رياض الأطفال والحضانات في فلسطين بحاجة لتجهيز وتأسيس

19 مايو 2016آخر تحديث :
رياض الأطفال والحضانات في فلسطين بحاجة لتجهيز وتأسيس

عامر حجازي – تعليم الأطفال وتربيتهم  من أهم القضايا التي تؤرق قطاع التعليم في فلسطين ، ولا سيما في هذا العصر مع حاجة الأم والاب إلى العمل لأسباب مختلفة. تشير تقارير وزارة العمل أن مشاركة المرأة في القوة العاملة تضاعفت بمقدار ثلاثة أضعاف في الفترة من 2000 إلى 2016، حيث تمثل المرأة الآن 35% من إجمالي القوى العاملة . عندما يستغرق الآباء والأمهات في المزيد والمزيد من العمل أو غيره من الالتزامات، يدفع بالأطفال الصغار إلى دور الحضانة والرعاية النهارية في بعض الأحيان في سن أصغر من السنة، خصوصا إذا لم يكن هناك شخص آخر يمكنه العناية بالطفل.

xenical pils.

اما رياض الاطفال فهو المرحلة المكملة  للحضانة والاهم بالنسبة للاطفال  الذين يحضرون مدارس التعليم المبكر فإن  حياتهم  تتتغير نحو الأفضل، ومرحلة السنوات الخمس الأولى من الحياة تعتبر من أهم الفترات للطفل حيث يكتسب فيها القدرات الأساسية التي تهيئه في وقت لاحق للنجاح في المدرسة والحياة .

مديرة روضة زهور الامل أكدت  على أهمية مرحلة رياض الأطفال لصقل شخصية الطفل وقالت: “حسب تأكيدات علماء النفس والتربية فإنهم يجمعون على أساس أن شخصية الطفل تتكون في السنوات الثلاثة من عمره لأنه في هذه المرحلة بحاجة إلى الأمن والحنان والقبول واللعب والحركة وأنه من المفترض أن تقوم دور الحضانة ورياض الأطفال بدور مهم في هذه الجوانب وذلك من خلال الأمهات المربيات”.

مضيفة: “إذا كان الطفل في جو دافئ داخل الحضانة ومستوفية لكافة الشروط و المربية مرتاحة وتشعر بالأمان الوظيفي ستقدم جل طاقتها وعطائها للطفل ولكن هذا لن يحدث في ظل المشكلات والانتهاكات التي تتعرض لها العاملات في رياض الأطفال بفلسطين عموما”.

وتقول المواطنة منال وهي والدة لاحدى الاطفال في دور الحضانة لمدة ثلاثة شهور :” أنها  لاتجد رعاية واهتمام واضح لطفلها ولاتشعر بالراحة والاطمئنان عليها ودائماً قلقة

أما عن دور وزارة الشؤون الاجتماعية فأكدت إيمان عدوان مدير عام الإدارة العامة للأسرة والطفولة على ضرورة أن تقوم الوزارة بمنح الترخيص وتجديد الرخصة سنوياً من قبل مشرفة دور الحضانات وعدد الحضانات الحاصلة على ترخيص 87 حضانة ، العاملة منها 30 حضانة والمتوقفة 57 حضانة، ومشرفة دور الحضانات الشخص المخول قانونياً لمتابعة دور الحضانات.

موضحةً بأن المواصفات المطلوبة لترخيص دور الحضانة أن يكون المبني صحياً وله مدخل خاص تتوفر فيه الإضاءة والتهوية المناسبة، والفناء واسع وآمن للعب الأطفال ويلزم تزويده بالألعاب والمظلات وأن تتوفر مساحة بمعدل 2.2م2 للطفل الواحد، ومجهز بالكامل بوسائل التبريد والتدفئة ، وأن يكون المبني من مواد الإنشاء الدائمة ويحقق شروط الأمان والسلامة العامة وفقاً للقوانين المعمول بها.

وقالت:”أن لا يكون المبني في منطقة منخفضة وأن يكون المبني في طابق أرضي وله مساحة خارجية يسهل الوصول إليه”،وأضافت :”أن لا يقل ارتفاع سقف المبني عن 2.75م كحد أدني، وأن لا تقل مساحة النوافذ عن 15% من مساحة الغرفة وشبك حماية حسب المواصفات”.

و من جانبها عبرت عن رأيها منال عدوان مشرفة الحضانات بوزارة الشؤون الاجتماعية دورهم بأن جميع الحضانات المرخصة تنطبق عليها المواصفات التي نص عليها القانون، بالإضافة إلي أن الرعاية الصحية من نظافة وتعقيمات متوفرة فيها، و ركزت على ضرورة الاهتمام بالطفل و تنمية قدراته مؤكدةً بأن هذه المرحلة أهم مرحلة يتم فيها تكوين شخصية الطفل والبحث عن دراسة مشاكله السلوكية وكيفية التعامل معه،مشددة على أن الوزارة تسعى للعمل على عقد دورات تدريبية لتأهيل المربيات.

الى ذلك اعلنت وزارة التنمية الاجتماعية عن  إجراءاتها الرقابية على دور الحضانات، وستقوم باتخاذ الإجراءات الإدارية والقانونية المناسبة ضد كل من يثبت تجاوزه للقانون والأنظمة أو يثبت انتهاكه لحقوق الأطفال ومصلحتهم.

وأضاف الشاعر في بيان للوزارة، أن قيام دولة فلسطين بالتوقيع على عدد من المواثيق والاتفاقيات الدولية بما فيها اتفاقية حقوق الطفل، يفرض مزيداً من الضوابط والإجراءات والنظم لضمان التزام دور الحضانة وسائر المؤسسات المعنية بالطفل التي تضمن مصلحة الطفل.

وأكد أن الوزارة تمارس دورها بموجب القانون في الرقابة على دور الحضانات والتحقق من مدى التزامها بالمواصفات والإجراءات التي تخص التعامل مع الأطفال وتنشئتهم وصحتهم وسلامتهم البدنية والنفسية والعقلية.

وشدد الشاعر على أن الوزارة هي جهة الاختصاص والمباشرة على إصدار ومتابعة اللائحة التنظيمية لدور الحضانات بالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية، كوزارة الصحة والأشغال العامة، والدفاع المدني، والمحافظة، ومندوب عن البلدية التي تقع في نطاقها دار الحضانة.

وفي وقت سابق عاش الشارع الفلسطيني  حالة من الذهول والصدمة، لحدثين هامين على صعيد دور الحضانات  إثر توارد أنباء عن قيام عشريني بمباشرة ذبح رضيعة في شهرها السادس في حضانة بيتية غير مرخصة لوالدته، في بيتونيا وحادثة أخرى هي وفاة طفل  رضيع عمره شهرين ونصف اثناء تواجده في حضانة غير مرخصة بكفر عقب مما يفتح باب الرقابة على هذه الحضانات التي تعمل في ظروف لاتصلح أن تكون بيئة للأطفال .