قمة “كوكب واحد” تسلط الضوء على التنوع البيولوجي وتغير المناخ

12 يناير 2021آخر تحديث :
قمة “كوكب واحد” تسلط الضوء على التنوع البيولوجي وتغير المناخ

تم تسليط الضوء على العمل المتضافر لحماية التنوع البيولوجي في العالم ووضع إطار عالمي لحوكمة تغير المناخ في قمة كوكب واحد، وهي حدث افتراضي نظمته فرنسا بالشراكة مع الأمم المتحدة والبنك الدولي.

وضمت أعمال القمة التي استمرت ليوم واحد مشاركة 30 من القادة والمسؤولين الحكوميين ورؤساء المنظمات الدولية.

“يجب على الجميع فعل المزيد”

قالت الأمم المتحدة قبل قمة يوم الاثنين إن “التنوع البيولوجي يمثل رأس المال الطبيعي للعالم، ومع ذلك فإن الاستغلال والتلوث وتغير المناخ تلحق أضرارا لا رجعة فيها بالنظم الإيكولوجية”.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في كلمة أمام القمة “لقد قمنا بتسميم الهواء والأرض والمياه – وملء المحيطات بالمواد البلاستيكية”.

وأضاف “في غضون ذلك، أودى كوفيد-19 بحياة أكثر من 1.8 مليون شخص ودمر اقتصادات”.

وأشار غوتيريش إلى أن التعافي من الوباء هو فرصة للبشرية لتغيير مسارها عبر سياسات ذكية واستثمارات صحيحة. ويمكن أن تؤدي ابتكارات التنوع البيولوجي في مجال الطاقة والنقل إلى انتعاش مستدام وتحول اقتصادي واجتماعي.

وأضاف الأمين العام أن المجتمع العالمي لم يحقق أيا من أهداف التنوع البيولوجي المحددة لعام 2020، ويواجه التنوع البيولوجي فجوة تمويلية قدرها 711 مليار دولار أمريكي سنويا حتى عام 2030.

وقال إن “اجتماعنا في كونمينغ، مؤتمر الأطراف في الصين هذا العام (الاجتماع الـ15 لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي، أو كوب 15)، هو خطوة حيوية في وضع إطار عالمي لما بعد عام 2020 للتنوع البيولوجي ووقف أزمة الانقراض”.

فيما يتعلق بتغير المناخ، أعرب غوتيريش عن أسفه لأن جهود التكيف المتخذة حتى اليوم لا تمثل سوى 20 في المائة من التمويل المتعلق بالمناخ، في حين أن 14 في المائة فقط من التمويل المتعلق بالمناخ مخصص لأقل البلدان نموا.

وأفاد أنه “يجب على الجميع فعل المزيد. لا يمكن أن يكون كوب 26 فرصة ضائعة أخرى”، في إشارة إلى مؤتمر الأمم المتحدة الـ26 المعني بتغير المناخ المقرر عقده في غلاسكو في اسكتلندا في نوفمبر.

وفي الوقت نفسه، أشارت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى أن فقدان التنوع البيولوجي يرتبط ارتباطا وثيقا بظهور الأوبئة. وكتبت في تغريدة لها على موقع التدوين المصغر (تويتر) “نحتاج إلى التحرك على وجه السرعة، عالميا ومحليا”، مضيفة أن “التعاون من أجل ‘كوكبنا الواحد’ ضروري لصحتنا”.

وتعهدت قائلة “سوف نستثمر عدة مئات من الملايين من اليوروهات على مدى السنوات الأربع القادمة في الأبحاث المتعلقة بالتنوع البيولوجي، وصحة الحيوان، والأمراض الناشئة، وأكثر من ذلك بكثير”.

“البلدان النامية بحاجة إلى الدعم”

اتفق المشاركون في مؤتمر القمة على أن حماية الطبيعة أمر أساسي لمكافحة تغير المناخ.

ودعا رئيس مجموعة البنك الدولي ديفيد مالباس إلى دعم البلدان النامية في وضع إستراتيجيات طويلة الأمد للاقتصادات المنخفضة الكربون والقادرة على التكيف مع المناخ من أجل إنهاء اعتمادها على الفحم ومعالجة فقدان التنوع البيولوجي.

