قالت مصادر إسرائيلية، اليوم الاثنين، إن توقيت الكشف عن اغتيال الرجل الثاني في تنظيم القاعدة “أبو محمد المصري” في طهران على يد عناصر من الموساد الإسرائيلي في شهر أغسطس/ آب الماضي، كما كشفت صحيفة “نيويورك تايمز”، يحمل رسالة لإدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن.
ونقلت صحيفة “هآرتس” العبرية عن تلك المصادر قولها، “إن توقيت الكشف عن العملية يحمل رسالة لإدارة بايدن، التي تنوي الدخول في مفاوضات مع إيران بشأن الملف النووي، مفادها أن النظام في طهران يشكل حاضنة “إرهابية” للجماعة المسؤولة عن تفجيرات 11 سبتمبر/ أيلول 2000″.
وكان سعيد خطيب زاده المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، قد نفى ما تردد من أنباء عن اغتيال مسؤول في تنظيم القاعدة الإرهابي في بلاده، كما نفى أي وجود لأعضاء القاعدة في إيران.
ووفقًا للصحيفة، “فإن المسؤولين الذين عملوا في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وكانوا يقفون خلف عملية الاغتيال، لم يفاجؤوا من نشر الخبر حول عملية الاغتيال”، مشيرة إلى أن “هناك تعاونا وثيقا بين رجال المخابرات الإسرائيليين ونظرائهم من جميع أنحاء العالم، لكن ما أثار اهتمامهم هو توقيت الإعلان بعد 3 أشهر من العملية، وبعد أسبوع من إعلان فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية الأميركية”.
ولفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل تلتزم الصمت حيال ما نسب إليها، مشيرة إلى أن عملية الاغتيال سبقتها زيارة سريعة إلى إسرائيل قام بها رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي، إلا أن جهات أمنية وعسكرية رفضت التأكيد حينها أن الزيارة مرتبطة مباشرة بطهران.
ولفتت إلى أن ميلي زار إسرائيل مرتين، الأولى قبل اغتيال رجل القاعدة، والثانية قبل أيام قليلة من اغتيال قائد فيلق الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
وخلال زيارته، اجتمع ميلي مع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، وبيني غانتس وزير الجيش ورئيس الوزراء البديل، ورئيس الموساد يوسي كوهين، ورئيس الأركان أفيف كوخافي وضباط عسكريين إسرائيليين كبار.
وقال كوخافي في تصريح له بعد زيارة المسؤول الأميركي، “إن للجيش الإسرائيلي ونظيره الأميركي مصلحة مشتركة في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي ومنع انتهاك إيران له”.
كما التقى نتنياهو في وقت سابق، مع براين هوك المبعوث الأميركي الخاص لإيران، وذلك قبل وصول ميلي إلى تل أبيب بعدة أيام، وبحثا قضايا مهمة، وفق ما أعلن نتنياهو حينها.
وقال مسؤول أمني سابق في المخابرات الإسرائيلية، “إن اغتيال رجل القاعدة نبأ سار لجميع أجهزة المخابرات”، مشيرا إلى أنه “ليس على رأس قائمة أولئك الذين يهددون إسرائيل لكنه هدف مهم بالنسبة للولايات المتحدة واغتياله بالتأكيد إنجاز، خاصة على الأراضي الايرانية”.
وقالت الصحيفة، “على الرغم من أن أجهزة المخابرات في إسرائيل تراقب أنشطة القاعدة، إلا أنها ليست من الأولويات القصوى في السنوات الأخيرة”.
وبحسب تقديرات استخباراتية إسرائيلية، “فقد عانى التنظيم من أضرار جسيمة من الأميركيين، لكن الفكرة من وراء الحركة مستمرة من وقت لآخر بين نشطائها وإن لم يكن بطريقة تشكل تهديدا مباشرا وكبيرا لإسرائيل على المدى القريب”.
وأشارت إلى “إن المصري كان متورطًا بهجمات في نوفمبر/ تشرين الثاني 2002 ضد إسرائيليين في كينيا خلال هجوم أدى لمقتل 13 شخصًا”.