الماضي لن يشفع لنتنياهو

3 فبراير 2015آخر تحديث :
الماضي لن يشفع لنتنياهو

 

كتب فايز عباس

يبدو أن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، فقد قدرته الخطابية بإقناع الاسرائيليين بوجهة نظره، وبدأ في الآونة الاخيرة، يتصرف بشكل هستيري، ولم يعد يجد الكلمات أو الجمل السحرية التي تلاقي آذانا صاغية لدى الرأي العام الإسرائيلي أو الدولي.

بالأمس القريب، قررت المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية، بدء فحص أولي ضد ارتكاب اسرائيل لجرائم حرب في المناطق الفلسطينية المحتلة، بعد ايداع فلسطين إعلانا بموجب المادة رقم 3/12 من ميثاق روما الاساسي للمحكمة الجنائية الدولية، الذي منح المحكمة اختصاص التحقيق في الجرائم التي ارتكبت في الاراض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية منذ 13 يونيو 2014.

نتنياهو، الذي فشل حتى الآن في صد الدبلوماسية الفلسطينية على المستوى الدولي، رد على التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية، بتجميد تحويل عائدات الضرائب الفلسطينية، التي تجبيها إسرائيل مقابل عمولة 3%، رغم أنه يدرك تماما أنها ليست له ولا لشعبه، إنما هي مستحقات للشعب الفلسطيني، لكنه في نهاية الامر سيضطر الى اعادتها لأصحابها.

الامر الاخر الذي يثبت فقدان نتنياهو لقوة اقناعه، هو ما قاله معقبا على قرار المدعية العامة في محكمة الجنايات الدولية، ‘هذا يقلب الغاية التي أدت إلى تأسيس المحكمة رأسا على عقب، لأن هذه المؤسسة أقيمت في أعقاب الإبادة الجماعية التي ارتكبت بحق 6 ملايين يهودي على يد النازيين، والآن يريدون استغلالها ضد دولة اليهود، التي تدافع عن نفسها من الإرهاب’.

هذه الافكار التي يحاول نتنياهو تسويقها إلى الرأي العام الاسرائيلي والدولي، لم تجد اذانا صاغية، انما على العكس تماما، فلم يعد احد يثق بكلام نتنياهو الذي يواصل الرقص على دم يهود ألمانيا النازية، ويحاول تسويق بضاعته الفاسدة لكن دون جدوى.

العالم وحتى الاسرائيليون وصلوا الى قناعة أن استغلال كارثة اليهود في الامور السياسية ما هو الا دليل على فشل نتنياهو، الذي يعاني من العزلة السياسية الدولية، حتى أنه لم يعد شخصية مرغوبا بها في المجتمع الدولي، وما حدث له في فرنسا مؤخرا خير دليل على ذلك.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل ما ارتكبته ألمانيا النازية بحق اليهود يعطي لنتنياهو الحق في ارتكاب الجرائم ضد شعب أعزل؟! وهل ذلك يمنحه حصانة من المساءلة أو المحاكمة؟ ألمانيا النازية ما زالت تدفع ثمن جريمتها بحق اليهود، واصبحت اكثر الدول صداقة مع اسرائيل، وما زال الشعب الفلسطيني يدفع غاليا ثمن الجريمة التي ارتكبت بحق يهود اوروبا، وما زال مشردا في العالم، ومحتلا من قبل الشعب الذي عانى من النازية، الشعب الفلسطيني لم يكن مسؤولا عن هذه الكارثة، لكن بالنسبة لنتنياهو على الشعب الفلسطيني دفع ثمن جرائم ارتكبها اباء واجداد اصدقائه اليوم.

نتنياهو يعلم جيدا انه سيحاكم على جرائمه بحق شعب اعزل يعاني من القتل والاعتقال والتشريد وسرقة امواله وارضه وحريته، وان ماضي اليهود لن يعفي قادتهم من دفع ثمن جرائمهم بالادعاء الكاذب ان الفلسطينيين يريدون القضاء على اليهود لمجرد انهم يهود، هذه الكذبة التي يروج لها نتنياهو، حتى أنه نسيها عندما القى كلمة في الكنيس اليهودي في باريس، وقال إن ‘الاسلام المتطرف يريد القضاء على اسرائيل ليس لأنها يهودية، انما لأنها جزء من الغرب’.

محكمة الجنايات الدولية ستحاكم قادة اسرائيل، واليوم العالم يحاكم قادة اسرائيل على جرائمهم، ولن يكترث بالماضي، لأن من ارتكب جرائم بحق اليهود حوكم ودفع الثمن، والآن حان الوقت لمحاكمة من يرتكب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني. cheap prescription cialis.