يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار، مع تجدّد قصفه الجوي والمدفعي على أنحاء متفرقة من قطاع غزة، وسط تحذيرات دولية من أنّ شبح المجاعة يُخيم مجددًا على القطاع.
أفاد في دير البلح عبدالله مقداد، بأنّ طيران الاحتلال شنّ غارة في شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، استهدفت منطقة سكنية في شرق ما يُسمّى بالخط الاصفر وهي المناطق التي يسيطر عليها جيش الاحتلال وحوّلها الى منطقه أمنية.
أشار إلى أنّ آليات الاحتلال أطلقت نيرانها على المنطقه الشرقية لمدينة غزة وحيّ التفّاح، بينما نفّذ عمليات نسف كبيرة لمبان سكنية شرقي خانيونس جنوبي القطاع.
توسيع الخط الأصفر
أوضح أنّ التطوّر الأبرز يتمثّل بتوسيع مساحة منطقة الخط الاصفر في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، حيث تقدّمت الآليات العسكرية الاسرائيلية وعزّزت بعض المواقع العسكرية المرتفعة في تلك المنطقة، وبالتالي إجبار السكان الذي يقيمون في خيام أو بين أنقاض منازلهم المدمّرة على النزوح باتجاه المناطق الغربية.
وشرح أنّ الاحتلال يهدف بذلك إلى تحويل هذه المناطق إلى نقاط لإطلاق الإعتداءات الاسرائيلية واستهداف الفلسطينيين سواء عبر المسيرات الصغيرة أو حتى من خلال الاليات والمواقع العسكرية المرتفعة التي تُشرف وتُسيطر على الجزء الأكبر من التجمّعات السكانية في قطاع غزة.
المجاعة تُهدد غزة مجددًا
على الصعيد الإنساني، حذّرت منظمات دولية من أنّ شبح المجاعة يُخيم مجددًا على قطاع غزة، في ظل القيود التي يفرضها الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية.
وفي هذا الإطار، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” أنّ الأوضاع في غزةَ ما زالت مأساوية، ما يجعل احتياجاتِها الإنسانية هائلة.
وأشارت الوكالة الأممية إلى أنّ نحو مليون وستمئة ألف غزّي يُواجهون نقصًا حادًا في الغذاء.
وقال عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي للوكالة في حديث ، أنّ الوضع الإنساني في قطاع غزة لا يزال مأساويًا في ظل انعدام الأمن الغذائي، مؤكدًا أنّ نحو مليون فلسطيني في قطاع غزة يُعانون من انعدام الأمن الغذائي.
حذّرت منظمات دولية من أنّ شبح المجاعة يُخيم مجددًا على قطاع غزة، في ظل القيود التي يفرضها الاحتلال على دخول المساعدات الإنسانية.
من جهتها، قالت لجنة الإنقاذ الدولية إنّ الجوع في قطاع غزةَ لا يزال عند مستوياتٍ كارثية، إذ يعيش قرابة مئة ألف غزّي في ظروف شبيهة بالمجاعة.
وأشارت اللجنة إلى أن مئات الآلاف من الأطفال الغزيّين يُعانون من سوء تغذيةٍ حاد، وهو ما يُهدّد بعواقب صحية وخيمة على الأطفال، ويضعِف جهاز المناعة، ويُلحق الضرر بنمو الدماغ.
وفي السياق، قالت مسؤولة الإعلام في منظمة “إنقاذ الطفل” في غزة شروق العيلة، إنّ الكارثةَ الإنسانية في القطاع لم تنته بالرغم من اتفاق وقف إطلاق النار، مشددةً في تصريح ، على أنّ هناك حاجة ماسة إلى إدخال المنازل المتنقلة وملابس الشتاء وتحديدًا للأطفال في ظل البرد القارس.
مضاعفات صحية خطيرة
كما حذَّرت منظمة “أطباء بلا حدود” من أنّ القرارات الإسرائيلية الجديدة لتسجيل المنظماتِ الدولية غير الحكومية قد تحرم مئات الآلافِ في قطاع غزة من الرعاية الصحية المُنقذة للحياة بحلول العام المقبل.
أما جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية فحذّرت من مضاعفات صحية كثيرة لأصحاب الأمراض المزمنة في قطاع غزة، جراء عدم توفّر الأدوية الخاصة بهم ومنع إسرائيل سفرهم للخارج من أجل العلاج.
وقال مدير الجمعية محمد أبو عفش في بيان، إنّ 1200 مريض فلسطيني توفوا جراء عدم توفر العلاج لهم بقطاع غزة ومنعهم من السفر لاستكمال العلاج، من دون الإشارة إلى الفترة الزمنية.
وكان مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، قال الجمعة، إنّ 1092 مريضًا بقطاع غزة تُوفوا وهم بانتظار الإجلاء الطبي بين يوليو/ تموز 2024 ونوفمبر/ تشرين الثاني 2025.
ولا تزال عملية الإجلاء الطبي للمرضى من قطاع غزة تسير بوتيرة بطيئة، حيث تواصل إسرائيل فرض قيودها المشددة على خروج المرضى من القطاع، رغم النقص الكبير في المستلزمات الطبية في مستشفيات القطاع.
والأحد، حذرت وزارة الصحة في غزة من تدهور خطير في الأرصدة الدوائية بمستشفيات القطاع جراء نسب عجز بلغت 52 بالمئة في الأدوية و71 بالمئة في المستهلكات الطبية.
وأوضحت أنّ إسرائيل تُواصل تقليص دخول الشاحنات الطبية إلى القطاع لما دون 30 بالمئة من الاحتياج الشهري، متنصّلة من التزاماتها التي نص عليها وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.












