تحت هذا العنوان تكتب طال نيف في “هآرتس”، حول ما حدث في بيتونيا، متسائلة: “كيف يمكن تسمية الجندي الذي يصوب سلاحه ويطلق النار من مسافة 80 مترا على شابين لم يبلغا الثامنة عشرة من العمر؟ وكيف نسمي الجمهور الذي جاء منه هذا الجندي، الذي يطلق النار على الناس وكأن الموت هو لعبة تحدي في مدينة الملاهي؟ وكيف يسمى الشخص الذي يطلق النار على الناس من مسافة بعيدة، ويستتر وراء خوذته ويبقى بدون اسم عندما يسقطون هم على الأرض؟ انهما لن يذهبا الى المدرسة بعد، ولن تتحدث اليهما امهاتهما بعد، ولن يقول لهما والديهما شيئا بعد الآن.
فكيف نسمي الجندي الذي يطلق النار على شابين كانا يسيران على مسافة عشرات الأمتار ويحملان حقيبتيهما على ظهريهما؟ هل كان عليه اطلاق النار حتى لو لفا رأسيهما بالوان فلسطين؟ وحتى لو كانا يدعمان اخراج الجيش من أرضهم؟ كيف نسمي جنديا كهذا؟ انه يسمى الجبان”.
وتضيف: “وكيف يمكن تسمية الجمهور الاسرائيلي الذي خرج من صفوفه اناس للدفاع عن “دافيد (ادموب) النحلاوي”، الذي هدد بقتل فتى من خلال توجيه فوهة البندقية الى وجهه مباشرة، هذا الجمهور الذي يشاهد الجندي ايفي وهو يتوعد عيسى عمرو في تل رميضة، قائلا “في اللحظة التي ستسنح لي الفرصة سأطلق النار عليك”، لأنه طلب اخراج مستوطنة اجتاحت بيته؟ وكيف نسمي الجمهور الذي لن يشاهد الشريط الذي صوره بلال التميمي من النبي صالح، والذي يوثق للجنود وهم يوقظون اولاده في الليل ويلتقطون لهم الصور كي يقارنوها بصور الأولاد التي التقطوها في المظاهرات؟ وكيف نسمي الجمهور الذي يريد السماع من وزير الأمن بأنه ربما لم يكن ذلك صحيحا، وان ما شاهدوه في الشريط المصور في بيتونيا لم يحدث؟ وان من مات لم يمت حقا، او أنه مات ولكن لا علاقة لنا، وربما يكون الأمر تمثيلية.
“كيف نسمي الجمهور غير المستعد للفهم بأن ما شاهده في شريط التصوير، الذي التقطته كاميرات الأمن، هو عملية قتل، وتصفية، ليس من الجو، وليس بواسطة قذيفة تلقى من السماء، وانما بطريقة جديدة من عدم التمييز الجماعي. اطلاق نار “نحو”. قتل بدون محاكمة او تهمة، لأنهم من يتحمل المسؤولية ولسنا نحن. كيف نسمي مثل هذا الجمهور الذي ينظر الى الاعدام ولا يخفض بصره؟ ولا يطالب بالتحقيق الفوري؟ ولا يصرخ؟”
وتضيف الكاتبة: “ان شريط التصوير في بيتونيا يقيم، بحقيقة وجوده، محكمة يحاكم فيها المجتمع الإسرائيلي وجيشه، ويحاكم كل واحد وواحدة منا، لأن هذا الشريط يظهر ان الجانب الثاني يملك الدليل”.
وتواصل: “لا يمكن للجمهور أن يبقى غير مبال امام المزيد من القتل، ولا يمكنه مواصلة استخدام الجيش وتشويه مقاييسه، بحيث يتحول القتل الى أمر اعتيادي. على كل واحد ان يتذكر اليوم – بعدما تبين ان الجيش كان يعرف، وربما حقق ولم يقل، او انه لم يتوصل الى أي نتيجة – ما الذي فعله عندما شاهد نديم نوارة ومحمد سلامة، 17 عاما، يتعرضان الى النيران ويسقطان على الأرض ميتين. هل فهمنا انه حدث شيء ما في نهاية الأمر؟ وهو انه لن تقوم لشعب اسرائيل قائمة في هذه البلاد، اذا لم يتوقف القتل؟ لأن الاسم الذي يطلقونه على اناس مثلنا هو الجبناء”.