“هدايا” ترامب لإسرائيل مقابل وقف الحرب على غزة

14 يناير 2025آخر تحديث :
“هدايا” ترامب لإسرائيل مقابل وقف الحرب على غزة

وافقت الحكومة الإسرائيلية على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد أن قدم الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، الذي سيتولى المنصب الأسبوع المقبل، للحكومة الإسرائيلية ووزرائها عدة “هدايا”، هي عبارة عن مطالب إسرائيلية.

وتعهد ترامب لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، بأنه إذا وافقا على وقف إطلاق نار وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، فإنه سيدعم إسرائيل لاحقا إذا قررت استئناف الحرب على غزة وانتهاك وقف إطلاق النار، حسبما نقل محلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، رونين بيرغمان، اليوم، الثلاثاء، عن مصدر مطلع على التفاصيل.

وادعت مصادر إسرائيلية أخرى، حسب بيرغمان، أن “كل ما يحدث أمام الجمهور، وبضمن ذلك معارضة اليمين، هو جزء من مسرحية”.

ولفت بيرغمان إلى أن ترامب ومستشاريه أثبتوا في الماضي قدرتهم على تنفيذ أمور غير متوقعة، مثل “اتفاقيات أبراهام”، والآن صفقة التبادل ووقف الحرب، وليس من خلال اتفاقيات ذات نصوص ملائمة لجميع الأطراف، وإنما من خلال إنشاء “سبب جيد ومنافع شخصية” في مكان آخر.

وأضاف بما يتعلق بـ”اتفاقيات أبراهام”، اعترف ترامب بسيادة المغرب في الصحراء الغربية، ومنح الإمارات عقدا لتزويدها بالسلاح، وبضمن ذلك طائرات مقاتلة متطورة، بموافقة صامتة من جانب إسرائيل.

وتابع بيرغمان أنه من أجل أن تسمح السعودية بعبور رحلات جوية إسرائيلية في أجوائها، مارس ترامب ضغطا على نتنياهو كي يستأنف رخصة تشغيل برنامج التجسس “بيغاسوس”، وهو “أحد الأدوات المفضلة لدى حاكم السعودية وولي العهد محمد بن سلمان”.

وأشار إلى أن “’بيغاسوس’، برنامج التجسس الإسرائيلي الأكثر تطورا في العالم، كان حلقة الوصل بين معظم المشاركين في اتفاقيات أبراهام، وبضمنهم أوغندا، وكذلك الولايات المتحدة بشكل سري. وفي نهاية الأمر، يفترض بالصفقة الجاري نسجها الآن أن تؤدي دورا في اليوم التالي (للحرب على غزة) أيضا، وبضلوع السعوديين والإماراتيين”.

ويرجح الآن أن يتبنى ترامب مجددا هذه الوسائل، “وليس مستبعدا أن يسمح لإسرائيل و NSO(شركة التجسس الهجومي الإسرائيلية التي طورت “بيغاسوس” وتخضع لعقوبات أميركية) بالعودة إلى لعب دور مركزي في الدبلوماسية الدولية”، وفقا لبيرغمان.

وأضاف أن عددا من المصادر يفيدون بأن وزير المالية (بتسلئيل سموتريتش) سيحصل مقابل الصفقة مع غزة على موافقة أميركية لتنفيذ أعمال بناء استيطاني واسعة في الضفة الغربية، “مثلما تعهد مسؤولون كبار في إدارة ترامب المستقبلية”.

وتشمل “سلة هدايا” ترامب أيضا، وفقا لبيرغمان، إلغاء قائمة العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على المستوطنين الإرهابيين، وثمة مؤشرات على أن ترامب يعتزم شن “حرب ضروس” ضد المحكمتين الدولتين في لاهاي وضد إصدار مذكرات الاعتقال الدولية ضد نتنياهو ووزير الأمن السابق، يوآف غالانت، وضد خطوات أخرى قد تتخذ ضد مسؤولين إسرائيليين آخرين.