قصة بطولة أردنية حقيقية سطرها نشمي من رجال الدفاع المدني، عايشتها ليلة الجمعة وفجر السبت ، حفرت في قلبي فخراً وعزاً بأن الأردنيين فيهم ألق الماضي الجميل من تضحيات الصادقين رغم إحباطات المناكفين.
العريف عمر فلاح البلاونة من دفاع مدني مركز البحر الميت، لبى استغاثة ام عراقية قام الموج البحر الميت بسحب طفليها ( مريم ١٣ سنة. وماهر ١١ سنة ) الى عرض البحر، بعد هبوب عاصفة رياح بشكل مفاجئ بعد عصر الجمعة فنزل البحر لإنقاذهما، رغم خطورة الموج فسحبته الامواج معهما وغابوا جميعاً عن الأنظار، وهبط ظلام الليل، لترتفع الأكف ضارعة الى رب السموات ان يحميهم، وتنتشر فرق الإنقاذ من زوارق البحرية وطائرات سلاح الجو في عملية بحث مرهقة استمرت الى صباح السبت للبحث عنهم وعن ٧ أشخاص اخرين.
بحمد الله تعالى تم انقاذ الجميع. لكن البطولة لها رجال كان العريف البلاونة من قاماتها حيث تبين انه بقي محتضناً الطفلين لأكثر من ١٢ ساعة في امواج البحر الميت وظلماته، حتى قيض الله لفرق الإنقاذ العثور عليهم. روت الطفلة مريم حكايات أبكت القلوب قبل العيون، كيف كان العريف البلاونة طوال الوقت يهدئ من روعها وأخيها، ويبشرهما بفرج الاله العظيم، وكيف انه شرح لهما لما بلغ منه الإعياء الشديد ما بلغ كيف يتصرفان اذا ما فقد السيطرة ومات عنهما. وأنها قالت له: انت تعرف تسبح عمو اتركنا وأنقذ حالك، وانه أجابها: وكيف أنجو أمام الله ان تركتما ونجوت الان. والله ذرفت عيناي امام هذا البطل الأسطوري، النشمي الاردني، الذي علمني معنى ” ارفع رأسك … انت أردني”.
* أسجل هنا موقفاً للباشا طلال الكوفحي مدير عام الدفاع المدني ( الذي قام بترفيع العريف ميدانياً الى رتبة وكيل وكافأه بحوافز اخرى) وقوفه على رأس الفرق العاملة في البحث والإنقاذ مدة زادت عن ١٧ ساعة متواصلة، من مساء الجمعة الى ظهر السبت دون إعلام وأضواء مع قائد اقليم الوسط العميد د. هاني المجالي. وقائد المنطقة العسكرية الوسطى واخرين من جنود الوطن الذي يحق لنا ان نفخر بانتمائنا اليه.
* في الصورة البطل البلاونة والطفلين بعد انقاذهم.
عن صفحة مواقع تواصل