دعت شخصيات وطنية القيادة والفصائل الفلسطينية إلى عقد اجتماع عاجل للإطار القيادي لـمنظمة التحرير، لمواجهة حالة التدهور في العلاقات الداخلية الفلسطينية، وفي ظل إعلان الرئيس محمود عباس عن خطة سياسية جديدة لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل.
وقال نداء أصدرته شخصيات وطنية ومستقلة إن “نقطة الانطلاق لتحقيق منجزات ملحمة الصمود التي حققها الفلسطينيون ومقاومتهم في غزة، تكمن في تفعيل الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير”، وبيَّن عضو تجمع الشخصيات المستقلة ممدوح العكر في مؤتمر صحفي عقد في رام الله، أمس الثلاثاء، أن هذه الدعوة تأتي وفق الأسس والصلاحيات المنصوص عليها في اتفاق القاهرة للمصالحة الفلسطينية لعام 2011.
وجاء نداء الشخصيات الفلسطينية على ما يبدو في إطار المساعي الرامية إلى قطع الطريق على ما وصف بالمخاطر السياسية الماثلة عبر محاولات إطلاق عملية سياسية جديدة بين القيادة الفلسطينية وإسرائيل.
وتحدثت أنباء فلسطينية عن أن وفداً فلسطينياً بقيادة مسؤول ملف المفاوضات في المنظمة صائب عريقات سيغادر إلى الولايات المتحدة للقاء وزير الخارجية جون كيري الجمعة القادم، وسيعرض الوفد على الأميركيين خطة للرئيس الفلسطيني لانسحاب إسرائيلي من الأراضي المحتلة خلال ثلاث سنوات.
تضييع الإنجازات buy albendazole tablets.
لكن عضو تجمع الشخصيات المستقلة هاني المصري قال إن العودة إلى مسار المفاوضات الثنائية برعاية أميركية دون مرجعية ولا ضمانات في ظل اختلال فادح في ميزان القوى، “سيعني تضييع الإنجازات التي تحققت في ملحمة صمود غزة بالالتفاف الشعبي حولها، وعودة القضية الفلسطينية إلى الصدارة، وإعادة الاعتبار للإنسان الفلسطيني”.
وقال المصري إن هذه الإنجازات يجب استكمالها عبر إستراتيجية يضعها إطار جديد وفق قواعد جديدة، فيما رأت ممثلة مؤسسات المجتمع المدني آمال خريشة في الخطة السياسية لاستئناف المفاوضات “انعكاسا لإشكالية جوهرية في طبيعة النظام السياسي الفلسطيني من حيث آليات اتخاذ القرار”.
وقالت خريشة إن نداء الشخصيات الوطنية جاء ليؤكد ضرورة تعجيل استحقاق عقد الإطار المؤقت لمنظمة التحرير من كل القوى والفصائل، لتغيير كيفية اتخاذ القرار في النظام السياسي وإيجاد أرضية جمعية وطنية لمواجهة سياسات إسرائيل.
ويسعى النداء إلى اضطلاع الإطار القيادي المؤقت بمهمة الوفد التفاوضي الموحد الذي شُكّل في أعقاب العدوان على غزة من أجل تحقيق المطالب الفلسطينية.
غزة أو الجزائر
وكانت القيادة الفلسطينية قد دعت في 23 يوليو/تموز الماضي إلى اجتماع عاجل للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، والذي يضم -بالإضافة إلى فصائل المنظمة- حركتي حماس والجهاد الإسلامي، والقوى غير المنضوية في المنظمة. لكن الاجتماع الذي دعي إليه ليكون في القاهرة لم يتم بسبب توتر العلاقات بين القيادة المصرية وحماس.
وقال عضو تجمع الشخصيات المستقلة عزمي الشعيبي للجزيرة نت إن صعوبة عقد الاجتماع بسبب الظروف الخاصة بالحكومة المصرية وعلاقتها المتوترة بحماس، يمكن تجاوزه بعدما توصل الوفد الفلسطيني والمصريون إلى صيغة اتفاق وقف إطلاق النار الأخير.
لكنه أضاف “في حال ظل تعذر انعقاد الاجتماع في القاهرة فنحن نطالب بعقده في الجزائر التي لا يوجد لديها أية حساسية في التعامل مع الأطراف الفلسطينية المختلفة”.
لكن عضو تجمع الشخصيات المستقلة في غزة محسن أبو رمضان دعا إلى عقد الاجتماع في غزة وعلى أنقاض المنازل والمؤسسات التي دمرها العدوان، وقال عضو تجمع القوى الوطنية والإسلامية عمر عساف إن الضامن الوحيد لتعجيل عقد هذا الإطار هو حالة من الضغط الوطني على القيادة، والأطراف المستفيدة من استمرار الانقسام.