سلّطت الضوء على أهمية اتفاقية الغاز بين تل أبيب والقاهرة، ودورها في إبقاء الصراعات بعيدة بما فيها التوترات في غزة.
في تقرير لها: “اتفاقية تصدير الغاز بين إسرائيل ومصر، ستخلق حال توقيعها مصلحة اقتصادية حيوية مشتركة بين الجانبين، وتعاونا عمليا في نقل الغاز وجوانب أخرى، ما يُرسي تبعية طويلة الأمد بين القاهرة وتل أبيب”.
وأشارت إلى أن إسرائيل كانت قد أبرمت اتفاقية غاز مشتركة مع مصر والأردن، إلا أن تنظيم الدولة فجّر خط الأنابيب المار عبر سيناء عدة مرات، مؤكدة أن “أهمية الاتفاقية الجديدة تكمن في أنها ستمنح مصر حافزا أكبر لتلبية مطالب إسرائيل ومساعدتها في جميع المجالات، وخاصة في قطاع غزة حاليا”.
مناخ للتعاون
ورجحت أن “تعقد إسرائيل اجتماعات مع مصر لإدارة القطاع ابتداء من العام المقبل”، معتبرة أن “اتفاقية الغاز تُهيئ مناخا مواتيا للتعاون”.
وذكرت أن “مسار خط أنابيب الغاز من المرجح أن يكون استنادا إلى دروس الماضي، وأن يمر عبر البحر لا عبر سيناء، وذلك في ظل حديث إسرائيلي بشأن الحشد العسكري المصري في شبه الجزيرة، والذي يُنفذ في انتهاك لاتفاقية السلام بين الجانبين”.
ولفتت إلى أن مصر أرسلت مؤخرا أعدادا كبيرة من الدبابات والجنود إلى سيناء، تحت ذريعة الحرب على تنظيم الدولة، وأقامت منشآت عسكرية، متجاوزةً بكثير ما يسمح به “اتفاق السلام”، مؤكدة أن “إسرائيل تتجاهل الأمر حاليًا، ولكن مع انحسار الحرب على داعش، يتزايد قلق تل أبيب إزاء هذا الوجود العسكري المصري المتزايد، الذي قد يشكل تهديدًا لها، لا سيما في قطاع غزة”.
اتفاقية تصدير الغاز بين إسرائيل ومصر، ستخلق حال توقيعها مصلحة اقتصادية حيوية مشتركة بين الجانبين، وتعاونا عمليا في نقل الغاز وجوانب أخرى، ما يُرسي تبعية طويلة الأمد بين القاهرة وتل أبيب.
وتابعت: “لم يعد لهذا الحشد العسكري هدف معقول سوى تهديد إسرائيل، وبما أن اعتماد مصر علينا في قمع داعش قد تضاءل، فينبغي النظر إليه كتهديد محتمل”.
وشددت على أن “اتفاقية الغاز تعد بمثابة ضمانة وعامل يكبح جماح العداء تجاه إسرائيل المتأصل في المؤسسة العسكرية المصرية، والتي يعتمد عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي. وكما هو معلوم، يُمثّل الجيش المصري قوة اقتصادية عظمى تحتاج إلى الطاقة لتشغيل بنيتها التحتية. أما المشكلة، من وجهة نظر إسرائيلية، فتكمن في حجم احتياطيات الغاز المتبقية لإسرائيل، وكم من السنوات ستكفيها”.
ورأت أن “صفقة الغاز تعزز أيضاً مكانة إسرائيل الإقليمية وتحالفاتها مع دول صديقة مثل اليونان وقبرص ومصر المطلة على البحر الأبيض المتوسط. وينطبق هذا أيضاً على العالم العربي المعتدل. فإسرائيل عضو بالفعل في “تحالف الغاز” في حوض شرق المتوسط، والذي يضم مصر وقبرص واليونان، ما يشكل ثقلاً موازناً لطموحات تركيا وشمال قبرص التركية في التوسع الطاقي”.
وأوضحت أن “الأهم من ذلك كله هو أن هذا يمثل ركيزة أخرى في خطة السلام التي وضعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط، وبالتالي فهو يمثل أيضاً الضغط الأمريكي على إسرائيل للتوقيع بسرعة على اتفاقية الغاز مع مصر”.
واستكملت بقولها: “كالعادة، سارع رئيس الوزراء نتنياهو إلى الإعلان عن الصفقة قبل إتمامها رسمياً، وذلك أساساً لإظهار ترامب أنه يمتثل لتعليماته، ولكن أيضاً لإظهار حسن النية تجاه السيسي – وبالطبع أيضاً للتباهي بإنجاز اقتصادي في عام انتخابي (58 مليار شيكل لخزينة الدولة)”.
وأشارت إلى أن “اتفاقية تصدير الغاز من حقل ليفياثان إلى مصر، في حال توقيعها، ستكون أكبر صفقة تصدير في تاريخ إسرائيل، بحجم يقارب 131 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي على مدى 18 عاماً تقريباً، وبقيمة إجمالية تُقدّر بنحو 112 مليار شيكل. ووفقاً لنتنياهو، ستصل عائدات الضرائب والرسوم إلى نحو 58 مليار شيكل، وستُضاف إلى الإيرادات الحالية من قطاع الغاز”.
وختمت بقولها: “يمهد إقرار الاتفاق الطريق أمام قمة ثلاثية بين نتنياهو وترامب والسيسي، بعد أن اشترطت القاهرة موافقتها على وصول الرئيس. ومن المتوقع أن يجتمع الثلاثة في منتجع مارالاغو التابع لترامب في فلوريدا”.













