بلينكن يدعو للمزيد من التطبيع بين السعودية وإسرائيل

2 أكتوبر 2024آخر تحديث :
بلينكن يدعو للمزيد من التطبيع بين السعودية وإسرائيل

في مقال مطول له في مجلة “فورين أفيرز” المختصة بشؤون السياسة الأميركية، يسطر وزير الخارجية الأميركية ، آنتوني بلينكن، ملامح الإستراتيجية الأميركية للان وللمستقبل، متناولا كافة القضايا التي تهم الولايات المتحدة، من مواجهة روسيا والصين وكوريا الشمالية  وإيران، وآفاق الحروب الأميركية المتعددة والمتنقلة، وذاكرا في ما ذكر، “الشرق الأوسط” وحرب إسرائيل على غزة ولبنان، والدور الأميركي في هذه البانوراما، واضعا اللوم في كل “السلبيات” الدولية على “هذا المحور الإصطفافي”، ومحتفظا بالإيجابيات الحضارية، بشكل حصري للولايات المتحدة وحلفائها.

يقول عن الشرق الأوسط : “إن هذا الاصطفاف العالمي ، يتجلى بشكل أكثر كثافة في الشرق الأوسط. ففي الماضي كانت روسيا تدعم جهود مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتقييد طموحات إيران النووية؛ والآن تعمل على تمكين البرنامج النووي الإيراني وتسهيل أنشطته المزعزعة للاستقرار. كما انتقلت روسيا من كونها شريكًا وثيقًا لإسرائيل إلى تعزيز علاقاتها مع حماس بعد هجوم السابع من تشرين الأول”.

ويضيف “من جانبها، كانت إدارة بايدن تعمل بلا كلل مع الشركاء في الشرق الأوسط وخارجه لإنهاء الصراع والمعاناة في غزة، وإيجاد حل دبلوماسي يمكن الإسرائيليين واللبنانيين من العيش في أمان على جانبي الحدود، وإدارة مخاطر حرب إقليمية أوسع، والعمل نحو المزيد من التكامل والتطبيع في المنطقة، بما في ذلك بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.”

ويؤكد بلينكن أن “هذه الجهود مترابطة. فبدون إنهاء الحرب في غزة ومسار محدد زمنياً وموثوق به نحو الدولة التي تعالج تطلعات الفلسطينيين المشروعة واحتياجات إسرائيل الأمنية، لا يمكن للتطبيع أن يتقدم، ولكن إذا نجحت هذه الجهود، فإن التطبيع من شأنه أن يربط إسرائيل ببنية أمنية إقليمية، ويفتح الفرص الاقتصادية في جميع أنحاء المنطقة، ويعزل إيران ووكلائها”.

ومن وجهة نظر وزير الخارجية الأميركي ” لقد ظهرت بوادر هذا التكامل في التحالف بين الدول، بما في ذلك الدول العربية، التي ساعدت إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد هجوم مباشر غير مسبوق من إيران في نيسان الماضي. وقد أكدت زياراتي إلى المنطقة منذ السابع من تشرين الأول أن هناك طريقاً نحو المزيد من السلام والتكامل ــ إذا كان القادة هناك على استعداد لاتخاذ قرارات صعبة”.

ويذكر بلينكن أنه “رغم جهودنا المتواصلة، فإن العواقب الإنسانية المترتبة على الحرب في غزة لا تزال مدمرة. فقد قُتِل عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين في صراع لم يبدأوه ولا يمكنهم إيقافه. كما نزح سكان غزة بالكامل تقريباً، وتعاني الغالبية العظمى منهم من سوء التغذية. وما زال نحو مائة رهينة في غزة، إما قتلوا بالفعل أو ما زالوا محتجزين في ظروف وحشية من قِبَل حماس. وكل هذه المعاناة تزيد من إلحاح جهودنا الرامية إلى إنهاء الصراع، ومنع تكراره، وإرساء الأساس للسلام والأمن الدائمين في المنطقة”.