أعلن النائب الديمقراطي سيث مولتون، المرشح لعضوية مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية ماساتشوستس، أنه سيعيد التبرعات التي تلقاها من لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك)، اللوبي الإسرائيلي القوي، وأنه وسيرفض أي دعم مستقبلي منها، مشيراً إلى أن المنظمة أصبحت، على حد قوله، منحازة بشكل متزايد لحكومة بنيامين نتنياهو اليمينية في إسرائيل.
وقال مولتون، الذي يخوض الانتخابات التمهيدية ضد السيناتور الحالي إد ماركي، إن مهمة إيباك “تحولت من دعم أمن إسرائيل إلى دعم سياسات نتنياهو”، وهي سياسات اعتبرها “تتناقض مع القيم الأميركية والقانون الدولي”.
وأضاف مولتون في بيان: “أنا صديق لإسرائيل، لكنني لست صديقاً لحكومتها الحالية. لا أستطيع بضمير مرتاح قبول دعم من منظمة ترفض محاسبة إدارة نتنياهو على أفعالها”.
وأظهرت سجلات لجنة الانتخابات الفيدرالية أن حملة مولتون بدأت بالفعل إجراءات إعادة التبرعات المرتبطة بإيباك.
من جهتها، انتقدت إيباك قرار مولتون، متهمة إياه بـ”التخلي عن أصدقائه” و”مجاراة الأطراف المتطرفة بدلاً من التمسك بالمبادئ”.
ويُعد قرار مولتون من أبرز حالات الرفض العلني لتبرعات إيباك من قبل سياسي ديمقراطي بارز، ما يعكس تزايد الانقسام داخل الحزب الديمقراطي بشأن سياسات الولايات المتحدة تجاه إسرائيل والحرب في غزة.
ويرى محللون سياسيون أن خطوة مولتون تمثل مؤشراً على تغير المشهد داخل الحزب الديمقراطي، حيث يعاد النظر في التحالفات التقليدية مع جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل وسط انتقادات متصاعدة للعمليات العسكرية الإسرائيلية والانتهاكات الحقوقية في غزة.
وقال أحد المراقبين السياسيين في ماساتشوستس: “يبدو أن مولتون يوجه رسالة بأنه مستعد للانفصال عن المواقف التقليدية للحزب. إنها مخاطرة محسوبة قد تحفّز التقدميين لكنها قد تنفّر المانحين الوسطيين”.
أما السيناتور إد ماركي، الذي كان أكثر انتقاداً لسلوك إسرائيل في غزة، فلم يعلق مباشرة على إعلان مولتون. غير أن هذه الخطوة من المرجح أن تعزز التباين الأيديولوجي بين المرشحين مع اقتراب الانتخابات التمهيدية لعام 2026.
تُعد إيباك واحدة من أقوى لجان العمل السياسي في واشنطن، وتساهم بمئات الملايين من الدولارات في دعم مرشحين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي. إلا أن المنظمة تواجه في السنوات الأخيرة تزايد الانتقادات من الجناح التقدمي داخل الحزب الديمقراطي، الذي يرى أن الدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل يقوّض فرص السلام والمساءلة.
ويرى مراقبون أن قرار مولتون قد يكون مؤشراً مبكراً على تراجع النفوذ السياسي لإيباك، حتى في الولايات التي طالما اعتُبرت معاقل للديمقراطيين التقليديين.