفعهم للخروج من اراضيهم بتهديم المساكن، ومنع الخدمات الاساسية، وتجميد النمو والاستيلاء على الاراضي لاستخدامها في التدريب على اطلاق النار والمراكز العسكرية الخارجية.
في الوقت نفسه فان عدد المستوطنين الاسرائيليين تضاعف ثلاث مرات منذ تحديد المنطقة “ج”. وقد اقر رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو اخيرا عددا قياسيا من العطاءات لاقامة مبان استيطانية جديدة، وقام بتقنين حوالي عشر عشوائيات كانت الحكومات الاسرائيلية السابقة قد اعتبرتها بانها غير قانونية وتعهدت بازالتها، حسب هيئة “السلام الان” المضادة للاستيطان.
ومع اعادة انتخاب نتنياهو، فان الكثير من الفلسطينيين في المنطقة “ج” يخشون من تصاعد الضغوط عليهم.
وقال مفاوض السلطة الفلسطينية أشرف الخطيب الذي يعتقد ان هناك في حكومة نتنياهو من يأمل في ضم المنطقة “ج” لتفاشي تفكيك المستوطنات واستغلال غور الاردن الخصب والمليء بالمياه حيث هناك بالفعل عدد كبير من مزارع النخيل والعنب التي يملكها اسرائيليون، انها “ارض لمن يتمكن من الاستيلاء عليها”.
وكان تقرير للاتحاد الاوروبي تسرب اخيرا قد استنتج ان السياسات الاسرائيلية في المنطقة “ج” تسببت في الاساءة الى “اسس” الوجود الفلسطيني، وخلال الاعوام الماضية، وصلت ال حد تدمير الخدمات الاساسية، وتشمل المياه والتعليم والمأوى.
وخلال زيارته الاخيرة الى المنطقة، اثار وزير الخارجية الاميركي جون كيري قضية تحويل جزء من اراضي المنطقة “ج” الى السلطة الفلسطينية.
لكن الاسرائيليين يرفضون اي جهود بحيث تصبح الحياة صعبة بالنسبة للفلسطينيين في المنطقة “ج”، وقالوا ان لديهم 328 مشروعا للبنية التحتية حصلت على الموافقة لصالح الفلسطينيين ليتم تنفيذها في العام 2011 الى منتصف العام 2012، تتعلق بترتيبات الكهرباء واربع عيادات طبية وتحديث ست مدارس.
وقال الناطق بلسان الخارجية الاسرائيلية يغال بالمور ان “اسرائيل توافق بانتظام على عشرات المشاريع الدولية لما فيه مصلحة السكان الفلسطينيين”.
وقال ان الوضع معقد، وذلك ناشئ عن ان اتفاقيات اوسلو تقضي بان تقوم السلطة الفلسطينية بتوفير بعض خدمات البنية التحتية والبرامج الشعبية في المنطقة “ج”. ويقول النقاد ان من الصعب حقا على اسرائيل الدفاع عن الفروقات الشاسعة في الخدمات والبنية التحتية المتعلقة بالفلسطينيين والاسرائيليين الذين يعيشون تحت سيطرتها. viagra online purcheses.
ويقول مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ان اكثر من 70 في المائة من القرى في المنطقة “ج” غير متصلة بشبكة المياه. وبسبب ذلك فان الفلسطينيين يستخدمون ما بين رُبع الى ثُلث المياه للشخص الواحد بالنسبة لما يستخدمه المستوطنون الاسرائيليون، حسب دراسات اجراها البنك الدولي وأمنستي انترناشونال.
ويقول عارف دراغمه، رئيس بلدية المالحة ورئيس المجلس الاقليمي الذي يمثل حوالي 3 آلاف فلسطيني يعيشون في شمال غور الاردن، ان “انابيب المياه للمستوطنين لا تبعد اكثر من خمسة اقدام عن منازلنا، الا انه لا يسمح لنا ان نحصل حتى على كوب ماء منها”.
ويقول ايضا ان عائلته عاشت في قرية المالحة لثلاثة اجيال، الا ان اسرائيل لا تسمح لهم ببناء منشآت دائمة، ما يجبر معظم السكان للعيش في خيام او مساكن مصنوعة من اللبن.