أصيب عدد من الفلسطينيين اليوم الخميس نتيجة لاعتداءات نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون في مناطق مختلفة من الضفة الغربية المحتلة، وشملت هذه الاعتداءات اقتحامات متجددة لعدة مدن وقرى، بالإضافة إلى حملة اعتقالات واسعة.
أفادت مصادر محلية بإصابة شاب فلسطيني بالرصاص الحي خلال مواجهات اندلعت في بلدة تقوع جنوب شرقي بيت لحم، وذلك في سياق التوتر المتصاعد في المنطقة.
في وقت سابق من اليوم، أُعلن عن إصابة طفل وشاب آخرين بنيران قوات الاحتلال خلال عملية عسكرية نفذتها في مدينة قلقيلية شمالي الضفة الغربية المحتلة.
أوضحت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان لها أن طفلاً يبلغ من العمر 12 عاماً أصيب برصاصة في الرأس خلال اقتحام قلقيلية، واصفة حالته الصحية بـ “الحرجة جداً”. كما أصيب شاب يبلغ من العمر 26 عاماً برصاصة في القدم، وتم نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج.
أشارت الجمعية إلى أن القوات الإسرائيلية عرقلت عمل الطواقم الطبية ومنعتها من الوصول إلى حي كفر سابا في قلقيلية، كما سجلت اعتداءات على مسعفين متطوعين أثناء محاولتهم القيام بواجبهم الإنساني.
انسحبت قوات الاحتلال من مدينة قلقيلية بعد عملية عسكرية استمرت عدة ساعات، تضمنت مداهمة منازل الفلسطينيين واعتقال عدد من المواطنين، بالإضافة إلى تخريب وتدمير الممتلكات الخاصة.
في سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة دورا جنوب الخليل، ونفذت عملية دهم وتفتيش واسعة في وسط المدينة، وتخلل ذلك انتشار مكثف للجنود المشاة.
أفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع خلال الاقتحام، قبل أن تعتقل شاباً فلسطينياً وتنقله إلى جهة غير معلومة.
أكدت مؤسسات الأسرى أن قوات الاحتلال اعتقلت 13 فلسطينياً من مناطق مختلفة في الضفة الغربية اليوم، من بينهم رئيس بلدية السموع وأسرى محررون.
قوات الاحتلال منعت الطواقم الطبية من الوصول إلى حي كفر سابا في قلقيلية، حيث سُجلت حالات اعتداء على مسعفين متطوعين.
من جهة أخرى، أصيب أب وابنته بعد أن أقدم مستوطنون على إحراق مركبتهما شمال شرق مدينة رام الله في الضفة المحتلة، وفقاً لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. كما أصيب 7 فلسطينيين آخرين بجروح ورضوض نتيجة اعتداء مستوطنين عليهم في شمال الخليل جنوب الضفة.
أفادت مصادر محلية بأن مجموعات من المستوطنين المسلحين هاجمت بالحجارة والهراوات ورذاذ الفلفل مجموعة من المزارعين الفلسطينيين الذين كانوا يحاولون الوصول إلى أراضيهم في منطقة وردان الواقعة بين بلدتي بيت أُمّر وحلحول شمال الخليل.
في سياق آخر، هدمت آليات إسرائيلية اليوم الخميس بناية قيد الإنشاء تقع شرقي مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة، وذلك في إطار تصاعد عمليات الهدم والاستهداف للممتلكات الفلسطينية خلال العامين الماضيين.
أكدت منظمة البيدر الحقوقية في بيان لها أن آليات الجيش الإسرائيلي هدمت البناية المكونة من طابقين في منطقة وادي الحمص.
وثقت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان خلال الشهر الماضي 46 عملية هدم طالت 76 منشأة، بالإضافة إلى توزيع 51 إخطاراً بهدم منشآت أخرى، في إطار ما وصفته الهيئة بأنه “منهجية منظمة تهدف إلى تفريغ الأرض من أصحابها وفرض وقائع استيطانية جديدة”.
تشهد مدن شمالي الضفة الغربية المحتلة منذ الأسبوع الماضي اقتحامات واسعة النطاق من قِبَل جيش الاحتلال ضمن ما أطلقت عليه تل أبيب اسم عملية “خمس حجارة”.
يشير مراقبون فلسطينيون إلى أن العملية تهدف إلى تعزيز السيطرة الإسرائيلية على شمال الضفة، مع تكامل دور المستوطنين في تنفيذ سياسات التوسع الاستيطاني وفرض القيود على حرية الحركة للسكان المدنيين.
وثقت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان 2144 اعتداء في الضفة الغربية المحتلة خلال الشهر الماضي، من بينها 1523 اعتداء نفذتها قوات الجيش و621 اعتداء ارتكبها المستوطنون.













