انطلقت “سفينة الخير” التركية القطرية، أمس الأربعاء، من ميناء مرسين التركي، وعلى متنها مساعدات إنسانية إلى الفلسطينيين في قطاع غزة.
وتحمل السفينة التي تم تجهيزها السفينة من قبل صندوق قطر للتنمية ومنظمات مجتمع مدني ووزارة الصحة التركية بالتنسيق مع رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية “آفاد”، 1900 طن من المساعدات الإنسانية.
وفي كلمة له خلال حفل وداع السفينة، قال نائب وزير الداخلية التركي منير قارال أوغلو، إن إسرائيل ارتكبت جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية من خلال هجماتها المستمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي.
وأوضح قارال أوغلو، أن التقرير الذي أعلن عنه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في 1 مايو/ أيار، يشير إلى مقتل 34 ألفًا و568 شخصًا في الهجمات المستمرة في غزة.
وأكد أن تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب “قضية فلسطين العادلة” في كافة المحافل الدولية، مبيناً أن الشعب التركي لن يستطيع البقاء مكتوف الأيدي حيال معاناة الشعب الفلسطيني.
وتابع: “تم تجهيز هذه السفينة بالتعاون بين تركيا وصندوق قطر للتنمية. ويوجد على هذه السفينة 1900 طن من مواد المساعدات. تم توفير 1400 طن من هذه المساعدات من قبل صندوق قطر للتنمية والباقي من قِبل تركيا”.
وأردف قارال أوغلو: “أملنا هو أن يتم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار بأسرع وقت، وأن يواصل إخواننا في غزة العيش بسلام في أرضهم ومسقط رأسهم. ونأمل أن تلبي المساعدات التي نرسلها احتياجاتهم وتكون بلسمًا لجراحهم”.
من جانبها قالت وزيرة الدولة للتعاون الدولي في وزارة الخارجية القطرية لولوة راشد الخاطر، إن المساعدات المقدمة لقطاع غزة تعد واجبا إنسانيا.
وفي إشارة إلى أحداث معبر رفح الحدودي، قالت الخاطر: “شهدت بلدية رفح اعتداءات وتدخلات وحشية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأيام القليلة الماضية”.
وتابعت “لقد سيطروا على المعبر الحدودي، وما زالوا يمنعون المرور منه. كما أنهم يقتلون الناس ويجبرونهم على الهجرة. هناك مأساة غير مسبوقة تجري في المنطقة”.
واعتبرت الخاطر، أن سفينة الخير التركية القطرية لغزة، مؤشر على الرؤية المشتركة بين البلدين.
واستطردت: “نحن، كدولة قطر، نقدر جميع الجهود التي تبذلها شقيقتنا تركيا. ونحن نتعاون معها في العديد من القضايا التي يمكن أن تفيد الملايين حول العالم”.
وأعربت الخاطر، عن فخرها “للغاية بالمستوى الذي وصلت إليه العلاقات الاستراتيجية المتطورة بين دولة قطر والجمهورية التركية”.
وأضافت: “القوة التي تغذي هذه العلاقات، ناتجة عن التعاون والتضامن المتبادل، والقواسم المشتركة بين شعبينا الشقيقين عديدة. إن تعاوننا مستمر فيما يتعلق بمصالحنا المشتركة واستقرار وأمن المنطقة”.
ومن المنتظر أن تصل سفينة الخير إلى ميناء العريش المصري الذي يعد أقرب منطقة إلى غزة، خلال يومين تقريباً.
وسيتم نقل المساعدات من السفينة إلى بوابة رفح الحدودية بواسطة الشاحنات.
وعقب عمليات التخليص الجمركي، سيتم تسليم المساعدات إلى الهلال الأحمر الفلسطيني ليتم توزيعها على المحتاجين في غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول تشن إسرائيل حربا على غزة، خلفت نحو 113 ألفا بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.