أفادت مصادر أميركية مطلعة أن طائرة الطيار الأردني معاذ الكساسبة أسقطت عن طريق الخطأ بواسطة “نيران صديقة”، ما أثار جدلاً حاداً في أروقة وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وبين الحلفاء حول “شح التنسيق” قبل الشروع في المهمات القتالية.
وتقول المصادر أن الطيار الأردني الذي “انطلق في طائرته وهي من طراز (اف -16) الأميركية الصنع من قاعدة للتحالف في الصحراء الأردنية قرب الحدود الأردنية السورية العراقية، واتجه شمالاً – تقريباً في خط مستقيم على ارتفاع عال باتجاه مدينة الرقة التي وصلها بعد 25 دقيقة مصحوبا بطيار- الجناح من التحالف بمقاتلة (اف-16) مماثلة في الساعات المبكرة من فجر يوم 24 كانون الأول 2014 الماضي، أسقط بعد أن أغار- هو وطيار الجناح – على مجمع مراقبة وسيطرة لتنظيم الدولة (داعش) في ريف الرقة، عن طريق الخطأ من قبل صاروخ (آمرام) انطلق من طائرة رفيقه طيار- الجناح”.
واوضح المصدر أن “مثل هذا الخطأ يحدث بانتظام في المعارك الجوية التي تتطلب قربا متاخما من قبل الطيارين المنخرطين في قصف مواقع عدو ثابتة خاصة وأن الطيار وطيار الجناح ينخفضان بسرعة هائلة، يلقيان بحمولتهما ويصعدان بما يشبه الزاوية القائمة”.
ويشير المصدر إلى أن طائرة (اف-16) وهي تشكل عصب الطيران الحربي في الدول الحليفة للولايات المتحدة مثل الأردن ودولة الأمارات العربية ومصر والسعودية وإسرائيل، “هي عبارة عن أعجوبة رائعة من التكنولوجيا الحديثة، وقلعة قتالية طائرة مسلحة بترسانة مرعبة من صواريخ (آمرام) و(سايدواندر) و(هيلفاير) والمدافع الرشاشة، مع العلم أن هناك اختلافات طفيفة حسب متطلبات الدولة التي تستخدمها”.
وتطير (اف-16) بسرعة 1300 ميل في الساعة، أي ضعف سرعة الصوت، في حين يصل نطاق مداها (المسافة) إلى 2200 ميل (4000 كلم).
ويلفت المصدر الى أن الطيار الأردني الكساسبة “تدرب في كوريا الجنوبية في حين أن طيار الجناح، وهو من سلاح جو الأمارات العربية المتحدة تدرب في الولايات المتحدة”.
وتشير التقارير إلى أن الطيار الأردني الذي أسقطت طائرته يوم 24/12/2014 “تمكن من إخلاء الطائرة المصابة بواسطة المقعد المظلة الأوتوماتيكي ووصل الأرض سالماً دون إصابات تذكر سوى رضات خفيفة وتمكن من نزع المظلة بسرعة مهنية، واتجه شرقاً من موقع سقوطه، وبقي طليقاً لمدة ما بين 25-30 دقيقة قبل أسره من قبل مسلحي داعش، مما يعطي الوقت الكافي، بل المزيد من الوقت لإنقاذه من قبل قدرات التحالف في التفتيش والإنقاذ لو كانت الاستعدادات كما يجب”.
واكدت التقارير أن دولة الأمارات العربية المتحدة علقت مشاركتها في غارات التحالف الجوية منذ تلك اللحظة.
وفي محاولة منها لتفادي أحداث مماثلة، قررت الولايات المتحدة التي تقود التحالف، إرسال المزيد من طائرات وقدرات بحث وإنقاذ إلى مكان أقرب من ميادين القتال في سوريا والعراق لتعزيز قدرتها على استعادة أفراد الائتلاف الذين يفقدون في الحملة الجوية ضد “داعش”، حيث أعلن البنتاغون امس أن الولايات المتحدة الأمريكية أرسلت في الأيام الأخيرة معدات وإمكانات للبحث والإنقاذ إلى شمال العراق وسوريا، خوفا من أن يلقى طيارو التحالف نفس مصير الطيار الأردني معاذ الكساسبة.
وأكدت نفس المصادر أن عسكريين أميركيين أرسلوا مع طائرات إلى محيط مدينة أربيل شمال العراق لتعزيز القدرات القتالية للبحث والإنقاذ، كما أرسلت طائرات مروحية.
وكانت الوحدات الأميركية القادرة على إنقاذ الطيارين الذين تسقط طائراتهم تتخذ من الكويت قاعدة لها، ويجري نقلها إلى شمال العراق الآن.
ويهدف هذا التحرك إلى زيادة ثقة الطيارين الأميركيين وطياري التحالف، ولتسهيل عمليات إنقاذ الطيارين الذين تسقط طائراتهم في مناطق يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية”.
ويقول مصدر مطلع إن التحالف الجوي ضد داعش اليوم يعمل على النحو التالي: طيران حربي أميركي أردني فوق سوريا، وطيران حربي أميركي أردني فوق العراق بمشاركة قليلة من قبل طيران حلفاء أميركا الغربيين مثل بريطانيا وفرنسا وكندا، وبدون مشاركة أحد من الدول العربية الأخرى”.
وكان الطيار معاذ الكساسبة قال في آخر تسجيل له يوم 30 كانون الأول 2014 الماضي أن طائرته سقطت بصاروخ أرض جو من قبل تنظيم الدولة. cialis how long does it last.