وقد أعلنت مجموعة البنك الدولي عن هدف طموح يتمثل في أن يكون لـ35 في المائة في المتوسط من محفظتها التمويلية فوائد مناخية مشتركة على مدى السنوات الخمس المقبلة، حسبما ذكر.

وتعهد مالباس بمواصلة العمل مع القطاع الخاص والمجتمع المدني والحكومات والمؤسسات لمساعدة البلدان النامية على التصدي لتغير المناخ والتكيف مع آثاره المتزايدة.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي سيستضيف قمة المناخ الحاسمة في غلاسكو في نوفمبر، إنه “من الواضح أنه من الصواب التركيز على تغير المناخ”.

وأضاف “لكننا لن نحقق توازنا حقيقيا مع كوكبنا ما لم نحمي الطبيعة أيضا”.

من جانبها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن ألمانيا تخطط لوضع 30 في المائة من المناطق البرية والبحرية تحت الحماية بحلول عام 2030، ودعت الدول الأخرى إلى أن تحذو حذوها. وبهذا الالتزام تنضم ألمانيا إلى أكثر من 50 دولة مشاركة في تحالف الطموح العالي من أجل الطبيعة والناس، الذي أطلقته فرنسا.

كما ناشدت ميركل المجتمع الدولي الكف عن تدمير الغابات، قائلة إن حماية الغابات تعني حماية صحة الناس.

وذكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في تصريحاته الختامية، أن الدول في جميع أنحاء العالم تعهدت بإنفاق حوالي 14.3 مليار دولار أمريكي لمعالجة أزمة المناخ والتدهور البيئي في القمة.

وأوضح أن المبلغ سينفق على مشروع السور الأخضر العظيم لزراعة الأشجار في منطقة الساحل بأفريقيا.

ويهدف مشروع السور الأخضر العظيم، الذي أُطلق في عام 2007، إلى زراعة آلاف الكيلومترات من الأشجار التي تمتد على كامل عرض القارة الأفريقية لوقف تمدد الصحراء الكبرى ومكافحة الجفاف والمجاعات.

وقال ماكرون إن “أفريقيا لديها عدد هائل من الحلول في متناول اليد، ودورنا هو مساعدتها لمساعدتنا أيضا”.

مساعي الصين

في كلمته أمام القمة عبر رابط فيديو، حث نائب رئيس مجلس الدولة الصيني هان تشنغ يوم الاثنين جميع الدول على بذل جهود مشتركة وسريعة لدفع بناء مستقبل مشترك لجميع أشكال الحياة على الأرض قدما.

وفي معرض إشارته إلى استضافة الصين للاجتماع الـ15 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي في كونمينغ هذا العام، وصياغتها لإطار التنوع البيولوجي لما بعد عام 2020 لوضع مخطط للحفاظ على التنوع البيولوجي في السنوات العشر المقبلة، أوضح هان أنه يجدر بجميع الأطراف العمل معا وبسرعة لضمان تحقيق المؤتمر لنتائج إيجابية.

كما دعا جميع الأطراف إلى تعزيز الاتصالات، والالتقاء ببعضها البعض في منتصف الطريق، والتعزيز المشترك لعملية المفاوضات الإطارية.

وأضاف أنه يتعين على جميع الأطراف المعنية دراسة وصياغة أهداف العمل لما بعد 2020 بشكل علمي لضمان منطقيتها وقابليتها للتنفيذ وتعزيز إنفاذ تعبئة الموارد والضمانات وتعزيز إمكانات التنفيذ بشكل فعال في البلدان النامية.

وقال هان إن الصين حققت إنجازات بارزة في حماية البيئة وحددت خطا أحمر لحماية البيئة وأقامت نظاما وطنيا للحدائق ونفذت مشروعات كبرى لحماية التنوع البيولوجي.

ولفت إلى أنها ستواصل النهوض بجودة البيئة وبناء بلد جميل وفقا لمتطلبات التنمية عالية الجودة.

وبدأت قمة “كوكب واحد” في عام 2017 مع التركيز على المناخ العالمي والحوكمة البيئية. وكان موضوع قمة هذا العام هو الحفاظ على التنوع البيولوجي.