إدارة بايدن محبطة من اعتراف إسبانيا والنرويج وأيرلندا بالدولة الفلسطينية

23 مايو 2024آخر تحديث :
إدارة بايدن محبطة من اعتراف إسبانيا والنرويج وأيرلندا بالدولة الفلسطينية

تشعر إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالإحباط والاستياء البالغ بسبب إعلان ثلاثة من حلفائها  أنهم سيعترفون بالدولة الفلسطينية، لكن المسؤولين يقولون إن تأثير ذلك ليس أكثر من مجرد “موجة” تضعف كلما توسعت.

وكانت قد أعلنت كل من إسبانيا والنرويج وإيرلندا، يوم الأربعاء، أنها ستعترف رسميًا بفلسطين كدولة يوم الثلاثاء المقبل (29/5/2024)، “لترسم خطًا بين فلسطين وإسرائيل على أساس الحدود قبل عام 1967”.

وقد أوضحت واشنطن لكل من إسبانيا وإيرلندا، على وجه الخصوص، بسبب نهجهما الأكثر علانية ، أن الاعتراف بدولة فلسطينية لن يكون مفيدا، مؤكدة موقفها المعتاد المتمثل في أنه لا يمكن إنشاء مثل هذه الدولة إلا من خلال المفاوضات، حسبما قاله مسؤول أميركي مطلع على هذه المسألة لموقع “نات سيت ديلي Daaily NatSec “، المختص بشؤون الأمن القومي.

ويعرب المسؤولون الأميركيون الآن عن هذا الاستياء علناً. وردا على سؤال حول العزلة الدبلوماسية المتزايدة لإسرائيل حاليا، قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان الأربعاء: “هذا يثير قلقنا لأننا لا نعتقد أن ذلك يساهم في أمن إسرائيل وحيويتها على المدى الطويل”.

ومع ذلك، تعتقد الإدارة – أو على الأقل تأمل – أن الخطوة التي اتخذتها إسبانيا والنرويج وإيرلندا لن تؤدي إلى زيادة كبيرة في التوترات العالمية بشأن الحرب في غزة.

وبحسب الموقع ، قال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته للتحدث بصراحة: “نعتبر هذا حقيقة لا مفر منها في السياسة الإسبانية والأيرلندية، كما أن النرويج لديها أسباب خاصة بسبب [اتفاقيات أوسلو]”. يشار إلى أن هذه الاتفاقيات كانت عبارة عن مجموعة من الاتفاقيات المبرمة في عام 1993 بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية والتي أسست لعملية سلام لحل الدولتين، والتي تعثرت في نهاية المطاف بسبب استشراء الاستيطان.

وأضاف المسؤول أنه بالنظر إلى كل الدراما التي شهدها الشرق الأوسط هذا الأسبوع، بما في ذلك قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بالسعي للحصول على أوامر اعتقال بحق قادة إسرائيليين وقادة من حركة حماس، “فإن جهود الدول الثلاث قد لا يكون لها تأثير كبير”.

وقال المسؤول: “لقد حاولوا تكوين مجموعة كافية حتى تحدث ضجة، لكن من وجهة نظرنا، فإن الأمر أشبه بتموج”.

وربما تنظر الولايات المتحدة أيضًا إلى اعتراف هذه الدول بفلسطين باعتباره نقطة ضغط على إسرائيل.

وقال سوليفان إن المسؤولين الأميركيين أبلغوا إسرائيل أن “النهج الاستراتيجي لهزيمة حماس” والسعي إلى التكامل الإقليمي سيساعد إسرائيل على تنشيط تلك العلاقات. وفي الأسابيع الأخيرة، انتقد المسؤولون الأميركيون علناً الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية في غزة.

وفي حين أن الرئيس جو بايدن طالما ودعم في تصريحاته العامة حل الدولتين ، دولة إسرائيل، ودولة فلسطين، فإنه يعتقد أن أفضل طريقة للقيام بذلك هي عبر المفاوضات المباشرة بين الطرفين، علما بأن الولايات المتحدة تدرك تماما أن المفاوضات الثنائية بين الفلسطينيين وإسرائيل تحت الرعاية الأميركية ، والتي توقفت في آذار 2014، باءت بالفشل بسبب ارفض الإسرائيلي المستمر لوقف الاستيطان.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون لـموقع ناتسيت ديلي NatSec Daily: “إنه (الرئيس بايدن) يعتقد أن الدولة الفلسطينية يجب أن تتحقق من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين، وليس من خلال الاعتراف الأحادي الجانب”.

وفي حين أنه ليس من المستغرب أن تدعم الدول الثلاث قيام دولة فلسطينية، فإن هذه الخطوة يمكن أن تعزز الاعتراف الدولي بالفلسطينيين إذا حذت الدول الأوروبية الأخرى المتعاطفة مع قضيتهم حذوها. ومن بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة، تعترف 142 دولة بالفعل بالدولة الفلسطينية، وفقا لمسؤولين فلسطينيين.

بدوره قال مايكل وحيد حنا، مدير “البرامج الأميركية” في مجموعة الأزمات الدولية، للموقع ذاته ، إن آثار الاعتراف ستكون “تراكمية وتدريجية ومع مرور الوقت، لكنها تخبرنا أن الولايات المتحدة أصبحت معزولة بشكل متزايد”.

وأضاف حنا: “الآن لا يقتصر الأمر على أفريقيا وأميركا الجنوبية وآسيا، بل يشمل أوروبا”، بما في ذلك حلفاء الناتو.