“الغذاء العالمي”: إدخال المساعدات برا هو الحل الوحيد بغزة.. “نصف مليون يواجهون المجاعة”

14 أغسطس 2025آخر تحديث :
“الغذاء العالمي”: إدخال المساعدات برا هو الحل الوحيد بغزة.. “نصف مليون يواجهون المجاعة”

حذرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، من أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة المحاصر بلغت مرحلة حرجة، حيث يتضور نصف مليون إنسان جوعًا. وأكدت أن الحل الوحيد لإيصال المساعدات الغذائية هو عبر المعابر البرية، وليس من خلال الإسقاط الجوي.

وأشارت ماكين في بيانها إلى أن خبرتها التي تمتد لأكثر من 50 عامًا في تنفيذ عمليات الإسقاط الجوي خلال الأزمات الإنسانية تجعلها تدرك متى تكون هذه العمليات مجدية ومتى لا تكون الخيار المناسب.

إسقاط المساعدات جوًا ليس حلًا لأزمة المجاعة التي تتكشف في غزة.

وأوضحت أن أحدث تصنيفات الإنذار المتكامل للأمن الغذائي تكشف أن أكثر من 500 ألف شخص، أي ما يقارب ربع سكان غزة، يعيشون ظروفًا أشبه بالمجاعة، بينما يواجه باقي السكان مستويات طارئة من انعدام الأمن الغذائي.

كما لفتت ماكين إلى أن الصراع المستمر وانهيار الخدمات الأساسية والقيود الشديدة على إيصال وتوزيع المساعدات دفعت القطاع إلى ظروف كارثية. وأكدت أن أكثر من 320 ألف طفل، جميعهم دون سن الخامسة، مهددون بسوء التغذية الحاد.

وأشارت إلى أن الخدمات الغذائية والصحية الأساسية انهارت، مما حرم الرضع من المياه الآمنة وبدائل حليب الأم والأغذية العلاجية، حيث يمضي أكثر من ثلث السكان أيامًا كاملة دون تناول أي طعام.

وأكدت ماكين أن وقف إطلاق النار بات ضرورة عاجلة، مشددة على أن الكميات التي دخلت القطاع من الغذاء حتى الآن لا تمثل سوى جزء ضئيل مما يحتاجه أكثر من مليوني إنسان للبقاء على قيد الحياة.

وأوضحت أن البرنامج يمتلك المواد الغذائية والكوادر الميدانية والأنظمة المجربة للاستجابة على نطاق واسع، حيث هناك أكثر من 170 ألف طن من الأغذية داخل المنطقة أو في طريقها إليها، وهي كمية تكفي لإطعام سكان غزة لمدة تقارب ثلاثة أشهر.

ودعت ماكين جميع الأطراف والمجتمع الدولي إلى ضمان الإدخال الفوري والآمن للغذاء المنقذ للحياة، مشيرة إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تغلق جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة منذ الثاني من آذار/ مارس الماضي، مما يمنع دخول أي مساعدات إنسانية.

وفقًا لوزارة الصحة في غزة، أسفرت الإبادة الإسرائيلية المستمرة عن استشهاد 61 ألفًا و722 فلسطينيًا، وإصابة 154 ألفًا و525 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود ومئات آلاف النازحين.

كما تسببت المجاعة حتى الآن في وفاة 235 شخصًا، بينهم 106 أطفال، في ظل غياب أي مؤشرات على تحسن الوضع الإنساني القاتم.