ديمقراطيون في مجلس الشيوخ يطالبون بتحقيق أميركي في مقتل سيف مسلط على يد مستوطنين

25 يوليو 2025آخر تحديث :
ديمقراطيون في مجلس الشيوخ يطالبون بتحقيق أميركي في مقتل سيف مسلط على يد مستوطنين

بادر السيناتور الديمقراطيي، كريس فان هولن (من ولاية ميريلاند) ، بجمع أسماء ما يقرب من 30 عضوًا ديمقراطيًا في مجلس الشيوخ من أجل حمل إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب على التحقيق في مقتل الشاب الفلسطيني الأميركي، سيف الله مسلط ، على يد مستوطنين إسرائيليين في المزرعة الشرقية ، في الضفة الغربية المحتلة ، يوم 11 تموز الجاري.

وفي رسالة موجهة إلى وزير الخارجية ماركو روبيو والمدعية العامة (وزيرة العدل الأميركية) بام بوندي يوم الخميس (24/7/25)، انتقد أعضاء مجلس الشيوخ ما وصفوه بـ”ثقافة الإفلات من العقاب عندما يتعلق الأمر بحوادث مقتل مدنيين في الضفة الغربية، بمن فيهم أميركيون “.

وقُتل سيف الله كامل مسلط، البالغ من العمر 20 عامًا، من مدينة تامبا، ولاية فلوريدا،  (في 11 تموز) أثناء زيارته لعائلته في الضفة الغربية المحتلة. وحمّلت السلطات الصحية الفلسطينية وعائلة مسلط المستوطنين الإسرائيليين مسؤولية مقتله.

وبعد وقت قصير من مقتل مسلط، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه يدرس تقارير عن وفاة خلال مواجهة بين إسرائيليين وفلسطينيين في المنطقة. وقال متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم الخميس إن الشرطة الإسرائيلية وقسم التحقيقات الجنائية التابع للشرطة العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي بدأا لاحقًا تحقيقًا مشتركًا في الحادث، فيما قال المتحدث باسم السلطة الفلسطينية (بحسب صحيفة واشنطن بوست) إن السلطة لم تمتثل لطلبات إسرائيل بإجراء تشريح الجثث والاطلاع على تقارير التشريح الموجودة.

ووُقّع على رسالة أعضاء مجلس الشيوخ، (التي حصلت صحيفة واشنطن بوست على نسخة منها)، 29 مشرعًا، أي ما يزيد عن نصف الديمقراطيين في المجلس. ولم ينضم أي جمهوري إلى هذا الجهد.

وقتلت سلطات الاحتلال ألإسرائيلي سبعة أميركيين من أصول فلسطينية منذ عام 2022،  في الضفة الغربية بمن فيهم الصحفية الشهيرة ، شيرين أبو عاقلة، والناشطة عائشة نور إزجي إيجي وطفل في الرابعة عشر من عمره. 

وتنص الرسالة على أن الحكومة الأميركية “فشلت في مسؤوليتها عن حماية المواطنين الأميركيين في الخارج والمطالبة بالعدالة لموتهم”.

ودعا السيناتور كريس فان هولين ، المؤلف الرئيسي للرسالة، إلى إجراء تحقيقات مماثلة في الماضي. برز فان هولين كناقد صريح لعنف المستوطنين وردّ الحكومة الإسرائيلية عليه. وقد شارك مكتبه ردودًا على طلبات مماثلة قُدّمت إلى إدارة الرئيس السابق جو بايدن، تُظهر أن المسؤولين لم يُقدّموا سوى معلومات قليلة إضافية حول الوفيات، لكنهم التزموا بالتحدث مع الحكومة الإسرائيلية بشأنها.

يشار إلى أنه في جلسة استماع بمجلس الشيوخ هذا الشهر لتقييم ترشيح الرئيس دونالد ترمب لمايكل والتز، مستشار الأمن القومي السابق للبيت الأبيض، لمنصب سفير لدى الأمم المتحدة، انتقد فان هولين قرار إدارة ترمب بإلغاء العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، والذين اعتبرتهم الحكومة الأميركية آنذاك متطرفين.

وقال فان هولين حينها: “عندما سحبتم ذلك الأمر التنفيذي، أرسلتم إشارة سيئة للغاية”.

وقال أعضاء مجلس الشيوخ في الرسالة: “نطلب منك أيضًا أن تزودنا بتحديث حول حالة أي تحقيقات في مقتل الأميركيين الستة الآخرين الذين قُتلوا منذ كانون الثاني  2022″، كما كتبوا، “وأن تزودنا بإيجاز حول الإجراءات التي تتخذها لضمان المساءلة عن وفاتهم ومنع عمليات قتل الأميركيين في الضفة الغربية في المستقبل”.

وأفاد مسؤولون فلسطينيون في الضفة الغربية وعائلة مسلط أن مستوطنين إسرائيليين حاصروا الشاب بعد أن اعتدوا عليه بالضرب المبرح في 11 تموز، أثناء زيارته لأقاربه لقضاء الصيف. وبحسب ما ورد، منع المستوطنون سيارات الإسعاف والمسعفين من الوصول إلى مسلط، فتوفي قبل أن يتمكن شقيقه أخيرًا من نقله إلى المستشفى.

وصرحت إدارة ترمب بعد ورود أنباء مقتل مسلط أن وزارة الخارجية الأميركية “ليست لديها أولوية أعلى من سلامة وأمن المواطنين الأميركيين في الخارج”، لكنها لم توضح كيفية تعاملها مع الأمر. وفي أعقاب موجة من الاستنكار، دعا السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى “التحقيق الجاد” في وفاة مسلط، ووصف مقتله بأنه “عمل إجرامي وإرهابي”.

يشار إلى أن أعضاء مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا، ريك سكوت وآشلي مودي، والنائبة الأميركية لوريل لي التي تمثل المقاطعة الانتخابية التي انتمى إليها مسلطن  (جمهورية فلوريدا) وحاكم ولاية فلوريدا،  رون ديسانتيس، وهو جمهوري أيضًا، لا يلتزمون الصمت مقتل أحد أبناء الولاية. .

ووجد تحليلٌ أجراه معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وهو مركز أبحاث يعتبر أحد واجهات اللوبي الإسرائيلي في العاصمة الأميركية ، في نيسان الماضي، أن عنف المستوطنين الإسرائيليين قد تصاعد في العام الماضي، حيث ارتفع بنسبة 30% في النصف الأول من العام مقارنةً بالفترة نفسها من العام السابق. “وفي الوقت نفسه، انخفض الإرهاب الفلسطيني في المنطقة نفسها بشكل حاد”، وفقًا للتحليل.

وكتبت نيومي نيومان، مؤلفة الدراسة: “إن زيادة عنف المستوطنين في وقت يتناقص فيه الإرهاب الفلسطيني يُعطي مصداقية للتقييم القائل بأن هجمات المستوطنين ليست مجرد رد فعل على الإرهاب، كما ادعى البعض”.