kamagra… أربعة بيانات عسكرية على الأقل نشرت لتشرح للرأي العام ما حصل حتى بعد ظهر أمس الثلاثاء تفاعلا مع العملية الانتحارية المفخخة التي انتهت بستة قتلى من الجيش وقوات الأمن الأردنية «ويتردد أن العدد زاد لثمانية دون إعلان رسمي» مع 14 جريحا.
أهم البيانات الأربعة هو ذلك الذي صدر قبل الإفطار بساعتين حيث أعلن رئيس الأركان الجنرال مشعل الزبن أن حدود بلاده مع العراق وسوريا أصبحت عبارة عن «منطقة عسكرية مغلقة» في إجراء يشمل كل الحدود.
الزبن أوضح أن أي حركة للأفراد أو الآليات باتجاه حدود بلاده التي أصبحت مغلقة تماما وبدون تنسيق مسبق سيتم اعتبارها أهدافا معادية والتعامل معها بالنار وبكل حزم.
الإجراء عسكري الطابع وبعد ساعات فقط من تفجير عملية مخيم الركبان على الحدود ويمثل صيغة برأي قانونيين تقلّ عن صيغة إعلان إغلاق الحدود تماما أمام حركة العبور والتجارة وهو إجراء اتخذ فورا بعد اجتماع استثنائي في مركز قيادة أركان الجيش.
صدور البيانات العسكرية التي تفصح لأول مرة عن بعض تفاصيل عملية مخيم الركبان على الساتر الترابي بين الأردن وسورية مؤشر حيوي ومباشر على أن القرار السياسي الأردني المباشر صدر بالمواجهة أو على الأقل بتغيير وتبديل تكتيك المواجهة لاستراتيجية التعاطي مع ملف جنوبي سوريا.
بدا لافتا أن الإفصاحات العسكرية تصدرت، ليس فقط تجنبا للتقولات والتكهنات، ولكن بعد «اجتماع استثنائي» ترأسه العاهل الملك عبدلله الثاني شخصيا في مقر القيادة العسكرية للجيش الأردني.
بدا لافتا أكثر أن «اجتماع الحرب» تم بحضور جميع أركان الدولة في البعدين العسكري والأمني والأهم حضور وزراء الداخلية والخارجية والإعلام برفقة رئيس الديوان الملكي فايز طراونه ومقرر مجلس السياسات في إشارة ترجح أن الاجتماع ناقش وقرر استراتيجية جديدة لم يتم الإعلان عن جميع تفاصيلها بعد وستظهر إلى العلن قريبا وتنفيذها يتطلب حضور وزراء مدنيين لأول مرة لاجتماع عسكري محض.
إلى ان تبرز تفصيلات «المواجهة الجديدة» صدرت عن ملك الأردن «الغاضب» تصريحات تهدد وتتوعد من ارتكبوا وخططوا لهجوم مخيم الركبان مع القول بأن المملكة ستضرب بيد من حديد كل من تسول له المساس بأمن الأردنيين.
لا تتوفر الآن على الأقل تفصيلات جوهرية عن الخطة التي وضعت في اجتماع الأركان بعد ظهر الثلاثاء في العاصمة عمان لكن لوحظ أن البيانات العسكرية توسعت في الشرح وصدرت بكثافة لاحقا وهو سلوك غير معتاد وغير مألوف عندما يتعلق الأمر بالملفات والقضايا العسكرية.
وفقا للشروحات نفسها تمكنت الآلية المفخخة التي يقودها أحد الانتحاريين من اختراق نقطة لوجستية لحرس الحدود الأردني على الساتر الترابي المقام دفاعيا في منطقة الركبان حيث يستقبل لاجئون سوريون يرفض الأردن السماح بدخولهم.
الانتحاري المفخخ تمكن من العبور لمعسكر المقدمة اللوجستي عبر فتحة في الساتر الترابي مخصصة لعبور آليات تحمل لاجئين وقاد آليته بسرعة كبيرة رغم إطلاق الرصاص عليه حتى تمكن من تفجير نفسه وآليته في مساحة الطاقم اللوجستي مما يفسر وقوع ستة شهداء و14 شهيدا جميعهم من القوات الأردنية.
المنطقة رخوة أمنيا وصد الهجوم كان مستحيلا عمليا لأن الساتر يقع بعد مئات الأمتار من المخيم لكن الاختراق كان كبيرا للغاية وصدم جميع الأردنيين وسيجبر عمان على تغيير استراتيجيتها العسكرية والأمنية في التعاطي مع ملفات جنوب سوريا واللاجئين عموما وهو ما حصل فعلا بالإجراء المتعلق باعتبار الحدود منطقة عسكرية مغلقة.
التفاصيل تظهر بوضوح أن العملية كانت مدروسة تماما ومنظمة وكانت سترتكب عبر قافلة من الآليات المفخخة التي تمكن الجيش الأردني من إعطابها وتفجيرها قبل العبور مما يعني عمليا بأن الجيش الأردني أحبط في النتيجة عملية كانت أضخم ستؤدي إلى خسائر دموية في الأبرياء خصوصا في أوساط اللاجئين لو تمكنت بقية الآليات من العبور مستغلة الفتحة التفجيرية للسيارة الأولى بسبب الزحام الشديد في منطقة ما بعد الساتر.
ما حصل بهذه المواصفات ليس مجرد عملية بل هجوم كبير جدا مدروس بعناية حالت دونه العناية الإلهية ويقظة حرس الحدود الأردني حسب معطيات خاصة جدا لم تنشر حصلت عليها «القدس العربي».
زاد في صعوبة الأمر تقلص قدرات الرادار الأردني على مراقبة ما بعد عمق الحدود بسبب عمليات «التشويش» الروسية التي علمت «القدس العربي» أنها تربك العديد من الأطراف وتساهم في تعطيل الرقابة الإلكترونية وهي مسألة سبق أن أثارت خلافات بين الأردن وروسيا والأمريكيين وطرحت في اتصالات ومشاورات ذات طابع عسكري.
ويبدو أن التشويش الروسي متهم هنا أيضا لأن القوات الروسية كانت قد قصفت قبل يومين فقط منطقة تنف التي يعتقد أنها مجاورة لمنطقة الركبان وحضرت منها المفخخات.