التقى المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية جو بايدن ناخبين قدموا بسياراتهم على طريقة “درايف إن” مظهرا بفضل أسئلة لطيفة نسبيا، حسه التعاطفي الشهير ومنتقدا بشدة إدارة خصمه دونالد ترامب “شبه الإجرامية” لأزمة كوفيد-19.
وأكد بايدن مساء الخميس “هذا الرئيس يجب أن يستقيل”. ويتواجه الرجلان في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وانتقد بايدن الذي كان نائبا للرئيس في عهد باراك أوباما، إدارة خصمه للأزمة الصحية التي أودت بحياة نحو 200 ألف شخص في الولايات المتحدة وأثقلت كاهل أكبر اقتصاد عالمي، متطرقا إلى تصريحات أدلى بها ترامب إلى الصحافي بوب وودوارد جاء فيها أنه تعمد “التقليل” من حجم الجائحة.
وقال بايدن “كان على علم ولم يتحرك. هذا عمل شبه إجرامي”.
وقبل أقل من خمسين يوما على الاستحقاق الرئاسي، اختار المرشح الديموقراطي البالغ 77 عاما مسقط رأسه سكرانتون في ولاية بنسيلفانيا الأساسية في الانتخابات، للعودة إلى حلبة المواجهة الرئاسية. ورد مباشرة وللمرة الأولى منذ فوزه بالانتخابات التمهيدية على أسئلة الأميركيين.
وشكل ذلك مناسبة جديدة له لاختبار نهج هجومي جديد على ترامب مشددا على أصوله المتواضعة في هذه المدينة.
وأكد “أرى هذه الحملة فعلا على أنها حملة بين سكرانتون وبارك أفينيو” الجادة الراقية في مانهاتن على بعد خطوات من برج “ترامب تاور”.
ويتقدم بايدن خصمه بأشواط في استطلاعات رأي الناخبين على الصعيد الوطني إلا أن الفارق أقل على مستوى حوالي ست ولايات أساسية تتحكم بمسار الانتخابات الأميركية وتتأرجح بين الحزبين.
واعتمد بايدن المعروف بارتكابه هفوات، لجهة قوية خلال التجمع خصوصا وأن خصمه الجمهوري يهزأ به ويقول عنه إنه لا يتمتع باللياقة الجسدية ليكون رئيسا.
وبسبب الجائحة، اختارت محطة “سي أن ان” لهذا البرنامج شكلا غير مألوف. وقدم الحضور الذي اقتصر على مئة شخص بالسيارات إلى أمام منصة اعتلاها بايدن ونصبت في موقف للسيارات على طريقة “درايف إن” لاحترام التباعد الجسدي. ويمكن لـ250 شخصا في ولاية بنسيلفانيا التجمع كحد أقصى.
وبسبب ذلك سيطر بعض الفتور على هذا اللقاء.
إلا أن جو بادين حصد التصفيق عندما دعا دونالد ترامب إلى الاستقالة كذلك عند تأكيده أن لا حاجة للانضمام إلى أعرق الجامعات الأميركية ليصبح المرء رئيسا.
وأمام امرأة فقدت شقيقتها جراء كوفيد-19 ومدرس يعاني من مناعة ضعيفة أعرب عن خشيته من عدم لقاء التلاميذ مجددا، أبدى بايدن مجددا حسا تعاطفيا لا يتمتع به دونالد ترامب البالغ 74 عاما.
وأتت غالبية الأسئلة من ناخبين ديموقراطيين أو مستقلين إلا أن ناخبة مؤيدة لترامب انتقدته وعندما حاول مقاطعتها طلبت منه السماح لها بإنهاء سؤالها. فاعتذر منها المرشح الديموقراطي.
وكان ترامب قام بتجمع مماثل في بنسلفانيا أيضا الثلاثاء عبر محطة “أيه بي سي”. وفاز الرئيس بهذه الولاية بفارق بسيط عام 2016 في مواجهة هيلاري كلينتون.
وعلى مدى تسعين دقيقة، رد على أسئلة مباشرة وفجة من قبل الحضور والصحافيين.
وفي تعارض واضح بين المرشحين، كان دونالد ترامب مساء الخميس أيضا في ولاية ويسنكسن الأساسية في الانتخابات لكن مع مئات من انصاره المتحمسين الذين تجمعوا أمام الطائرة الرئاسية الأميركية على مدرج مطار موسيني.
وسخر ترامب الذي يكثر من تجمعاته الانتخابية، من تجمع خصمه قائلا “هذا أغرب ما رأيته حتى الآن. لا تطرح علي أسئلة بهذه الطريقة” متهما صحافي “سي ان ان” بأنه جامل بايدن.
ومع أنه متخلف في استطلاعات الرأي، ما يزال الناخبون يثقون به أكثر من بايدن في الملف الاقتصادي.
وقال الملياردير الأميركي “لدينا أفضل اقتصاد في تاريخ العالم”، مشددا على أنه عندما كان جو بايدن نائبا للرئيس كانت الصناديق التقاعدية “تنهار”.