أعلن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن الاثنين مقتل 115 عنصرا من الحوثيين في الساعات الأربع والعشرين الماضية في غارات جديدة حول مأرب، آخر معقل للحكومة في شمال البلد الذي تمزقه الحرب.
وقال التحالف في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية (واس) إنّ “عمليات الاستهداف شملت تدمير 19 من الآليات العسكرية والقضاء على 115 عنصراً إرهابياً”.
واستهدفت الغارات صرواح في غرب مأرب والجوف في شمال المدينة الغنية بالنفط.
ويعلن التحالف الذي يدعم الحكومة المعترف بها دوليا يوميا منذ نحو شهر تقريبا، عن غارات جوية لوقف تقدم الحوثيين. وأدت هذه الغارات إلى مقتل نحو 3100 مقاتل.
ويتعذر التحقق بشكل مستقل من هذه الأرقام. ونادرا ما يعلن المتمردون الحوثيون عن خسائرهم.
ويحاول التحالف منع المتمردين من الوصول إلى مدينة مأرب، آخر معاقل الحكومة المعترف بها دوليا في شمال البلد الغارق في الحرب. وصعّد الحوثيون في شباط/فبراير عملياتهم العسكرية للسيطرة عليها.
ومن شأن سيطرة الحوثيين على هذه المنطقة الغنية بالنفط أن يسهّل توسّعهم إلى محافظات أخرى، ويعزّز موقفهم التفاوضي في أي محادثات سلام مقبلة.
وأقر مسؤول عسكري حكومي الاسبوع الماضي بأن الحوثيين يتقدّمون باتجاه مأرب، رغم الخسائر المبلغ عنها. في الوقت نفسه، قال الحوثيون إنهم قريبون جدا من مركز المدينة.
ويدور النزاع في اليمن بين حكومة يساندها منذ العام 2015 التحالف العسكري بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء منذ 2014.
وأسفر النزاع عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم الكثير من المدنيين، وفق منظمات إنسانية عدة.
وفي تطور آخر، زار المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن السويدي هانس غروندبرغ الاثنين مدينة تعز المحاصرة من الحوثيين في اليمن، غداة لقائه رئيس الوزراء في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية.
وقال المبعوث الأممي في بيان نشره مكتبه إنّ الصعوبات التي يواجهها اليمن راهنا “مركّزة هنا في تعز”.
وأوضح “نرى أشخاصاً يواجهون قيوداً شديدة على حرية حركتهم، كما نرى أشخاصاً تأثروا بتدهور الوضع الاقتصادي وبالانقطاع المتكرّر في توفير الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء، وبالحالة العامة من غياب الأمن”.
وأضاف أنّ “العمل من أجل السلام في اليمن معركة شاقة، ولكن يجب ألّا ننسى أن هناك دائماً وسيلة لكسر دائرة العنف. هناك دائماً فرص للحوار السلمي”.
وتعز هي إحدى أكثر المدن تأثّرا بالحرب منذ بداية النزاع في منتصف 2014.
وتخضع المدينة التي تحيط بها الجبال ويقطنها نحو 600 ألف شخص، لسيطرة القوات الحكومية، لكن المتمردين يحاصرونها منذ سنوات، ويقصفونها بشكل متكرر.
بدوره، أجرى المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ الإثنين أول زيارة له إلى هذا البلد.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إنّ ليندركينغ توجّه إلى عدن، ثاني كبرى مدن البلاد ومقرّ الحكومة، حيث التقى مسؤوليها.
وإذ شدّدت الوزارة في بيانها على أنّ “الأوان آن لكي يجتمع جميع اليمنيين لإنهاء هذه الحرب وتنفيذ إصلاحات شجاعة لإعادة إطلاق الاقتصاد”، ناشدت كل الفصائل الموالية للحكومة اليمنية تجنّب “الانقسامات” التي لا تؤدّي سوى إلى “إضعافها” أمام الحوثيين.