أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الثلاثاء أن إسرائيل ستسمح لسكان قطاع غزة الذين يرغبون في الفرار من الحرب بالمغادرة إلى الخارج، في خطوة مثيرة للجدل تأتي في وقت تتصاعد فيه حدة الصراع. وأكد نتنياهو في مقابلة مع قناة ‘آي 24’ الإسرائيلية أنه يسعى لتحقيق رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتعلقة بنقل جزء كبير من سكان غزة.
نتنياهو أشار إلى أن ما يسميه ‘الهجرة الطوعية’ هو الخيار الأنسب في ظل الظروف الحالية، حيث قال: ‘أعتقد أن الشيء الصائب، حتى وفقًا لقوانين الحرب كما أعرفها، هو السماح للسكان بالمغادرة’. وأوضح أن هذا الإجراء يهدف إلى حماية المدنيين من آثار النزاع المستمر.
أي مسعى بالنسبة للفلسطينيين لإجبارهم على مغادرة أراضيهم سيُعيد إلى الأذهان ذكرى ‘النكبة’ عام 1948.
في سياق حديثه، ذكر نتنياهو أن إسرائيل تتحدث مع العديد من الدول التي يمكن أن تستضيف الفلسطينيين الراغبين في المغادرة، داعيًا الدول التي تعبر عن قلقها تجاه الفلسطينيين إلى فتح أبوابها لهم. هذه التصريحات تأتي بعد دعوات سابقة لترحيل الفلسطينيين إلى دول أخرى، والتي أثارت مخاوف كبيرة في صفوف الفلسطينيين.
كما أشار نتنياهو إلى أن حكومته تعمل على إيجاد دول ثالثة لاستقبال سكان غزة، وذلك بعد اقتراح ترامب بتهجيرهم وتطوير القطاع كوجهة سياحية. وقد دعا وزراء اليمين المتطرف في ائتلاف نتنياهو إلى رحيل ‘طوعي’ للفلسطينيين.
في هذا السياق، تجري إسرائيل محادثات مع جنوب السودان بشأن إمكانية تهجير فلسطينيين من قطاع غزة إلى أراضيها. وأكد ستة أشخاص مطلعين على الأمر هذه المحادثات، ولكن لم يتضح بعد مدى التقدم الذي تم إحرازه في هذه المفاوضات.
وزارة الخارجية الإسرائيلية امتنعت عن التعليق على هذه المحادثات، بينما لم يرد وزير خارجية جنوب السودان على أسئلة حول هذا الموضوع. كما أشار متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إلى أن الوزارة لا تعلق على المحادثات الدبلوماسية الخاصة.
جو سلافِك، مؤسس شركة ضغط أميركية تعمل مع جنوب السودان، ذكر أنه أُبلغ من قبل مسؤولين في جنوب السودان عن هذه المحادثات، مضيفًا أن وفدًا إسرائيليًا يخطط لزيارة البلاد لبحث إمكانية إنشاء مخيمات للفلسطينيين هناك.
مسؤولون مصريون أكدوا أنهم على علم منذ أشهر بمحاولات إسرائيل لإيجاد دولة تقبل الفلسطينيين، بما في ذلك تواصلها مع جنوب السودان، وأعربوا عن قلقهم من تدفق اللاجئين إلى أراضيهم في حال تنفيذ هذه الخطط.
أي مسعى لنقل الفلسطينيين خارج غزة سيُعيد إلى الأذهان ذكرى ‘النكبة’ عام 1948، حيث يعتبر الفلسطينيون أن هذه الخطط تمثل تهجيرًا قسريًا في انتهاك للقانون الدولي. وقد قوبلت هذه الاقتراحات برفض واسع من قبل الفلسطينيين ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي.