استخدمت الشرطة التركية الأحد القوة لتفريق “مسيرة الفخر” للمثليين وأوقفت أكثر من 200 شخص بينهم مصور وكالة فرانس برس قبل أن تفرج عن بعضهم مساءً، وفق مراسلي الوكالة ومنظمة غير حكومية.
حتى قبل بدء المسيرة، دهمت شرطة مكافحة الشغب حانات عدة في حي جيهانغير بجوار ساحة تقسيم الشهيرة وأوقفت “عشوائيا” أشخاصاً بينهم صحافيون، بحسب فرانس برس.
وأفرجت السلطة عن بعض الموقوفين ومن بينهم مصور وكالة فرانس برس بولنت كيليتش قبيل الساعة 11,00 مساءً (20,00 ت غ) بعد أكثر من ست ساعات على توقيفهم. لكن معظم الموقوفين ما زالوا محتجزين وفق منظمي المسيرة وجمعية الدفاع عن حقوق مجتمع الميم “كايوس إل جي”.
وكانت الشرطة قد كبّلت يدي مصور الوكالة بولنت كيليتش خلف ظهره واقتاده مع آخرين في سيارة للشرطة، بينما بدا قميصه ممزقاً. وهو ذو خبرة وحائز جوائز ومعتاد على مناطق النزاعات. وأوقف العام الماضي في ظروف مماثلة.
وأعربت منظمة مراسلون بلا حدود عبر تويتر عن أسفها لأن السلطات التركية “اعتادت على ما يبدو على توقيف المصور الصحافي في وكالة فرانس برس بولنت كيليتش”.
وقال ممثلها في تركيا إيرول أوديرون أوغلو “رغم الإدانات الثلاث التي أصدرتها المحكمة الدستورية في السنوات الثلاث الماضية، فإن قوات الأمن تواصل إساءة معاملة الصحافيين واحتجازهم بشكل تعسفي. وللأسف، اعتادت الإدارة على تجاهل قرارات المحكمة والقانون”.
وحظر محافظ المدينة المسيرة، لكن مئات المتظاهرين بدأوا التجمّع في الشوارع المجاورة لساحة تقسيم التي أغلقت تمامًا أمام الجمهور، رافعين أعلاما بألوان قوس قزح.
وبعد “مسيرة الفخر” عام 2014 في اسطنبول التي شارك فيها أكثر من 100 ألف شخص، باتت السلطات التركية تحظر كل عام هذه المسيرة لأسباب تقول إنها أمنية.
وأصر مئات المتظاهرين الذين كانوا يرفعون أعلام قوس قزح على المضي في مسيرتهم في تحد للشرطة.
وذكرت جمعية “كايوس جي أل” في منشور على تويتر أن الشرطة أوقفت ما لا يقل عن 200 ناشط ومشارك في المسيرة.
وقالت الجمعية إن 12 متظاهرا أوقفوا في مدينة إزمير غربي البلاد.
ومنعت الشرطة الصحافة من تصوير عمليات التوقيف، حسب صحافيي فرانس برس.
قالت ميلينا بويوم من منظمة العفو الدولية إن “جميع الذين أوقفوا لمجرد مشاركتهم في مسيرة الفخر يجب إطلاق سراحهم حالا وبدون قيد أو شرط”.
ودانت ديرين وهي طالبة جامعية تبلغ 22 عاما جرائم الكراهية التي تستهدف مجتمع الميم.
وقالت لفرانس برس “نحن محظورون وممنوعون ونخضع للتمييز بل نقتل في كل ثانية من حياتنا. اليوم هو يوم خاص جدا بالنسبة الينا للدفاع عن حقوقنا والقول إننا موجودون”.
وأضافت “عنف الشرطة يهدف إلى إيقافنا لكن ذلك غير ممكن. لن تكون قادرة على إيقاف المثليين”.
وحضت مفوضة مجلس أوروبا لحقوق الإنسان دنيا مياتوفيتش السلطات التركية الجمعة على السماح بالمسيرة.
وقالت في بيان “أحض سلطات اسطنبول على إلغاء حظر مسيرة الفخر الأخيرة في اسطنبول وضمان سلامة المتظاهرين وحقهم في التجمع السلمي”.
وأضافت “يجب حماية حقوق مغايري الجنس في تركيا بشكل فعال”.
ورغم أن المثلية الجنسية كانت قانونية طوال فترة الجمهورية التركية الحديثة، فإن أفراد مجتمع الميم يشيرون إلى مضايقات وانتهاكات منتظمة يتعرضون لها.
وتنظم “مسيرة الفخر” في اسطنبول كل عام منذ 2003.
وجرت آخر مسيرة بدون حظر في العام 2014، جاذبة عشرات آلاف المشاركين في واحدة من أكبر مناسبات مجتمع الميم في المنطقة ذات الغالبية المسلمة.
وعام 2020 ألغت نتفلكس إنتاج مسلسل في تركيا يضم شخصية مثلية بعد فشلها في الحصول على إذن حكومي للتصوير.
وفي العام نفسه، واجهت العلامة التجارية الرياضية الفرنسية ديكاتلون دعوات إلى المقاطعة في تركيا لنشرها رسائل دعم لأفراد مجتمع الميم.